فى محاولة لإخماد نار الفتنة والخراب فى العراق، أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى أنه لن يستمر فى منصبه بعد الأول من نوفمبر، فى رسالة إلى برلمان إقليم كردستان، داعيا الأخير لاتخاذ إجراءات لملء فراغ السلطة.
وقال "البارزانى"، فى كلمته التى ألقاها فى برلمان كردستان العراق، اليوم الأحد، وذلك فى افتتاح جلسة لبرلمان كردستان "بعد الأول من نوفمبر، لن أستمر فى هذا المنصب وأرفض الاستمرار فيه.. لا يجوز تعديل قانون رئاسة الإقليم وتمديد عمر الرئاسة".
بدوره أعلن أوميد خوشناو، رئيس الحزب الديمقراطى الكردستانى، أن مسعود البارزانى، سيتنحى من منصبه كرئيس لإقليم كردستان يوم الأربعاء المقبل.
وأوضح أوميد خوشناو، فى مؤتمر صحفى - نقلته وسائل إعلام عراقية - أن صلاحيات رئيس الإقليم، مسعود بارزانى، ستسند إلى باقى السلطات، مضيفا أن الأخير رفض تمديد ولايته.
وبدأ برلمان كردستان العراق بعقد جلسة مغلقة، اليوم الأحد، بمشاركة جميع الكتل النيابية لمناقشة مسألة توزيع صلاحيات رئاسة الإقليم على السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.
وأعلنت الأحزاب الكردية الرئيسية الثلاثة ضرورة إجراء استفتاء كردستان غدا، فيما تظاهر المئات من أهالى محافظة ديالى العراقية، اليوم الأحد، وسط مدينة بعقوبة، لرفض استفتاء إقليم كردستان المقرر إجراؤه غدا الاثنين، مطالبين بإحالة أى مسئول حكومى يدعم الاستفتاء للقضاء، لأنه يدعم مشروع تمزيق وحدة العراق.
وأضاف مسعود بارزانى، فى رسالته قائلا "سأبقى مقاتلا فى البيشمركة، وسأكون وسط جماهير الشعب ووسط قوات البيشمركة الأعزاء، وسأستمر فى الكفاح والنضال لنيل حقوق الشعب الكردى والحفاظ على مكتسبات الكرد".
بدوره دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى اتصال هاتفى، رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادى إلى إجراء "حوار" مع سلطات كردستان "مع أخذ "حقوقهم" فى الاعتبار فى إطار وحدة العراق"، بحسب بيان للرئاسة الفرنسية الأحد.
وأوضح البيان الذى أشار إلى اتصال هاتفى تم السبت، "أن رئيس الجمهورية طلب أن يتم القيام بكل شىء لتفادى القتال بين العراقيين وأن يتم حوار فى إطار الوحدة والدستور العراقى، بين أربيل وبغداد يأخذ فى الاعتبار حقوق الأكراد والأقليات".
وأشاد "ماكرون" فى هذا الصدد "بتشكيل لجنة بين القوات الكردية والقوات الاتحادية العراقية مكلفة ببحث بنود إعادة انتشار مشترك فى المناطق المتنازع عليها".
وأضاف البيان، أن رئيس الحكومة العراقية "ذكر بأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والتوصل الى حل بالتشاور مع الأكراد".
ورفض رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى من طهران، الخميس الماضى، المقترح الكردستانى بـ"تجميد" نتائج الاستفتاء حول استقلال الإقليم، مجددا تأكيده على "إلغاء" التصويت كشرط لبدء أى مفاوضات.
وقال العبدى خلال زيارته لطهران فى بيان، "نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور"، مؤكدا أن إجراء الاستفتاء جاء فى وقت تخوض فيه بغداد حربا ضد داعش، وحذرت فيه الحكومة الاتحادية من إجراء استفتاء كردستان العراق، مشيرا إلى أن إجراءات الحكومة الاتحادية ببسط السلطة الاتحادية انتصار للعراقيين.
و كشف رئيس الوزراء العراقى، عن مشروع لتفكيك المنطقة العربية، وليس العراق فقط، وذلك عبر إقامة ورسم حدود دولة جديدة بالدم، فيما يبدو أنه إشارة لاستفتاء انفصال كردستان المدعوم من عدد من الدول والقوى الخارجية.
وأكد "العبادى"، فى لقاء جمعه بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى العاصمة التركية أنقرة، الأسبوع الماضى، عدم قتال الجيش العراقى لأبناء الشعب الكردى، فى ظل حملة الكذب والتزييف والإدعاءات الباطلة بوجود قوات غير عراقية فى "كركوك" وحولها، مشددا على ضرورة إنهاء النزاعات والحروب التى تسببت فى ضياع القدرات واستنزاف الموارد ونزوح الملايين.
وأكد رئيس الوزراء العراقى فى حديثه، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامى، رفضه وجود أية قوة مسلحة خارج إطار الدولة، أو من غير القوات العراقية، مشددا على عدم السماح بوجود أية قوة على أرض العراق تعمل ضد دول الجوار، وهذا التزام دستورى تتمسك به بغداد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة