حصل "اليوم السابع" على تفاصيل المذكرة التى تقدم بها الدكتور طارق توفيق مقرر المجلس القومى للسكان التابع لوزارة الصحة إلى اللجنة العليا للإصلاح التشريعى بوزارة العدل لوضع الصيغة النهائية لمشروع قانون تجريك زواج الأطفال الإناث والذكور.
وإليكم نص المذكرة
ماذا نعني بزواج الأطفال ؟
زواج الأطفال هو كافة أشكال الزواج "المحظور توثيقه في القانون" بين ذكر وأنثى لم يبلغ أحد منهما أو كليهما سن الثامنة عشرة سنة "سن الطفولة بحسب الدستور ". هذا الزواج يتم بموافقة أولياء أمور الأطفال، وفي بعض الأحيان جبرياً ، وفي أحيان أخرى لأغراض الإستغلال الجنسي والتجاري والإتجار في البشر.
ينتهك هذا الزواج الحقوق الأساسية للأطفال المتزوجين ، وكذلك الأطفال ثمرة هذا الزواج ، في التعليم والصحة والنمو النفسي والبدني السليم . كما يؤثر سلباً على حقوقهم المدنية والاجتماعية والقانونية .
أولاً: زواج الأطفال أحد الأسباب الأساسية للزيادة السكانية :
يعد زواج الأطفال أحد الأسباب المباشرة للانفجار السكاني، حيث يرتفع متوسط عدد الأطفال للمرأة المصرية في حالة الزواج قبل 18 سنة إلى 3.7 طفلأً ، بينما يصل متوسط عدد الأطفال للمرأة المتزوجة بعد 22 سنة إلى 2.8 طفلأً.
ويؤكد المسح الصحى السكانى الصادر من وزارة الصحة والسكان عام 2014 أن زواج الأطفال يشكل نسبة 14.4 % بين الفتيات من سن 15-17 سنة وتؤدى هذه النسبة من زواج الأطفال إلى زيادة أعداد المواليد سنوياً من 148.000 مولود إلى 220.000 ألف مولود مما يؤكد أن ظاهرة زواج الأطفال تشكل تحدياً أساسياً من تحديات القضية السكانية التى تعانى منها مصر.
ثانياً: زواج الأطفال ( دون الثامنة عشر سنة) من منظور صحى
لماذا سن الثامنة عشر هو نهاية مرحلة الطفولة والسن المناسب للزواج وبناء الأسرة؟
حددت منظمة الصحة العالمية وإتفاقية حقوق الطفل والدستور المصرى الأطفال بأنهم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة. وتنقسم مرحلة الطفولة الى مرحلتين رئيسيتين:
1- الطفولة المبكرة:
وهى العشرة سنوات الأولى من العمر، وفيها ينمو الطفل من رضيع فى السنة الأولى ويعتمد كلياً على والديه من أجل البقاء، الى طفل يحبو ثم يمشى ثم يتعلم الكلام فى السنتين التاليتين من عمره. وخلال هذه السنوات يكون الطفل أكثر إستجابة لوالديه والبيئة المحيطة به. وتمتد مرحلة الطفولة المبكرة حتى سن العاشرة وخلالها يتعلم الطفل ويكتسب مهارات أكثر ويطورها ويزداد وعيه بذاته وهويتة الجنسية (ذكر/أنثى) ويكتسب فيها الطفل بعض العادات والسلوكيات الإجتماعية التى تتوافق مع ثقافة مجتمعه.
2- الطفولة المتأخرة أو مرحلة المراهقة :
مرحلة المراهقة تبدأ تقريباً فى سن 11 سنة وتمتد حتى سن ال 18من العمر وهى فترة الانتقال بين الطفولة والنضج والتى يتحول فيها الطفل المُعال الى شخص ناضج بالغ ومسئول. فى هذه المرحلة تحدث الكثير من التغيرات الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية وفي مقدمتها البلوغ.
3- أهمية مرحلة الطفولة المتأخرة أو مرحلة المراهقة :
تكتسب هذه المرحلة أهمية خاصة حيث أن معظم حالات زواج الأطفال تتم فى هذه المرحلة العمرية والتى يحدث خلالها تغيرات بيولوجية (جسدية) ونفسية وعقلية وإجتماعية كبرى للمراهقين حتى يتم النضج.
