قرأت لك.. "الخيال السياسى" لـ عمار على حسن: ما ينقص العرب لإدارة البلاد

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "الخيال السياسى" لـ عمار على حسن: ما ينقص العرب لإدارة البلاد الخيال السياسى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الخيال وراء كل شىء فى حياتنا، الاختراعات العظيمة والأفكار العميقة والأعمال الفنية الرائعة والإجراءات الفعالة التى نضع أقدامنا عليها لنحل المشكلات، ونعبر المآزق، ونتجاوز الأزمات"، هكذا قال الدكتور عمار على حسن، فى كتابه الجديد "الخيال السياسى" والصادر حديثا عن سلسلة "عالم المعرفة" الصادرة عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بالكويت، والذى كان قد شرع فى تأليفه قبل خمس سنوات مبررا هذا بأنه "وجد أن الخيال السياسى لدينا قد صار شحيحا إن لم يكن منعدما".

 

ويطرح الكتاب موضوعا نادر التناول فى التحليل السياسى، إذ لا يوجد كتاب باللغة العربية يتصدى له بطريقة مباشرة وشاملة، وكثير من مختلف الدراسات الأجنبية وضعت عنوانا عريضا حوله، لكن لم يكتب تحته كل ما يليق به أو يعبر عنه تعبيرا جليا وعميقا، بل ذهبت فى اتجاهات متناثرة، معتبرة أن تدابير وتصرفات وسلوكيات سياسية عدة هى من قبيل الخيال أو حتى الوهم السياسى، أو واصفة تجربة أمة من الأمم أو دولة من الدول أو إدراكاتها وتصوراتها عن آخرين بأنها نوع من التخيل السياسى.

 

ويقول الكاتب فى مستهل كتابه: "يستحيل التقدم فى العيش بلا خيال، فهو الطاقة السحرية التى تقود الإنسان إلى التمرد على واقعه، والتحرك خطوات مستمرة نحو الأمام، وسط حال من التوتر الدائم، الذى تمور به نفس الإنسان وهو يسعى بلا كلل ولا ملل إلى بلوغ آفاق جديدة، وخوض مغامرات لا تنقطع، فى سبيل تحسين شروط الحياة".

 

ويمضى عمار: "ينتابنى أحيانا شعور بأننى وجدت فى تأليف كتاب عن "الخيال السياسى" ما يلبى نداء داخلى، لكن الحقيقة تتعدى هذا إلى اقتناع يترسخ لدى، ولدى آخرين، بمرور الوقت، فى أن فقر الخيال السياسى فى الحياة العربية العامة من العناصر الخفية التى ساهمت فى تردى الأحوال على هذا النحو، وأن الفجوة التى تتسع بيننا وبين الغرب لا تقتصر على التقنية والحداثة فقط إنما الخيال السياسى أيضا".

 

ويتناول الكتاب معنى الخيال السياسى، وكل ما تشبه به أو التبس عليه، ثم يبين حاجة الحاكم والمحكوم إليه، ويشرح كيف يمكن للسياسة أن تكون مجالا للخيال فى توزعها بين الإيهام والإبهام والإلهام، وكيف يمكن للخيال السياسى أن ينبع من استقراء التاريخ، والوعى بالمستقبل، وبصيرة القيادة، وروح الفريق، والتفكير الجانبى والتباعدى، ونظرية المباريات، والمحاكاة، وقرائح مبدعى الأدب، واستطلاعات رأى الناس، واستعراض التجارب الناجحة ودراستها.

 

ويعدد الكتاب سبل تنمية الخيال السياسى وشحذه، والمعوقات التى تحول دون ذلك مثل: الاستسلام للواقع، وبلادة صناع القرار، والتحكم البيروقراطى، ونقص المعلومات والاستهانة بها، والجهل بالتاريخ، وتقديس الموروث، والتفكير بالتمنى، وسطوة الأيديولوجيا. وبعدها يتم طرح عدة مجالات لتوظيف الخيال السياسى مثل: عبور الأزمات، وبناء الخطط والاستراتيجيات، والحرب، ومكافحة الفساد، ومواجهة الإرهاب، وتعزيز الحس الأمنى، وتقدير الموقف، وتفادى سلبيات الديمجرافيا السياسية، والبحث عن المثل العليا والفضائل الاجتماعية والسياسية، وتكوين الجماعات المتخيلة أو اختراع الهويات القومية، وتوظيف "الصناعات الإبداعية" فى خلق التماسك الاجتماعى وصناعة الدور، وأخيرا يعرض نماذج تطبيقية للتخيل السياسى قدمها أفراد ومؤسسات.

 

يشار إلى أن "الخيال السياسى" هو الكتاب العشرين لعمار على حسن فى علم الاجتماع السياسى إلى جانب عشر روايات وسبع مجموعات قصصية، وقد نال عن أعماله تلك عدة جوائز أدبية وعلمية.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة