ينتوى إمبراطور اليابان أكيهيتو البالغ من العمر حاليا 83 عاما، التنازل عن العرش فى 31 مارس 2019؛ ليصبح بذلك أول إمبراطور يقوم بخطوة من هذا النوع فى البلاد منذ أكثر من مائتى عام.
وذكرت صحيفة «أساهى شيمبون» اليومية، اليوم، أن رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى سيلتقى مسئولين وأعضاء في القصر الإمبراطورى فى نوفمبر المقبل قبل أن يعلن الموعد رسميا.
وقال ناطق باسم القصر إنه «لم يتقرر أى شىء بعد» بشأن موعد تنازل الإمبراطور عن العرش، وكان أكيهيتو قد أعلن العام الماضى رغبته فى الانسحاب بعد حكم دام ثلاثة عقود، بسبب تقدمه فى السن وتعرضه إلى مشكلات صحية، ما أثار صدمة فى البلاد.
وسبب هذا الإعلان المفاجئ مشكلة نظرا لعدم وجود نص قانونى فى اليابان يتعلق بتقاعد الإمبراطور الذى يفترض أن يبقى فى منصبه مدى الحياة، كما أحيا الجدل حول مسألة حصر اعتلاء العرش فى الذكور فقط.
وكان البرلمان اليابانى قد تبنى في يونيو الماضى قانونا يسمح لأكيهيتو بالتخلى عن العرش بسبب سنه، فى السنوات الثلاث التالية لإقرار النص، ويفترض أن يعتلى ابنه ولى العهد ناروهيتو (57 عاما) العرش خلفا له.
إمبراطور اليابان
الإمبراطور فى سطور
إمبراطور اليابان (باليابانية: 天皇 تينُّو) وتعني حرفيا "سيادة السماء" ويشار إليه رسميا باسم ميكادو (帝) هو إمبراطور دولة اليابان، وقائد الدولة، وعميد العائلة الإمبراطورية اليابانية، كما أنه أعلى سلطة لديانة الشينتو، ويعتبر بحسب تعريف الدستور الياباني الحديث على أنه "رمز للدولة ولوحدة الشعب" ولا يتعدى دوره الدور الرمزي في نظام الملكية الدستورية المتبع في اليابان. تعتبر العائلة الإمبراطورية اليابانية هي أقدم ملكية وراثية مستمرة إلى اليوم في العالم، حيث يذكر كتاب نيهون شوكى والذى كتب حوالى القرن الثامن بأن إمبراطورية اليابان تأسست في عام 660 قبل الميلاد على يد الإمبراطور جينمو. الإمبراطور الحالي هو الإمبراطور أكيهيتو، والذي اعتلى على العرش بعد وفاة والده الإمبراطور شووا في عام 1989، سكن أباطرة اليابان منذ القرن التاسع في القصر الإمبراطورى "كيوجو" (宮城) فى كيوتو، ثم انتقل للسكن فى كوكيو (皇居) الذى كان مقر قلعة إيدو السابقة مع بداية فترة ميجى.
رسالة العام الماضى
الامبراطور
قال إمبراطور اليابان، أكيهيتو، إنه قلق من أن تقدمه فى السن وتدهور حالته الصحية تهدد قدرته على مواصلة أداء مهامه.
وجاءت تصريحات الإمبراطور (82 عاما)، الذى يحظى بتوقير اليابانيين، خلال خطاب هو الثانى من نوعه على الإطلاق الذى يوجهه إلى الجماهير، وبالرغم من أنه لم يستخدم كلمة "تخلى" فى خطابه، أشار أكيهيتو بقوة إلى أنه يرغب فى تسليم مهامه إلى شخص آخر.
فى غضون ذلك، قال رئيس الوزراء اليابانى، شينزو آبى، إن الحكومة ستأخذ رغبة الإمبراطور "على محمل الجد" وأنها سوف تناقش ما يمكن القيام به.
وفي رسالة مسجّلة مدتها عشر دقائق، قال الإمبراطور أكيهيتو إنه بدأ منذ فى فترة فى التفكير فى "الفترة التى قضاها فى منصبه والتأمل فيما يريد القيام به فى السنوات المقبلة".
وأضاف: "أشعر بالقلق من أنه ربما يصبح من الصعب بالنسبة لى أداء مهامى بكل قوتى كما فعلت حتى الآن."