قال الروائى عمار على حسن، إن روايته الأخيرة "خبيئة العارف" ليست رواية تاريخية، وإن كان بطلها الأساسى وهو الشيخ محمد ماضى أبو العزائم من الشخصيات التاريخية المعروفة فى تاريخ الصوفية المصرية، خاصة أنه كان من رموز مقاومة الاحتلال الإنجليزى، وممن شاركوا بقوة فى ثورة 1919.
وأضاف عمار فى إطار ملتقى الإبداع العربى الذى عقد فى أبوظبى وأدارته الإعلامية والكاتبة المصرية سهير الغنام، إن شخصية أبو العزائم لفتت انتباهه وهو يعد أطروحته للماجستير عن التنشئة السياسية للطرق الصوفية فى مصر قبل أكثر من عشرين عاما، بوصفه شخصا مختلفا فى تاريخ المتصوفة المصريين، سواء من حيث انخراطه فى الحركة السياسية، أو من زاوية ما تركه من أعمال فكرية ودواوين شعرية وكتابات صوفية عميقة علاوة على بعض الأوراد والرقائق.
وتحدث عمار أمام الحاضرين وهم نقاد وكتاب وشعراء عرب فضلا عن مهتمين بالثقافة ومتذوقين للأدب عن تجربته مع روايته الأخيرة فقال إنها رواية جمعت بين التصوف والتاريخ والواقعية السحرية فضلا عن تعريجها على الواقع الحاضر، مؤكدا أنه لم يكتف بسيرة أبو العزائم بطل روايته، الى توفى عام 1937، إنما حاول أن يرسم بعض ملامح الواقع المعيش، من خلال تناول ما يشغل السلطة والمجتمع فى الوقت الراهن.
وأكد عمار أنه قد أخضع المادة التاريخية وما تركه أبو العزائم لقانون الفن، حتى يكتب عنه عملا روائيا بهذه الطريقة، سواء من حيث ما يضيفه الخيال من شخصيات ووقائع، أو الاكتفاء بالحفر فى جزء صغير والانطلاق منه فى بناء سيرة الرجل ومساره وزمنه وتأثيره على الحاضر، أو إضافة شخصيات مختلفة أو من صنع المؤلف كى تكتمل بها ومعها فنية العمل.
وقال عمار إنه خالط مريدى الطريقة العزمية، سواء عبر حوار مباشر مع شيخها ومريديها أو حضور حضراتها وأذكارها، حتى يكون بوسعه أن ينجز هذا العمل الروائي، الذى يجمع بين التاريخ والواقع وبين الحقيقى والمتخيل، مبينا أن روايته تلك فيها من الواقعية السحرية التى تنبه إلى أن التراث الصوفى فيه الكثير مما يصلح لها.
يشار إلى أن "خبيئة العارف" هى الرواية العاشرة لعمار على حسن بعد "بيت السنارى" و"جبل الطير" و"باب رزق" و"شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفي" و"زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل"، وله ست مجموعات قصصية، هى "عطر الليل" و"حكايات الحب الأول" و"التى هى أحزن" و "أحلام منسية" و"عرب العطيات".