"أنا مكلف من القيادة السياسة لإعادة التعليم إلى مكانته، والقدرة على المنافسة الدولية، نحن فى مهمة قتالية" التصريح السابق لوزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، يلخص إلى حد كبير آلية تعامل الوزير مع مختلف القرارات التى يتخذها مؤخرًا لتحقيق حلم "تغيير التعليم" الذى تحدث عنه مرارا وتكرارا منذ توليه المنصب.
هذه الرغبة الملحة للدكتور طارق شوقى لتغيير نظام التعليم فى مصر، والانتقال بها لمصاف الدول المتقدمة، رغم نبلها، إلا أنه على أرض الواقع احيانا يتم اتخاذ قرارات دون دراسة مدى إمكانية تطبيقها على أرض الواقع.
آخر هذه القرارات تمثلت فى إعلان الوزارة مادة التربية الرياضية مادة رسوب، ونجاح، فى المرحلة الابتدائية، وفقا لما تضمنته المادة السابعة من القرار 377 لسنة 2017 تعتبر نشاط التربية الرياضية بالمرحلة الابتدائية به نجاح ورسوب ويُضاف للمجموع.
ما تسعى له الوزارة من هذا القرار، هو إحداث تغيير فى مفهوم تعامل تلاميذ المرحلة الابتدائية مع حصص التربية الرياضية، اللتى عادة لا تهتم بها معظم المدارس، لدرجة أن إحدى أولياء الأمور علقت على الأمر على موقع التواصل على الفى سبوك قائلة أن حصص التربية الرياضية تخصص ليقوم التلاميذ بتنظيف أحواش المدارس، ولا يتم الاهتمام بها مطلقًا.
ورغم أهمية توجه الوزير فى هذا الشأن إلا أن اعتماد قرار باعتبار المادة ، يعطى فرصة للطلاب لاستغلال هذه الحصص فى تدريبات أو أنشطة تنعكس عليهم وعلى النظام التعليمى بشكل عام بمزيد من الحيوية ، والإيجابية ، ويمنحون أيضا درجات عليها ، إلا أنه يجب أن الانتباه قبل ذلك لمدى إمكانية تطبيق ذلك على أرض الواقع.
وبمجرد رصد بسيط لأوضاع المدارس الحكومية فى مصر، سنجد أن هناك أسباب مختلفة تعيق تنفيذ هذا القرار، أهما المدارس التى تعانى من ازمات الصرف الصحى، عدم وجود فناء بعض المدارس، الساحات الرياضية غير مجهزة ، العدد الكافى لمدرسين التربية البدنية، هيئة الأبنية التعليمية لم تنته من خطة إحلال وتجديد المدارس المتهالكة .
وبالتالى ماذا سيكون الوضع إذا لم تكن المدارس مؤهلة من الأساس لممارسة أى أنشطة رياضية ، وماذا إذا تحول الامر إلى مجرد قرار روتينى صدر من الوزارة، لا يطبق ، بشكل عملى؟.
286 مشروع إحلال تحتاجها المدارس
ووفقا لأخر التقارير الصادرة من هيئة الأبنية التعليمية ، بخصوص تطوير وتجديد المبانى التعليمية، فالهيئة وضعت 286 مشروعاً لإحلال كلى وتجديد المبانى المتهالكة وغير الصالحة، التى ستوفر ما يقرب من 4000 فصل على مستوى الجمهورية، وكذلك 643 مشروعاً لبناء مدارس جديدة، وقد انتهت من تلك المشروعات بنسبة 57%، ويجرى العمل لإتمامها.
وكذلك القيام بـ264 مشروع إحلال جزئى لمدارس، لرفع طاقتها الاستيعابية، و485 مشروعاً لتوسع أفقى لمدارس قائمة، و135 مشروعاً لمدارس أخرى على مستوى المحافظات، وقد تم بالفعل إنجاز 43% من تلك المشروعات.
بعض المدارس غارقة فى الصرف الصحى
إصلاح البنية التحتية للمدارس ، بشكل مبدئى ، هو الأهم قبل اتخاذ أى قرارات بشأن الانشطة الرياضية ، خاصة ان بعض النواب فى دوائرهم تقدموا بطلبات إحاطة بسبب غرق المدارس فى الصرف الصحى ، ومن ضمنهم النائب بدر النويشى ، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز الواسطى بمحافظة بنى سويف، الذى ناشد الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتكليف رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ووزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولى، بالتدخل لإنهاء أزمة الصرف الصحى فى قرى الميمون ونزلة الجنيدى ومعصرة أبوصير، عبر إنشاء محطة معالجة توسعة الصرف فى أبوصير، بسبب غرق المدارس فى القرية بالصرف الصحى.
أحمد على: طارق شوقى لديه خطة "حالمة" دون إمكانيات
النائب أحمد على ، قال إن الوزير طارق شوقى، يرسم خطة حالمة لتطوير التعليم فى مصر، ولكن ليس لديه إمكانيات حقيقية، لتنفيذ هذه الخطة.
وتابع: "مش ممكن اشترى عفش كويس جدا وانا لسة مش عندى شقة " لافتا إلى اننا لدينا عجز فى المدرسين والفصول والمدارس ، وحتى الآن الأبنية التعليمية لم تتمكن من طرح أى مبان جديدة ، بسبب المديونية عليها نتيجة تغير اسعار المقاولات.
وأشار نائب المرج ، إلى ان الرسوم التى يقوم الطلاب بدفعها سنويا فى كل مدرسة من المفترض انها مقابل تقديم الانشطة الرياضية والفنية للطلاب ، ولكن يتم ربطها فى المدارس الحكومية بالكتب المدرسية .
10 مليون طالب على 18 ألف مدرسة فقط
ووفقا للإحصاء الأخير الذى صدر فى الكتيب الاحصائى لمصر عام 2017 ، فإن عدد المدارس الابتدائى فى عام 2015/2016 إلى 18 ألفا و85 مدرسة، بعدد فصول 234 ألفا و441 فصلا بإجمالى تلاميذ وصل عددهم إلى 10 ملايين و638 ألفا و860 تلميذا.
أما المدارس الإعدادية بلغ عددها 11 ألفا و466 مدرسة بـ109 آلاف و189 فصلا وإجمالى عدد تلاميذ عددهم 4 ملايين و630 ألفا و636 تلميذا بين بنات وذكور.