فى تغطية شاملة، تابعت وسائل الإعلام الأمريكية وقائع مؤتمر معهد هدسون الأمريكى للدراسات الذى جاء بعنوان "التطرف العنيف: قطر والإخوان وإيران" ، والذى فضح تفاصيل العلاقات المشبوهة بين الإمارة والدولة الشيعية وتنظيم الإخوان الإرهابى، وكيف سعت الدوحة على مدار عقود مضت لتفتيت الدول العربية وضرب استقرارها عبر نشر الفوضى والإرهاب.
ونقلت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية وقائع المؤتمر الذى عقد أمس الأول، وسطت الضوء على كلمة المخطط الإستراتيجى السابق للرئيس الأمريكى، ستيف بانون ، والتى أيد خلالها الجهود السعودية ضد قطر، وقال إنه يجب محاسبة الأخيرة على تمويلها الإخوان وجماعات "الإرهاب الإسلامى الراديكالى" الأخرى.
ترامب مع مستشاره السابق ستيف بانون
وأضاف بانون: "أعتقد أن الأمر الوحيد الأكثر أهمية الذى يحدث فى العالم هو الموقف فى قطر.. فما يحدث فى قطر فى غاية الأهمية مثل ما يحدث فى كوريا الشمالية".
وتابع مستشار ترامب السابق: "أن خطة الرباعى العربى، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لقطع كافة العلاقات مع قطر وغلق حدودها قد تم نقلها للإدارة الأمريكية مقدما، حيث تم اتخاذ هذه الخطوات فى الأسبوع الأول من يونيو الماضى، بعد فترة قصيرة من قمة مايو التى شارك فيها الرئيس دونالد ترامب بالرياض، والتى شاركت فيها قطر وأعضاء مجلس التعاون الخليجى الآخرين".
وأوضح أنه خلال الإعداد للقمة تبنى موقفا متشددا للغاية إزاء هذا الأمر، مؤكدا: "اعتقدت أن الإمارات ومصر والسعودية لديهم خطة جيدة.. لو تم قطع التمويل، يمكن أن يكون لديك فرصة للقضاء على تمويل الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة".
وتلا بانون مطالب الرباعى العربى من قطر، وقال إنه على الرغم من أن البعض قد يراها صارمة للغاية، إلا أنه يتفق معها ، مشيرا إلى أنه كان هناك اتفاق خلال قمة العالم الإسلامى فى مايو على الالتزام تماما بوقف تمويل الإرهاب. وأضاف أن حلفاء أمريكا فى الشرق الأوسط، مصر والسعودية والإمارات يقودون الجهود فى هذا الأمر الآن.
من جهة آخرى، عقد بانون مقارنة بين هيلارى كلينتون وترامب قائلاً إن كلينتون برغم كل خبرتها السياسية بدءا من عملها كسيناتور فى مجلس الشيوخ ثم وزيرة للخارجية وحتى ترشحها، كان ترامب أكثر اتصالا بالشعب الأمريكى عنها. وعندما صعد تنظيم داعش فى عام 2014، كان العالم كله مندهشا، فقد حقق داعش أكثر مما حققه الإخوان فى تاريخهم وأسس دولة خلافة مزعومة حكم فيها ما بين 7 إلى 8 مليون شخص وفرض الضرائب وجند مقاتلين من كافة أنحاء العالم بما فيها آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، لافتا إلى أن كل ذلك تم فى ظل الإدارة الأمريكية السابقة التى لم تحرك ساكنا.
وأشار بانون فى كلمته إلى أن ترامب لم يتبنى سياسة الأنعزال، والدليل على ذلك قمة العالم الإسلامى فى مايو 2017 بل كان يسعى منذ اليوم الأول له إلى محاربة تمويل ودعم الإرهاب الإسلامى الراديكالى والعمل مع قادة المنطقة والعالم الإسلامى، لاسيما الرئيس السيسى الذى ألقى خطابا رائعا فى القاهرة منذ سنوات والحديث عن الإصلاح فى العالم الإسلامى وقدرة الإسلام على إصلاح نفسه من جانب المسلمين أنفسهم، وإصلاح جوانب محددة.
وأشار إلى أن ترامب نجح خلال 9 أشهر فى تحقيق التدمير المادى لداعش فى دولة الخلافة المزعومة، وفى ثمانية أشهر، نجحت استراتيجة ترامب التى نفذها وزير الدفاع جيمس ماتيس فى القضاء على الخلافة. وقال بانون إن ترامب ليس انعزاليا ولا يعانى من الإسلاموفوبيا ويستحق أن ينسب إليه لتدمير داعش، والذى وعد به الشعب الأمريكى فى خطاب التنصيب.
وعن القمة التى عقدت فى الرياض، قال إن هدف ترامب وقف تمويل الإرهاب، وقد قال ترامب "لا مزيد من الألعاب"، فى إشارة إلى قطر، فلا يمكن أن تكون على كلا الطرفين، فتكون من ناحية حليفنا، وفى ناحية أخرى تقوم بتمويل الإخوان وحماس، ولا يمكن أن تقول إنك بجانبا، ومن الناحية الأخرى تكون منفتح على إيران.
ودعا المشاركون فى المؤتمر إلى ضرورة دعم جهود الدول التى تواجه خطر الإرهاب وتحارب التنظيمات المتطرفة، كما دعا إلى دعم جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي والدولة المصرية لمواجهة جماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة.
وبخلاف "بانون"، شن وزير الدفاع الأمريكى الأسبق ليون بانيتا هجوماً حاداً على نظام تميم بن حمد ، ودولة إيران، قائلاً خلال المؤتمر أن إيران وقطر لا يقلان خطرا عن كوريا الشمالية، موضحا أن بين إيران وكوريا الشمالية تعاونا على أعلى مستوى فى مجالات التصنيع الصاروخى والخبرات النووية.
بانيتا خلال المؤتمر
وأضاف بانيتا فى كلمته من خلال المؤتمر: "تمثل كوريا الشمالة تحديا صعبا فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل وأعتقد أنها على بعد عدة أشهر من امتلاك سلاح نووى"، موضحا قوله: "كوريا الشمالية تهدد بتدمير الولايات المتحدة الأمريكية، وهى بذلك تشكل تحديا جسيما للأمن القومى الأمريكى".
وردا على سؤال حول موقف ترامب من الاتفاق النووى والتدخلات الإيرانية فى الشرق الأوسط، قال من المؤكد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يريد إشراك الكونجرس فى الحد من سلوك إيران الإقليمى.
وأكد وزير الدفاع الأمريكى الأسبق، أن إيران وقطر يدعمان الإرهاب ويقدمان كل التمويل للجماعات الإرهابية مثل حماس وحزب الله، مضيفا: "ونحن نعلم ذلك وعلينا مواجهته".
تميم بن حمد
وأضاف بانيتا: "علينا الضغط أكثر على إيران لإجبارها على التفاوض بجدية"، مضيفا قوله: "بصراحة كبيرة نرى الحرب فى ليبيا ونحن نحدد الأهداف ونقدم الدعم الاستخباراتى ونود تأسيس تحالف جديد فى الشرق الأوسط مثل التحالف المناهض لداعش ليس لدحر الإرهاب فقط ولكن أيضا لمواجهة التهديدات الإيرانية فى المنطقة.
وتابع بانيتا بالقول: "هناك تحديات تموج بها هذه الدول وهى أمور ليس من السهل من تحقيقها وما لم نعمل على تحقيق الاستقرار فى المنطقة ستظل العمليات الإرهابية قائمة خاصة أن إيران وقطر ما تزال تدعمان الإرهاب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة