عم رجب قضى 3 سنوات فى السجن بسبب تجهيز ابنته

الإثنين، 23 أكتوبر 2017 12:12 ص
عم رجب قضى 3 سنوات فى السجن بسبب تجهيز ابنته سجن صورة أرشيفية
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رجب يروى رحلته مع الفقر
رجب يروى رحلته مع الفقر

 

رجب
رجب

 

 

تجهيز بنت للزواج وشراء الأجهزة الكهربائية وبعض مستلزمات الزواج فى ظل الارتفاع الجنونى للأسعار، قد يقودك للسجن، خاصة اذا قررت الاقتراض من أجل "سُترة البنت"، فستدخل بنتك "عُش الزوجية" بينما ستدخل أنت "السجن"، وستكون تماماً مثل "عم رجب".

البحث عن الفرحة، كان هدف "رجب" المواطن البسيط، الذى وجد نفسه عاجزا عن تجهيز ابنته التى قارب وقت زفافها، فاقترض الأموال وتضاعفت المبالغ، ليكون السجن مصيره.

"اليوم السابع"، التقت "رجب.س" عقب خروجه من السجن، والذى سرد كواليس قصته، وكيف تحول الفرح لحزن، وكيف تسبب الفقر فى دخوله السجن، فلم يكن يوماً مجرماً، وأقصى علاقة له بالمواقع الشرطية، دخوله السجل المدنى لاستخراج بطاقة الرقم القومى، لكنه فجأة وجد نفسه سجيناً بتهمة "الفقر".

قال "رجب"، بصوت حزين ممزوج والحسرة والألم، أنا مواطن بسيط أقطن فى منطقة السلام فى القاهرة، وكانت الأمور تسير بطريقة طبيعية، "أى نعم اللى جاى مش قد اللى رايح.. لكن ماشيين بستر ربنا"، ومرت الأيام برداً وسلاماً، حتى كبرت ابنتى، وبدأ العرسان يعرفون طريق منزلنا، وكنت أقابل الفرحة فى وجه ابنتى بخوف يعتصر قلبى من عدم قدرتى تحمل نفقات تجهيزها.

لم أتردد فى الموافقة على عريس قررت ابنتى الارتباط به، ولم أرض الوقوف فى مستقبلها ـ الأب يكمل حديثه ـ فوافقنا على العريس، وبدأ القلق يتسرب داخلى من قصة تجهيزها للزواج، وكلما اقترب موعد الزفاف زاد القلق بداخلى.

ويقول الأب، أمام عجزى عن توفير الأموال لشراء مستلزمات ابنتى العروسة، قررت الاقتراض، وفى سبيل ذلك وقعت على "شيكات على بياض"، وبالفعل جهزت ابنتى لتكمل فرحتها، بينما أصبح مصير السجن، خاصة عندما حل موعد السداد ولم أجد ما أسدد به هذه الأموال.

وأضاف الأب، للأسف حرص الشخص الذى اقترضت منه الأموال على مضاعفة المبلغ، وعجزت عن سداد المبلغ، فوجدت نفسى متهماً والسجن مصيرى، لأقضى بداخله 3 سنوات، دفعتها من عمرى ثمناً لسعادة ابنتى، و"لو دفعت عمرى كله مش زعلان..أهم حاجة أفرح ضنايا".

وتابع الأب، لست حزيناً بدخولى السجن، فلم أقتل أو أسرق، ولم يتم اتهامى فى قضايا مخلة للشرف، ولكن دخلت السجن بتهمة "الفقر"، نعم دخلت السجن لأنى فقير، والفقر ليس "عيباً"، فدخولى السجن أفضل من السرقة أو الاتجار فى المخدرات للانفاق على أسرتى.

واستطرد الأب، مرت السنوات الثلاث داخل السجن بحلوها ومرها وعدت مرة أخرى لأولادى، ولكن العمر تقدم والصحة تأخرت، وأصبحت أعمل فى محل "كشرى" باليومية، لكن ما أحصل عليه يومياً لا يلبى احتياجات أسرتى، ومصاريف أولادى الاثنين اللذان يدرسان فى الثانوية العامة، فضلاً عن زوجتى المصابة بمرض السكر وتحتاج لأدوية مرتفعة السكر، لأجد نفسى مرة أخرى محاصر بالهموم والديون، وربما يطاردنى السجن مرة أخرى.

واستكمل الأب: ليس لى أمنية فى الحياة سوى وجود مصدر رزق بحلال، وأتمنى من محافظة القاهرة تخصيص "كشك مرطبات" يدر علينا أموال ننفق منها، أتمنى أن يستجيب أصحاب القلوب الرحيمة لصرخات أب دخل السجن لرفضه العيش من حرام، ومهدد بالعودة له بسبب الفقر، أتمنى أن يصل صوتى لمن يهمه الأمر ليتحرك لينتشل أسرتنا من الفقر قبل أن يمر الوقت، ويتسبب فى احياء أسرة بأكملها، من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.

 










مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Maher

اريد مساعدته

برجاء اريد مساعده هذا الشخص بمبلغ شهري

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة