نجحت الأجهزة الأمنية ورجال العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب، خلال الفترة الماضية فى دحر الإرهاب داخل المدن والقرى، من خلال العمليات الاستباقية التى قلصت أظافر خفافيش الظلام، ولكن هل تغير أرض المعركة من القرى والمدن إلى الصحارى والجبال والمناطق المفتوحة يتطلب، تغيير فى استراتيجية مكافحة الإرهاب؟.
يجب عن هذه السؤال خبراء أمنيين شاركوا فى مكافحة الإرهاب فى حقبة ماضية، ولديهم من الخطط والأفكار والخبرات، ما يساهم فى عمل روشتة لمكافحة إرهاب الصحارى.
وأشاد اللواء مجدى بسيونى مساعد وزير الداخلية الأسبق، فى البداية بالتحول النوعى من جانب وزارة الداخلية، فى توجيه عمليات استباقية ضد العناصر الإرهابية، وعدم الانتظار لحين وقوع عمليات إرهابية تنال من أمن الوطن وسلامة مواطنيه، مستدركا أنه يجب النظر لما يحدث فى سيناء نظرا لتشابه الطبيعية الجغرافية للعمليات الإرهابية.
وأوضح بسيونى لـ"اليوم السابع"، أن الأجهزة الأمنية لا تواجه الإرهاب بمفردها فى سيناء، ولكن بالتنسيق مع قوات الجيش. وشدد مساعد وزير الداخلية الأسبق على أن أى مكان طبيعته الجغرافية صحراء وجبال، فهو من اختصاص القوات المسلحة ويجب التنسيق معها، لأنها بإمكانياتها وتدريبها مخصصة لهذه العمليات المفتوحة.
وأضاف اللواء مجدى بسيونى أن رجال العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية مدربين على أعلى مستويات التدربيات، داخل المدن والقرى، لمداهمة شقة أو مزرعة أو عمارة، لكن العمليات فى الصحراء والجبال، لها خصوصية خاصة تستلزم التنسيق مع رجال القوات المسلحة، مؤكدة أن هناك ميزة لمن تكن موجودة فى التسعينات فى مواجهة الارهاب، هو مساندة القوات المسلحة للشرطة فى هذه الحرب المقدسة.
وأثنى الدكتور العميد إيهاب يوسف خبير إدارة المخاطر الأمنية، على نسبة عمليات مواجهة الإرهاب داخل المدن والقرى، مستدركا: لابد من اليقظة الدائمة.
واستطرد خبير المخاطر الأمنية فى حديثه لـ"اليوم السابع": الصحراء هى البيئة التى يتدرب وينشأ فيها الإرهابى، ويقوم بتخزين أسلحته، هذا يتطلب عمل تمشيط جوى بشكل دورى بالتنسيق مع القوات المسلحة، على هذه الصحارى والأماكن المفتوحة والتى لها مداخل إلى المدن.
وطالب يوسف بضرورة الاستعانة بالبدو قاطنى هذه الصحارى لما لهم من خبرة فى الدروب والمداخل التى تربط بين الصحارى والمدن، ويستطيعون اكتشاف وجود أعمال غير طبيعة فور حدوثها فى الصحراء، ليكونوا عيون للداخلية فى الصحراء لمواجهة الإرهاب، إضافة إلى المعلومات التى يتم الحصول عليها من الاستجوابات مع الإرهابيين خلال التحقيقات.
وأكد يوسف على أن قوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة مدربين على أعلى مستوى من الكفاءة لمواجهة هذه العمليات، مستدركا أن ما حدث فى العملية الأخيرة نتيجة عاملين وهما عدم رفع طبيعية المكان قبل العملية، وعدم الاستعانة بالطيران لجغرافية المكان.
اتفق اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية الأسبق، مع سابقيه فى كون أن القضية ليست تغير فى الاستراتيجية لمواجهة الإرهاب، وإنما التعامل فى منطقة مأهولة بالسكان يختلف عن العمليات المفتوحة فى الصحارى.
وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق لـ"اليوم السابع"، قائلا أن دراسة أرض العملية كان يستلزم عمل مسح شامل جويا لكشف أماكن تمركز الإرهابيين ولتحديد عد القوات والعوامل اللوجستية للمأمورية، وخطة الاقتحام خاصة أنها عملية فى صحراء مكشوفة.
وتابع لاشين مشدد على ضرورة التنسيق مع القوات المسلحة لبدء هذه العملية بضربة جوية لأماكن تمركز الإرهابيين، لتشتيتهم والدفع بقوات العمليات الخاصة لملاحقتهم، مما كان له بالغ الأثر على تغير نتائج العملية.
وأكد مساعد وزير الداخلية ضرورة تجهيز قوات الشرطة بأجهزة ستالايت، خلال العمليات التى تكون داخل الصحارى والتى يتم فيها قطع وسائل الاتصال، حتى يمكنهم التواصل بشكل أمن مع غرفة العمليات.