"جورنال وكوباية شاى وحل يا أستاذ".. "دينا عماد" تكشف كواليس إعداد الكلمات المتقاطعة قبل زمن "اسأل جوجل".. نحلها فى ساعتين وتحضرها فى ساعة واحدة.. تبدأ برسم الشبكة وتضع اللمسات الأخيرة بـ"المفاتيح"

السبت، 21 أكتوبر 2017 06:00 م
"جورنال وكوباية شاى وحل يا أستاذ".. "دينا عماد" تكشف كواليس إعداد الكلمات المتقاطعة قبل زمن "اسأل جوجل".. نحلها فى ساعتين وتحضرها فى ساعة واحدة.. تبدأ برسم الشبكة وتضع اللمسات الأخيرة بـ"المفاتيح" دينا عماد وكلمات متقاطعة من تنفيذها
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ورقة بيضاء ومسطرة وقلم وعشرات المعلومات التى جمعتها من كل حدب وصوب" بهذه الأدوات كانت "دينا عماد" الكاتبة ومؤلفة الكلمات المتقاطعة تستعد لتحضير أحد ألغازها فى زمن ما قبل الإنترنت لتمنح القراء ساعات من التسلية والمتعة وعشرات المعلومات وجرعة لتنشيط الذهن وتجديد خلاياه، ليكون رصيدها فى النهاية 6 كتب كلمات متقاطعة فضلاً عن عشرات الألغاز التى نشرتها يوميًا على مدار 3 سنوات فى جريدة حزبية، وتكون واحدة من الأسماء النسائية القليلة فى هذا العالم الذى برزت فيه القليل من الأسماء الشهيرة مثل المؤلف المخضرم للكلمات المتقاطعة ميشيل سمعان الذى يقدمها فى جريدة الأهرام منذ السبعينيات وحتى الآن، ومحمد عطية الذى قدمها فى "أخبار اليوم" لسنوات طويلة.

وترى "دينا" أن الجمهور القليل لهذه اللعبة والذى تناقص أكثر فى زمن الإنترنت جعل عدد قليل من المؤلفين يتشجعون على اقتحام عالمها وتقول "جمهور الكلمات المتقاطعة قليل جدًا رغم أنها ممتعة ومفيدة، تقريبًا الناس ما بتعرفش تحلها فبتكبر دماغها منها".

 
إحدى الكلمات المتقاطعة المنشورة لدينا عماد
إحدى الكلمات المتقاطعة المنشورة لدينا عماد
 
وتحكى "دينا" لـ"اليوم السابع" عن كواليس بدايتها مع الكلمات المتقاطعة قبل سنوات: "قبل أن يدخل الإنترنت كل بيت كان لدى الكثير من وقت الفراغ بعد التخرج، وفى المنطقة التى أعيش فيها فى بورسعيد لم يكن هناك الكثير من المكتبات ولا بائعى الكتب، بالتالى كانت القراءة بالنسبة لى مقتصرة على المجلات والجرائد. كنت أتسلى يوميًا بحل الكلمات المتقاطعة ولكننى أنتهى من حلها سريعًا، فكنت أصمم لنفسى الكلمات المتقاطعة وأحلها ولكن لأننى صاحبتها لم يكن حلها ممتعًا بالنسبة لى كإعدادها، وبالصدفة عثرت على كتاب للكلمات المتقاطعة لدى بائع الجرائد ففكرت فى الاتصال بدار النشر وأخبرهم أننى أؤلف كلمات متقاطعة لو أن هناك فرصة  لتحضير كتاب معهم".
 
الكاتبة دينا عماد وعدد من رواياتها
الكاتبة دينا عماد وعدد من رواياتها
 
لم يكن الاتصال الأول بدار النشر مثمرًا بالنسبة لـ"دينا" فقد اعتذر صاحبها بأدب، وكادت تنسى الفكرة لولا الاتصال التالى الذى جاء بعد شهور "كلمنى صاحب دار النشر وطلب منى أن أعد كتابين وبالفعل تم تنفيذ الكتابين عام 2008".
 
لم تكن "دينا" وقتها من مستخدمى الإنترنت ولهذا لم يكن الحصول على المعلومات سهلاً وتقول "كنت أشترى كتبًا عن شخصيات ومشاهير، وكتب للمعلومات العامة وأى معلومة تقابلنى سواء فى الجرائد أو الكتب أو التلفزيون أحتفظ بها لأستخدمها فى الكلمات المتقاطعة. 
 
أما عن كواليس إعداد شبكة الكلمات المتقاطعة فتقول "دينا": "أبدأ برسم الجدول، وأحضر المعلومات الأساسية التى أركز عليها فى اللغز، وأوزعها على الشبكة، وأضع فى حسبانى المفاتيح الصغيرة التى يمكن استخدامها فى كلمات المتقاطعة" وتوضح "هذه المفاتيح هى حروف الجر والوصل والمتشابهات والكلمات المبعثرة".
شبكة الكلمات المتقاطعة قبل البدء فيها
شبكة الكلمات المتقاطعة قبل البدء فى وضع اللغز
 
هذه المهمة لا تستغرق أكثر من ساعة بالنسبة لـ"دينا" وتقول "لو محضرة المعلومات كلها ممكن تحتاج ساعة أو ساعتين على أقصى تقدير، فبالممارسة أصبحت سهلة جدًا بالنسبة لى، وكلما كانت الشبكة أكبر كلما كانت أسهل فى التنفيذ حيث يكون لدى مساحة أكبر أعمل عليها وفرصة لوضع معلومات كبيرة".
شبكة الكلمات المتقاطعة بعد إعدادها
شبكة الكلمات المتقاطعة بعد إعدادها
 
بعد تنفيذ أول كتابين للكلمات المتقاطعة رشحها صاحب دار النشر لجريدة حزبية التى كانت تحتاج صانع كلمات متقاطعة للجريدة اليومية وتقول "دينا": نشر لى لغزًا يوميًا من عام 2009 وحتى عام 2012 حين تم إلغاء الباب الذى كان يضم الكلمات المتقاطعة والأبراج. كنت أعمل حتى وقت الثورة وكنت أرسل الألغاز فى أوراق بـ"السوبر جيت" وأرسل للجريدة 10 أو 15 لغزًا معًا ينشرونهم تباعًا. وفى الوقت نفسه طلبت منى دار نشر لبنانية 4 كتب كلمات متقاطعة وطلبت منى شركة للبرمجة تأليف ألغاز لتطبيق على الموبايل.
 
أول كتابين للكلمات المتقاطعة من إعداد دينا عماد
أول كتابين للكلمات المتقاطعة من إعداد دينا عماد
رغم انصراف "دينا" إلى عالم الكتابة وبعد أن أصبح لديها رصيد كبير من الروايات أشهرهم "بلاتوه" "تحت سقف واحد" "قلوب مغلقة" و"رزق" فضلاً عن الإصدارات الإلكترونية "ليست عذراء" و"أبغض الحلال" و"هكذا قطفت الزهور" إلا إنها لا تزال تشعر بالامتنان للكلمات المتقاطعة وتقول "كانت فارقة جدًا فى حياتى، من جهة كانت أول هواية تتحول إلى مصدر للدخل بالنسبة لى وأنا فى بيتى فى بورسعيد، وجعلتنى أشعر أننى أحقق ذاتى، ومن الجانب الآخر منحتنى قدرًا كبيرًا من المعلومات فى مجالات مختلفة ومتنوعة".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة