يوم تلو الأخر تكشف إسرائيل عن أساليب أجهزتها الأمنية فى عمليات زرع عملاء لها فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ، حيث كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن قيام جهاز الأمن العام "الشاباك" بزرع عملاء من خلال تعليمهم كل صغيرة وكبيرة عن الفلسطينيين حتى ينخرطوا فى صفوفهم دون أن يتعرضوا لكشف أمرهم.
وذكر تقرير نشره موقع "والا" العبري ووكالة "صفا" الفلسطينية أن ضباط الشاباك يهتمون بكل كبيرة وصغيرة داخل التجمعات الفلسطينية بما في ذلك الحوادث ذات الصفة العادية التي يمكن أن تقود لمعلومات مهمة لاحقًا.
جهاز الشاباك
وضرب الموقع الإسرائيلى مثالا بتلقي الملقب "أ" وهو ضابط في الشاباك ومسئول عن منطقة في الخليل جنوب الضفة اتصالاً من أحد عملائه لأخذ تقريره عما دار في قريته مؤخرا.
ومن بين المعلومات التي سلمها العميل هو شراء شاب من حركة حماس عددًا من الهواتف النقالة على الرغم من فقره الشديد ما أثار شكوك ضباط الشاباك فطلب مواصلة متابعة الشاب لمعرفة المزيد من التفاصيل.
تجنيد العملاء
وجرى تحويل اسم الشاب المستهدف إلى دائرة المتابعات الالكترونية في الشاباك لمعرفة تفاصيل أخرى عنه وما إذا ألمح لأمر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد المتابعة تبين أن الشاب يمكث أوقاتا طويلة في المسجد بعد الصلوات، وأنه قام مع 3 من أصدقائه بحلق لحاهم فجأة الأمر الذي أوصل الضابط الإسرائيلي إلى توقيع قرار اعتقالهم، حيث تبين خلال التحقيق نيتهم تنفيذ عمليات والاختباء بكهوف شرق الخليل.
يشار إلى أن عددا من الشبان الفلسطينيين نجحوا خلال انتفاضة القدس التي اندلعت في أكتوبر 2016 بتنفيذ عمليات فدائية ناجحة وقتل جنود ومستوطنين إسرائيليين وفشل الشاباك في تعقبهم رغم تلميحهم بشكل واضح بنيتهم تنفيذ عمليات فدائية.
وركز التقرير الأمني على ما يسمى بأكاديمية اللغات لدى "الشاباك" وهو المكان الذي يجري فيه تأهيل ضباط يتحولوا إلى مسئولي مناطق مستقبلاً.
وفي الأكاديمية يعتاد الضباط المرشحون على الاستماع إلى أغاني عربية مثل أغاني المطربة اللبنانية الشهيرة فيروز و أم كلثوم وغيرهما في محاولة لتقمص الدور كاملاً.
جهاز الشاباك
وبين التقرير أن الأكاديمية تضم مرشحين مفترضين من الشاباك وغيره من أذرع الأمن الإسرائيلية يتعلمون اللغة العربية ومعلومات عن الدين الإسلامي والثقافة والعادات والتقاليد للفلسطينيين، إلى جانب عادات ومصطلحات الشبان الفلسطينيين على شبكات التواصل المختلفة.
وأشار إلى أن أهم العوامل التي تهيئ ضباط الشاباك ليتسلموا مسؤولية المناطق هي نسبة إلمامهم باللغة العربية "التي تعتبر بمثابة رأس الحربة في تأهيل الضباط للمناصب العليا".
ويتعلم الضباط بالإضافة للكنات العربية المحلية في كل منطقة ومنطقة، سور وآيات من القرآن الكريم "تساهم في إثرائهم بالمعلومات للانخراط في المجتمع الفلسطيني".
وفي هذا السياق يتعلم الضباط أن لقراءة سورة الفاتحة عدة مناسبات من بينها خلال عقد القرآن بين الزوجين، وكذلك خلال وجود نية لمجموعة ما تنفيذ عملية لطلب نية التوفيق، مع الحرس على تأدية الصلوات فى المساحد فى موعدها.
في حين يساعد التعمق في اللغة العربية ومعرفة اللكنات واللهجات لكل منطقة ومنطقة في إقناع العملاء المفترضين بالانخراط في صفوف الشاباك سواءً كانوا من حفار الأنفاق في غزة أو رجال أعمال في الضفة الغربية.
وبحسب الموقع تعلم هؤلاء الضباط أن المعرفة الممتازة باللغة العربية هي كلمة السر في تجنيد المزيد من العملاء عبر معرفة عاداتهم وتقاليدهم وخلفياتهم الاجتماعية وبالتالي الدخول عليهم من هذه الأبواب.
ومن المعروف أن جهاز "الشاباك" الذي تأسس في عام 1949، يعتبر أصغر الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية المتخصص في محاربة فصائل المقاومة الفلسطينية والسعي لإحباط عملياتها ضد إسرائيل.