أكدت الجامعة العربية أهمية تعزيز التنمية المستدامة وإشراك المرأة وتعزيز مكانتها فى الدول العربية، مشددة على أهمية إقامة التكتلات الاقتصادية الإقليمية لدعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وتعزيز التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين فى الدول العربية والأفريقية.
جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها السفير بدر الدين علالي الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون الاجتماعية نيابة عن الأمين العام للجامعة فى المؤتمر والمعرض الدولى نحو تنمية مستدامة: النداء العربى لأفريقى ــــ التكتلات الاقتصادية والتجارية الذى انطلقت أعماله اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة بحضور الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى بجمهورية مصر العربية والدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة والدكتورة هدى جلال يسى رئيس اتحاد المستثمرات العرب.
وقال إن المؤتمر يعقد بتنظيم مشترك بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية واتحاد المستثمرات العرب، استكمالا للجهود التى تبذلها الأمانة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية كأحد المحاور الرئيسية للتنمية المستدامة التى تساهم بشكل أساسى فى تحقيق رفاهية المواطن وذلك من خلال زيادة الدخل القومى وتحقيق نمو اقتصادى مستدام يعتمد على تعدد الأنشطة الاقتصادية فى مختلف القطاعات، وتنوع مصادر الإنتاج، وتحفيز الاقتصاد، وزيادة تنافسية المنتجات العربية، وزيادة حجم الاستثمارات وهذا من شأنه فتح مجالات وفرص عمل جديدة.
وأكد أهمية المؤتمر فى مد جسور التعاون بين أفريقيا والعالم العربى كقوتين متكاملتين فى فضاء واحد يواجه تحديات مشتركة ومماثلة مما يستدعى تضافر جهود كل الفاعلين فى دول الإقليمين فى ظل ما تمر بها من تحولات خاصة بعد مصادقتها على خطة التنمية المستدامة 2030 وتبنى أغلبها لخطط وطنية لتنفيذ هذه الأهداف من أجل رفاهية الإنسان وتحسين ظروفه المعيشية فى ظل نظام اجتماعى يضمن الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، والمساواة، وتكافؤ الفرص، وتحسين الصحة، وتوفير التعليم الجيد لكافة فئات المجتمع، ولعل هذه هى الرسالة التى يطرحها ويبشر بها النداء العربى الأفريقى كفكرة قائمة على منح الفاعلين الاقتصاديين فى دول الإقليمين فرصة للقاء وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة من أجل تفعيل دورهم فى تنفيذ أهداف خطة 2030 التى من المتفق عليه أنه يجب التعامل معها كوحدة متكاملة وأن تحقيق أهدافها يستدعى تضافر جميع الجهود سواء فى القطاع العام أو الخاص الذى يمثل نسبة تشغيل تصل 45% فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أنه أحد شركاء التنمية المستدامة الرئيسين.
وأشار إلى أن المؤتمر يناقش أبعاد التجارة البينية بين دول الإقليمين حيث تعتبر التجارة الدولية قاطرة النمو الاقتصادى للدول بصفة عامة. رغم أن دول الإقليميين تعتبر من أقل الكيانات مساهمة فى التجارة العالمية، ويمثل تصدير النفط نسبة عالية من إجمالى صادرات الدول العربية هذا بالإضافة إلى أن غالبية الصادرات مندول الإقليمين تتمثل فى موارد طبيعية وسلع أولية دون إدخال عملية إنتاجية تضيف من قيمة المنتج النهائى وبالتالى فى زيادة العائد من حجم الصادرات والدخل القومى، وما ينتج عنه من خلق فرص عمل جديدة.
من جانبها أكدت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى ضرورة العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، معتبرة إن هذه الأهداف لن يتم تحقيقها دون تمكين المرأة من خلال التعليم والتدريب وتنمية القدرات.
الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى
وأشادت سحر نصر التى شاركت اليوم ممثلة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "النداء العربى الأفريقى، تكتلات اقتصادية وتعاون دولى " الذى انطلقت أعماله اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، بإعلان الرئيس السيسي اعتبار عام 2017 عاما للمرأة المصرية، مؤكدة على ضرورة الاستفادة من هذا الإعلان التنموى والقومى فى تعزيز دور ومكانة المرأة فى المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا خلال المرحلة القادمة.
وقالت "إننا نسعى عند التفاوض مع الجهات الدولية التى تقوم بتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأن يكون هنا نسبة بحوالى 40 % من تمويل هذه المشروعات مخصصة للمرأة وداعمة لها".
وأكدت حرص مصر على وضع خريطة استثمارية وتوفير خدمات أكبر للمرأة التى يقع على كاهلها مسئولية كبرى تجاه الأسرة والمجتمع، مشيرة إلى أن هناك مبادرات مع الأمم المتحدة خاصة بريادة الأعمال إضافة إلى إنشاء صندوق للمرأة لريادة الأعمال خاصة فى الريف لتكون متساوية مع المرأة فى الحضر.
من جانبها اعتبرت الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة، استضافة مصر لهذا المؤتمر بأنها تمثل رسالة فى توقيت بالغ الأهمية بأن مصر هى بلد الأمن والأمان وإنها دولة جاذبة للاستثمار.
وقالت فى كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن النساء يمثلن قوة هائلة والمؤتمر يمثل خطوة هامة نحو إقامة شراكة وتكتل نسائى عربى إفريقى من شأنه تحقيق نهضة شاملة، مشيدة فى هذا الشأن بوعى المرأة العربية والأفريقية بضرورة النهوض بالوضع الاجتماعى بصفة عامة.
وأكدت أن المؤتمر يشكل أيضا فرصة هامة لإعادة التأكيد على الدور الذى تلعبه المرأة فى تحقيق التنمية وخلق فرص من التعاون، مشيرة إلى أن مصر تحت قيادة الرئيس السيسي تضع نصب أعينها ترسيخ وتعزيز التعاون مع أفريقيا والحرص على استرداد المرأة لدورها ومكانتها كأولوية.
وأشادت فى هذا الشأن بقرارات الرئيس السيسي الخاصة بتمكين المرأة المصرية، واصفة هذه القرارات بأنها تستجيب لتطلعات وطموحات المرأة المصرية.
