24 ساعة تقريبا مرت منذ نشر أول معلومة عن معركة الواحات بين رجال الشرطة المصرية والمجموعة الإرهابية المسلحة، الخبر فى بدايته كان يتحدث عن استشهاد اثنين من رجال الشرطة فى المواجهات، ومع مرور كل ساعة كانت المعلومات –غير الرسمية– تتوالى عن حجم المواجهات وعدد الشهداء، حتى وجدنا أنفسنا فى مواجهة سيل من المعلومات والتحليلات والآراء والنظريات التى نالت من كل شىء، نالت حتى من الشهداء وبطولتهم، وبين المزايدين وأصحاب النظريات والتحليلات، وأسئلة البعض "الجهنمية"، والبحث عن بطولات زائفة، وتصفية حسابات قذرة، اختلت كافة الأولويات، وتاه العنوان الرئيسى، وغرقنا فى برك التفاصيل الملوثة بالأهواء والنقائص وأمراض النفوس والعقول، ونام الجميع عدد ساعاته التى اعتاد عليها، واستيقظ يستكمل مهمته التى يراها وطنية، وأخذتنا العادة والتعود إلى الاستسلام لتلك الفيروسات المنتشرة بيننا، حتى أننا أصبحنا نخجل أن نسأل أنفسنا أو الأخرين الأسئلة الأهم والأصدق والأنفع فى تلك المعركة.
ما سر الهوس بالحصول على معلومات حول معركة لازالت تضيئها نيران القذائف؟
هذا سؤال إن طرحته على البعض قد يعتبرونك خائنا وغافلاً عن إعمال العقل، وهذا سببه أن "التريند" على السوشيال ميديا منذ أمس هو، "أين المعلومات، فين المعلومات، قولولنا معلومات"، ومن قواعد التريند أنك لا تستطيع مخالفته وقت نموه، بل انتظر قليلا حتى يصل لقمته، ثم اطرح فكرة عكسية، قد تتحول أيضا إلى "تريند" جديد، لكن الأزمة الحقيقة أن التريند أحيانا يكون مضرا أكثر من قدرتنا على تحمل انتظار تراجع موجته، خاصة عندما يكون التريند هو السؤال على معلومات أمنية تخص معركة لازالت دائرة وتضيئها القذائف والنيران، معركة مستمرة فى قلب الجبل ويتساقط فيها رجال من أكفأ عناصر الشرطة فى مواجهة خلية إرهابية مسلحة بأثقل الأسلحة، فمن يدرى؟ إذا كان نشر المعلومات فى التوقيت الذى تريده قد يضر من تتباكى عليهم أم لا، ومن يدريك هل اكتملت المعلومات أصلا أم لا؟، ثم السؤال الأهم، إذا كان الصحفى والقارئ والمواطن يمكلون حق الحصول على المعلومة، فبالتأكيد يظل حق اختيار توقيت نشر المعلومة –خاصة فى العمليات الأمنية– ملك الجهات والأجهزة الأمنية نفسها.
-الشهيد-أحمد-زيدان
هل يعتذر كل من نشر أرقامًا خاطئة؟
مع تقدرينا الشديد لحق الحصول على المعلومة ونشرها، وتقدرينا الشديد –كصحفيين- لمهارة وكفاءة البعض فى الحصول على المعلومة، سواء كان صحفيا أو سياسيا، أو مواطنا عاديا، إلا أن ذلك لا يعنى على الإطلاق تقدرينا لتباهى البعض بنشر المعلومات التى يملكها والتى تعد -بكافة معايير المهنة- غير مؤكدة، لأنها لم تصدر عن جهة رسمية وليست فى بيان رسمى، ولا يعنى على الإطلاق تقديرنا لحالة الجدل والبلبلة التى يخلقها نشر تلك المعلومات، خاصة عندما تتعلق بمعركة أقرب إلى الحرب، ناهيك عن أن البيان الرسمى لوزارة الداخلية الذى صدر أخيرا أظهر عدم صحة تلك المعلومات التى نشرت بشكل غير رسمى وأشاعت الرعب فى قلوب الجميع، ولم يتحمل ثمن زهوة وانتشاء البعض بنشرهم لتلك المعلومات إلا أسر وأهالى رجال الشرطة، ومعهم ملايين المصريين الذين تلقوا تلك المعلومات غير الرسمية بأوجاع لم تهدئها أرقام وزارة الداخلية الرسمية.
الملازم أحمد حافظ
لماذا يظهر المزايد وقت المصائب فقط؟ وهل يعلم أنه تافه؟
الملحوظة التى لم يعد أحد يقف عندها فى كل حادث إرهابى يسقط فيه شهداء لنا من الجيش او الشرطة، هو الظهور المفاجئ للمزايدين وتداخلهم المباشر من جديد مع الوضع العام فى مصر، وكأنهم كانوا "ينتظرون جنازة ليشبعوا فيها لطم"، خاصة أن أغلب هؤلاء يتراجعون عن ذلك التداخل مع الشأن العام فى مصر مع كل حالة فرحة أو انتصار أو إنجاز يتحقق للمصريين، فتجدهم إما "من بنها" أو يبحثون عن أى تفصيلة سلبية يصنعون منها مدخلا للتعليق على الحدث.
وفى زحمة الأحداث والحرص على الظهور والتوقيع بالحضور من خلال بوست أو تعليق نسينا أن نذكر انفسنا ونذكرهم أنهم تافهون لا يهمهم إلا البحث بالكذب عن دور يحقق لهم الرضا عن أنفسهم ولو بالمزايدات على الدماء والأرواح.
النقيب كريم فرحات
لماذا يشعر البعض أن تحليله الأمنى والاستراتيجى مهم لهذه الدرجة؟
السؤال المهم أيضا وسط كل تلك الأحداث والمعلومات والأرقام، هو سبب حرص كثيرون على أن يوقع بالحضور فى كشف النظريات والتحليلات الأمنية والاستراتيجية مع كل عملية أو حادث يقع، سواء كان الحادث غامض أو معلن، وإحساسهم المتنامى بأن رأيهم وتحليلهم للحادث أمر مهم وقد يلومه البعض لو لم يقله وينير به عقول الأجهزة الأمنية.
هذه الحالة التى تسيطر على كثيرين وتجعلهم فى حالة "هرش" مستمرة لو لم يدلى برأيه الأمنى والاستراتيجى حول العملية وأسبابها وكيفية حدوثها، تحتاج إلى تحليل نفسى وربما إلى طريقة علاج، خاصة أن انتشار تلك التحليلات خلق "تريند" أخر مع كل عملية، يفرض عليك حتى وإن كانت لاترغب فى أن تضع بصمتك العسكرية فى بوست طويل تشرح فيه الثغرات الأمنية التى وقع بسببها الحادث، ورؤيتك فى نوعية السلاح المستخدم، والتدريبات التى يحتاجها الضباط مستقبلا، وقد يصل الأمر بالبعض إلى أن يضع خطة القصاص لأرواح الشهداء، رغم أنه فى الأساس لم يصلى فى حياته إلا ليحصل على معافاة أو تأجيل من الخدمة العسكرية.
النقيب عمرو صلاح
عدد الردود 0
بواسطة:
Bity
انا لله وانا أليه راجعون
انا مش مصرية ولكن هزني هذا الحادث المؤسف والغاشم لهؤلاء الأبطال شهداء الواجب....تعازينا الحارة لأهل هؤلاء الابطال....
عدد الردود 0
بواسطة:
على
على
العدد الحقيقى للقتلى هو 58 قتيل كما ذكرت رويترز اما بيان الداخلية فهذا لايساوى شيئا
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled
الله يرحمهم
الله يرحمهم ويرحم شهدائنا الابرار جميعا ويصبر أهلهم والنصر لمصر ان شاء الله غصب عن اعدائنا وجنود مصر هايفضلوا شوكة في حلق الكارهين الحاقدين