في مركز قوص بمحافة قنا، يجلس رجل عجوز داخل أحد الشوارع القريبة من وسط المدينة رجلٌ ابتسامته لاتفارقه، قصته تحمل الكثير من الأسى وتحمل العناء والتعفف وأكل لقمة العيش بالحلال، الحاج سيد عباس "وشهرته " النحاس"،75 عاماً، ذا الوجه الأسمر، شعره الأبيض يحكى الكثير، يجلس على الأرض واضعاً أمامه صفائح الزبالة والجبنة والسمنة، صانعاً منها لعب أطفال تشكل طريقة إبداعية مستخدماً بعض الأدوات البسيطة "مقص وشاكوش".
عم سيد عاش فى منطقة قوص جنوب محافظة قنا، يعمل بشركة الأتوبيس التابعة للوجة القبلى سائقاً، ظروف الحياة دفعته للألتحاق بشركات الأتوبيسات الخاصة وسيارات النقل بكافة أنواعها عقب خروجة من المعاش، لكن عوامل السن والمرض أجبرته أن يجلس فى منزله، ظروف الحياة الأقتصادية دفعته للبحث عن مصدر رزق يساعد أولاده، لكن عبر صناعة كانت هوياته منذ الصغر، فقرر أن تكون هيا مصدر رزقة بعد فشل أموال المعاش التى يتقاضها فى أن توفر له العلاج والطعام الكافى.
"لو قعدت فى البيت مين هيصرف علينا والمعاش بتاعى 1000جنية، إلى هيشتغل هيكسب، وأنا الحمد لله عندى موهبة، أحسن من الصين نفسها"، بهذه العبارات والجمل تحدث عن أمكانياته فى تحويل صفائح الجبنة إلى سيارات وطائرات وسفن على أشكال مجسمة صغيرة، والتى تباع فى محلات لعب الأطفال، بعد قيامه بتقطيعها المجسمات، وتركيبها وربطها دون إستخدام أدوات لاصقة، وجلب عجلات السيارات المتهالكة الخاصة بلعب الأطفال، وتركيبها لتصبح بعد أشكال مختلفة.
وقال سيد: الناس بتستغرب طوال هذه السنوات كنت أعمل "سائق" لكن أن الحمد لله ربنا رزقنى بموهبة الرسم، وكنت فى أوقات أجمع الكرتون وأقوم بقصة وأصنع أشكال سيارات، عندما خرجت على المعاش وضاق بيا الحال، نزلت أبحث على لقمة عيش لأسرتى بالحلال، واتجهت إلى صناعة وموهبة أنا بحبها، فى ذلك الوقت كان فى بعض المحلاتت التجارية بتقوم بإلقاء صفائح السمنة كنت بأخذها وأصنع منها الواح و"صيجان" وفى شباب كان بيبعهالى بـ5 جنية ثمن الواحدة، وأقوم بتقطيعها والسيجان تستخدم فى طهى الحلويات والكحك، التى تقوم بصناعته السيدات فى الصعيد.
وأوضح أنه بدأ فى توسعة نشاطه بتصنيع لعب الأطفال، مشيرا إلى أن أهالى القرية طلبوا منه صناعة "حصالة" جمع نقود لأولادهم، البنات كنت بعمل ليهم أشكال مختلفة للحصالات مثل شكل قطة أرنب، والصبيان كنت بعملهم أشكال تانية مثل حصالة على شكل أسد على شكل عربية، وأوقات كنت بصنع بالشكل العادى، وأعرضها فى السوق وبعض الناس كانت بتشترى منى والحمد لله مستورة معايا.
صناعة السيارات والألعاب التى يقوم بتصنيعها عم سيد، لا يُقدم على بيعها لأى شخص خاصة أنه بيع تلك المجسمات التى يصنعها بطريقة إبداعية، لاينظر فيها إلى المقابل المادى، فهو يبيعها لمن يقدر ثمنها والمجهود الذى يبذله ويختار من يبيع له تلك الألعاب، ويقدر صناعته،لأنها يصنعها من أجل أن تكون للزينة، وليست للأطفال، فهو يرى أن الأطفال يأخذون اللعب الصينية لكى يلعبون بها، لكن ما يقوم بتصنيعه هو تحفة إبداعية على حد قوله.
وأختتم حديثه قائلًا " صناعة مجسمات ألعاب أطفال تحتاج إلى العديد من الامكانيات لتطويرها، وأنا بنفذها بأدوات بدائية، وهى مقص وشاكوش، ولكن لو أضيفت لها بعض الأشياء أوتم تطويرها ستكون منافس قوى للألعاب الصينية البلاستيك، والتى يتم إستيرادها للأطفال ، وأنا مش معايا ورشة أنا بفرش أمام البيت، ونفسى يكون معايا أدوات تساعدنى فى تطوير صناعتى اليديدوية، أنا سنى كبر بس الحمد لله عندى موهبة، ونفسى أعلمها لأجيال تقدر بعدين تطورها، وتكون صناعة نتميز بيها فى مصر.