وتتضمن فترة المراهقة (البلوغ) والذى يعتبر من المعالم الأساسية والأكثر تميزاً لهذه المرحلة بتغيرات مادية وجسدية ظاهرة مما يؤدى إلى إعتقاد خاطئ بإكتمال النضج وانتهاء فترة البلوغ فى حين أن الطب ينظر إلى البلوغ على أنه متعدد المستويات والمراحل خاصة وأن الخصائص النفسية والعقلية والإجتماعية لا تكتمل إلا في لاحقاً بعد تغيرات البلوغ وربما يمتد هذا الوقت إلى أوائل العشرينات من العمر.
وتنقسم فترة المراهقة إلى ثلاث مراحل وهى مرحلة المراهقة المبكرة (11-13 سنة)، ومرحلة المراهقة المتوسطة (14-16 سنة)، ومرحلة المراهقة المتأخرة (17-18 سنة).
4- التغيرات الجسدية والجنسية فى فترة المراهقة :
تبدأ التغيرات الجسدية والتي تمثل الخصائص الملحوظة الرئيسية للمراهقة في مرحلة المراهقة المبكرة مثل طفرة النمو وتغير شكل الجسم وبدء زيادة الطول ونمو شعر العانة وتحت الإبط فى كلا الجنسين مع إكتساب المزيد من العضلات وتضخم الصوت، ونمو الشعر على الوجه والإحتلام (القذف) لدى الذكور والحيض ونمو الثديين لدى الفتيات. وفى مرحلة المراهقة المتوسطة، يكتمل النمو البدني والجنسي للمراهقين؛ ويصلون تقريباً الى طول ووزن كالكبار، ويصبحون قادرين بيولوجياً على إنجاب أطفال وتكتسب الإناث مظهر المرأة مكتملة النمو الجسدى ويستمر الذكور في إكتساب الوزن والطول وتزيد كتلة العضلات وشعر الجسم مما يوحى خطاً بإستعدادهم للزواج.
5- التغيرات النفسية والعقلية والاجتماعية فى فترة المراهقة
:
يتجه المراهق فى هذه المرحلة نحو الاستقلال والتباهى بذاته وزيادة الاهتمام بالخصوصية ويبدأ فى البحث عن هوية ويصبح متقلب المزاج. وتكتسب الصداقة أهمية كبيرة فى سن المراهقة ويؤثر الأقران على سلوك واهتمامات المراهق وعلى نمط حياته من طريقة الكلام الى نمط الملابس. وفى ذات الوقت يولي المراهق اهتماماً أقل للوالدين مع وقاحة في بعض الأحيان. وكثيرا ما يزداد الشجار مع الوالدين والشكوى الزائدة المتعلقة بتدخل الوالدين في خصوصياتهم واستقلالهم الذاتى. ويمر المراهقون بفترة من التخلى عن المسؤوليات (اللا مسئولية) والتى من الممكن أن تؤثر فى أدائهم المدرسى ويصبحون مهتمين للغاية بمظهرهم الخارجى وأجسامهم والعمل على زيادة جاذبيتهم وتتحرك مشاعرهم وعواطفهم بشدة نحو جذب الجنس الآخر. ومن مظاهر هذه المرحلة أيضا دراسة التجارب الحياتية الذاتية والتي قد تتضمن كتابة المراهق لمذكراته والإهتمام بالتنمية المعرفية والقدرات الفكرية.
ولهذه المرحلة أيضا أهمية قصوى حيث أن المراهق قد يبدأ فى توجيه طاقاته نحو الملكات الإبداعية والمهنية وتطوير المثل العليا واختيار نماذج يحتذى بها والتفكير الأخلاقى أو على النقيض الإنجراف فى تجارب لا أخلاقية والإنزلاق إلى التدخين أو المخدرات أو شرب الخمور أو حتى التطرف الفكرى.
وبنهاية مرحلة المراهقة يصل المراهق إلى مرحلة النضج النفسى والفكرى والاجتماعى. ويكتسب المراهق هوية محددة وواضحة وتزداد قدرته على التفكيروابتكار الأفكار والتعبير عن هذه الأفكار بالكلمات وقدرته على اتخاذ قرارات مستقلة والوصول لحلول مناسبة للمشاكل التى تقابله.
ويبدأ المراهق فى الاستقرار العاطفى ويكون أكثر احتراما للآخرين وأكثر اعتمادا على الذات وإهتماما بمستقبله، ويزداد وعى المراهق بدوره فى الحياة ويبدأ فى استيعاب ثقافة وتقاليد مجتمعه ويكون أكثر التزاما بها وتدريجيا يتحول المراهقون من أشخاص أنانيين يتركز تفكيرهم حول ذواتهم وإحتياجاتهم الخاصة، الى أشخاص مندمجين مع المجتمع، قادرين على التواصل والإهتمام بالآخرين وبإحتياجاتهم وتحمل مسئولياتهم.
مما سبق يتضح أن هذه المرحلة العمرية غير مناسبة على الإطلاق للزواج سواء للإناث أو للذكور نظرا لعدم إكتمال القدرات البدنية والنفسية والعقلية والإجتماعية عند الطفل/المراهق.
6- الجوانب الطبية فى زواج الطفلة/المراهقة :
بجانب كون زواج المراهقات يمثل إجحافاً بحق البنات الصغيرات فى التعليم، وفى الإختيار الحر، وفى إستكمال طفولتهن ونموهن النفسى والعقلى بصورة سليمة بعيداً عن ضغوط الزواج والحمل والولادة.
للزواج المبكر وللحمل وللولادة فى سن المراهقة عواقب نفسية ومخاطر صحية وخيمة على المراهقة وعلى طفلها أيضاً مقارنة بالمتزوجات فى سن العشرين.
وقد أجريت العديد من الدراسات فى العديد من دول العالم التى رصدت هذه المضاعفات وكانت نتائج بعض هذه الدراسات كما يلى:
1- الإضطرابات النفسية:
تتحمل الفتاة الصغيرة مسئوليات جسام لم تؤهل نفسيا ولا عقليا لها بعد، مثل القيام بدور الزوجة وراعية المنزل، ثم الأم. وعادة ما يكون الأزواج أكبر سنا بكثير من البنات، وبالتالي لا توجد بينهم أشياء مشتركة بل اختلاف كبير فى طريقة التفكير والتطلعات مما يزيد العبء النفسى على الفتاة الصغيرة فتشعر بالظلم وعدم التكافؤ وتلجأ للعزلة والإكتئاب وتصاب بإضطرابات نفسية. ومما يزيد شعورها بالإكتئاب تعرضها للعنف الأسرى سواء من الأهل بفرض الزواج القسرى عليها أو من الزوج الذى يعنفها ويضربها. وقد يتطور الأمر الى الهروب من الأهل والزوج والمنزل وفى بعض الحالات إلى الإنتحار.
2- قلة إستخدام خدمات الصحة الإنجابية:
وجدت الدراسات (منظمة الصحة العالمية) أن أكثر من 80% من الزوجات المراهقات لا يستخدمن خدمات الصحة الإنجابية مثل تنظيم الأسرة ومتابعة الحمل مما يعرضهن للحمل الغير مرغوب فيه والحمل المتكرر مما يؤدى إلى زيادة عدد الأبناء في الأسرة خلال سنوات قليلة.
2- مضاعفات الحمل:
الحامل المراهقة معرضة أكثر لمضاعفات الحمل مثل إرتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل بنسبة 20% مقارنة بالحوامل فى سن العشرين وترتفع لديهن إحتمالات الإصابة بالأنيميا والإلتهابات وأمراض سوء التغذية الى الضعف. (المصدر منظمة الصحة العالمية)
3- مضاعفات الولادة:
الزوجة المراهقة معرضة أكثر لمضاعفات الولادة مثل تعسر الولادة بنسبة 49%، الناسور البولى المهبلى أو بين المستقيم والمهبل بنسبة 26%، النزيف الشديد أثناء الولادة بنسبة 19%، والإجهاض المتكرر بنسبة 12% ، وتصل نسبة حدوث الناسور البولى فى الحوامل من 10-15 سنة الى 88% بسبب عدم إكتمال نمو الحوض واستعداده للولادة الطبيعية.
4
- وفيات الأطفال:
ترتفع معدلات وفيات أطفال الأمهات المراهقات عن معدلات وفيات أطفال الأمهات فى سن العشرين. فبينما يبلغ معدل وفيات الأطفال خلال الشهر الأول من العمر 2,8% للأمهات في السن بين 20 الى 24 سنة، يزيد هذا المعدل إلى 8,6% لدى الأطفال المولودون لأمهات في السن 16-17 سنة ويرتفع إلى 15% من الأطفال للأمهات أقل من 14 عاماً. وبينما يبلغ معدل وفيات الأطفال بين الشهر الأول من العمر وسن سنة 1,4% للأمهات بين 20 الى 24 سنة، يزيد هذا المعدل إلى 3,5% من الأطفال المولودين لأمهات من 16-17 سنة ويزداد أكثر إلى 4,4% من الأطفال للأمهات أقل من 14 عاماً. وبين سن عام الى 5 أعوام يبلغ معدل وفيات الأطفال 0,1% للأمهات بين 20 الى 24 سنة، ويرتفع إلى 1,3% من الأطفال المولودين لأمهات من 16-17 سنة ويرتفع أكثر إلى 5,6% من الأطفال للأمهات أقل من 14 عاماً. ودائما ما يزداد معدل الوفيات كلما صغر عمر الأم.
5- التقزم:
التقزم هو قصر القامة الشديد عند الأطفال مقارنة بأقرانهم من نفس العمر وفى دراسة حديثة عام 2017 ثبت وجود علاقة مؤكدة بين زواج المراهقات والتقزم عند أطفالهن حيث بلغت نسبة التقزم فى الأطفال المولودين للمراهقات 40%، منهم 17% يعانون من التقزم الشديد.
6- وفيات الأمهات:
يزداد معدل وفيات الأمهات بسبب الحمل والولادة لدى المراهقات الى الضغف. ويزيد المعدل كلما قل سن المراهقة حتى يصل الى خمسة أضعاف فى عمر من هم دون ال 15 عاماً. وأشارت منظمة الصحة العالمية الى أن مضاعفات الحمل والولادة هى السبب الأول لوفيات المراهقات بين سن 15 – 18 سنة.
ثالثاً: زواج الأطفال من المنظور الاجتماعي والحقوقى
ينتهك زواج الأطفال الحقوق الأساسية للأطفال المصريين " المصانة بالدستور " في الحماية والتربية والتعليم والصحة ، والحق في الحياة في بعض الأحيان ، ويأتي في مقدمتها:
- الحق في التعليم و في تنمية القدرات والمهارات الأساسية، حيث يؤدي هذا الزواج غالباً إلى ترك المدرسة في المراحل الأولى للتعليم والالتحاق بسوق العمل مبكراَ بالنسبة للذكور ، البقاء في المنزل وبداية فترة الحمل والانجاب بالنسبة للإناث.
- الحق في الاختيار الواعي دون إجباٍر لشريك الحياة، و الحق في ضمان تكافؤ الزواج، و بناء علاقات عائلية سوية ، وتكوين أسرة نافعة لأفرادها ومجتمعها.
- الحق في صحة إنجابية سليمة للفتيات ، حيث تزداد مخاطر الحمل والولادة للطفلة ، وقد تودي بحياتها وحياة أطفالها في بعض الأحيان ( كما أوضحنا سالفاً)
- الحق في الترقي في السلم الاجتماعي ، لأنه يضعف الفرصة في التعليم والتدريب المناسب للعمل والتطور الاجتماعي .
يؤثر زواج الأطفال على الحقوق المدنية والاجتماعية للأطفال المتزوجين، وكذلك الأطفال ثمرة هذا الزواج.
وينشأ زواج الأطفال عادةً عن طريق الاتفاق بين ولي أمر الفتاة والزوج أو وكيله ، ويتم إشهاره اجتماعياً ، ويقوم مأذون أو محام أو غيرهما بكتابة عقد عرفي " غير مسموح قانونياً بتسجيله في سجلات الدولة " ، مما ينتج عنها مشاكل قانونية كثيرة وخاصة للزوجة ، وكذلك الأطفال ثمرة هذا الزواج ، أهم هذه المشكلات :
المجلس القومي للسكان
- عدم استخراج شهادة ميلاد للأطفال وفقدان حقهم في النسب الصحيح إلى الأب والأم الحقيقين، وفي حقوقهم في التعليم والصحة والخدمات العامة من جهة . ومن جهة أخرى فانه يؤثر على دقة نظم المتابعة والتقييم الخاصة السكان في مصر
- ضياع الحقوق المدنية والاجتماعية للزوجة ، لأنها لا تستطيع اثبات حالتها المدنية "هل هي زوجة أو مطلقة أو أرملة .
- يؤثر على حقوق الأطفال ثمرة هذا الزواج في حقهم في الرعاية والحماية الاسرية ، حيث لا تستطيع كثير من الاسرة حماية ورعاية الأطفال بشكل سليم ، ولا يكون لهؤلاء الأطفال مكان إلا دور الرعاية أو الشارع .
رابعاً: بعض حالات زواج الأطفال هى صورة من صور الاستغلال الجنسى والاتجار في البشر " المجرم فى القانون"
وتعتبر بعض حالات زواج الأطفال صورة من صور الاستغلال الجنسي والاتجار في البشر . وذلك عندما يقوم ولى أمر الطفلة بتسليمها لشخص لإقامة علاقة جنسية لمدة محددة بغرض ربح مبلغ من المال، ويعتبر هذا نوعاً من الاتجار في البشر تحت غطاء الزواج . هذا النوع من الزواج يشكل جريمة بحسب قانون مكافحة الاتجار في البشر رقم 64 لسنة 2010 . وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية في يناير 2010 فتوى ترجح "بطلان هذا النمط من عقود الزواج لعدم توافر الشروط والاركان الحقيقية للزواج ، حيث لا يزج بابنته في مثل هذه المسالك إلا فاسق ظاهر المجانة ساقط العدالة ، فهو زواج من غير ولي معتد به شرعاً ، فيكون باطلاً . كما نميل إلى اعتبار هذه الوقائع استغلالاً جنسياً ينبغي أن يعاقب فاعله والوالدان والوسيط وكل من سهل أو سعى في إتمامه على هذا النحو الذي لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا المؤمنون" ( مرفق الفتوى)
خامساً: زواج الأطفال في المنظور الفقهي الإسلامى
في بيان للأزهر الشريف منشور على البوابة الالكترونية الرسمية له "حول موقف الإسلام من زواج القاصرات" بتاريخ 23 فبراير 2016 ، " مرفق " يرجح " تقييد سن الزواج بسن معينة ، وهو لا يعد من الأمور التي فيها مخالفة للشرع ، بل هو من باب تغير الفتوى بتغير الزمان والعرف والحال ، لذلك من القواعد الفقهية المعمول بها عند الفقهاء :} لا ينكر تغير الأحكام بتغير
المجلس القومي للسكان
الزمان { على أن يكون تحديد سن الزواج من ولى الأمر مشروطاً بالمصلحة التي يتوخاها التشريع ، ويدفع المفسدة عن القاصرات ، لأن تصرفه منوط بالمصلحة كما نص الفقهاء ."
ويؤكد البيان على "اتفق الفقهاء على وجوب طاعة ولى الأمر في تقييد المباح إذا تعينت فيه المصلحة أو غلبت ، عملاً بالقاعدة الفقهية :" تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة " ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته) متفق عليه .
سادساً: الوضع القانوني والحاجة إلى تشريع يجرم زواج الأطفال
يمنع القانون الحالي توثيق الزواج للذكر والانثى قبل سن 18 سنة ميلادية ، لكنه لا يمنع فعل زواج الاطفال نفسه . لذلك تنتشر اليوم اشكال عديدة من زواج الأطفال غير الموثق في أنحاء عديدة من الجمهورية وخاصة في المناطق الريفية، حيث يتم إشهار الزواج بشكل ديني واجتماعي دون توثيق في السجلات الرسمية للدولة ، وعادة ما يتم ذلك بمعرفة بعض المأذونين من خلال عقود غير رسمية . وعند بلوغ الطفلة أو الطفل سن الثامنة عشرة يتم التصادق على هذا العقد وتسجيله رسمياً. كما لا توجد آليات للتعامل مع إجبار الفتيات على الزواج قبل 18 سنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة