الشارع المصرى وما يحتضن من قصص فى أركانه، يقف شاهداً عن حواديت السعى والحب والألم، وفى أحد أركانه جلست تلك المرأة أمامها ما تبيعه من خضروات تمثل لها "رأس مالها" ومصدر رزقها لتكسب منه قوت يومها، امرأة مصرية تألف ملامحها التى ترسم خطوط وجوه ملايين النساء المصريات ممن يتشابهن مع نفس ظروفها.
صورة اليوم
تفاصيل حياتها تتشكل وتبنى على جلستها تلك، تبيع الخضراوات فى أحد الأماكن لتقابلها عدسة الكاميرا وتقتطع من يومها تلك اللحظات مسجلة صورة اليوم، فبنظرتها المتأملة تلك نظرت لحال الشارع من أمامها ولا شك أن "زحمة" من الأفكار تدور بعقلها، تفكر فى اليوم والرزق وحال أسرتها وبكرة التى رفعت عينيها للسماء تتمنى أن تتمكن من تحسس ملامحه.
تنتظر "زبون الخير" لتملأ جيبها بحصاد اليوم وتذهب لتنتقل لبقية الجوانب المهمة فى حياتها، فهى أم وليس ببعيد ان تكون مسئولة عن أسرة بأكملها، شاركتها عدسة الكاميرا تلك اللحظات التى حلقت فيها بخيالها ونظراتها فيما يدور حولها وفى المستقبل، استشعرت أفكار متداخلة وترتيب أوراق بداخل عقلها، أوراق لم تتسطر بتعليم المدارس الجامعات بل حفرت تفاصيلها هموم الزمن وحمل المسئولية، مشهد يقابله الكثير منا على مدار يومه ووجوه نألفها نحن ويعرفها الشارع عن ظهر قلب، فهم أصدقائه ووجدوا فيه الصاحب والسند الذى فتح لهم ذراعيه على إحدى جانبيه ليستقبلوا هدايا أقدارهم بسير اليوم على ما يرام والحصول على رزق اليوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة