بعد ارتفاع أسعار النفط الخام السبت، لتتخطى حاجز الـ60 دولارا للبرميل، وهو السعر الأعلى لها منذ أكثر من 27 شهرا متتاليا، حيث كان أعلى سعر سجله خام برنت هو 58 دولار للبرميل والمحقق خلال شهر يوليو 2015.
وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمى مزيج برنت السبت نحو 60.35 دولار للبرميل، فيما ارتفع الخام الأمريكى غرب تكساس الوسيط ليسجل نحو 53.75 دولار للبرميل.
ويأتى هذا الارتفاع كنتيجة مباشرة لاتفاق خفض الإنتاج النفطى الذى تقود منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بقيادة المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع عدد من المنتجين المستقلين وعلى رأسهم روسيا لخفض إنتاج النفط نحو 1.8 مليون برميل يوميا بهدف تقليص مخزونات النفط فى الدول الصناعية.
إلا أن هناك عدد من الدول تهدد هذه الأسعار بالإنهيار اذا استعادت عافيتها وبدأت فى الإنتاج ويأتى على رأس هذه الدول ليبيا ونيجيريا والعراق وهم دول أعضاء فى الاوبك بالإضافة إلى الولايات المتحدة الامريكية.
ليبيا
يعد الوضع فى ليبيا – أحد أعضاء منظمة الأوبك المعفية من قيود اتفاق خفض الإنتاج – خطرا على إمدادات السوق النفطى، حيث تضاعف إنتاجها لأكثر من 3 مرات، فحينما شرعت أوبك فى فرض قيود اتفاق خفض الإنتاج كان الإنتاج الليبى لا يتجاوز 300 ألف برميل يوميا فى أغسطس 2016، إلا ان الإنتاج الليبيى تجاوز المليون برميل يوميا منتصف شهر يوليو من العام العام، لكن هذا الرقم انخفض مرة اخرى إلى نحو 800 ألف برميل يوميا، وكان الإنتاج الليبى يتجاوز نحو 1.6 مليون برميل يوميا قبل أحداث فبراير 2011.
ويتناقص الإنتاج الليبى حاليا بسبب تعرض عدد من الحقول إلى التعطل أو الإغلاق من قبل الجماعات المسلحة، بالإضافة إلى تضرر بعض محطات التصدير
تعافى الإنتاج الليبى ووصوله إلى معدلات تتجاوز المليون برميل يوميا على الأقل خلال الفترة القليلة المقبلة ونموها فيما بعد ليصل إلى مستوى 1.6 مليون برميل يوميا، وفى حال تعافى الإنتاج ليصل إلى نحو يتراوح ما بين 1 – 1.1 مليون برميل برميل يوميا، أى ان تكون هناك زيادة تصل إلى نحو 300 ألف برميل سيضع اتفاق أوبك فى ورطة .
نيجيريا
لا تقل خطورة نيجيريا على إمدادات سوق النفط العالمى عن ليبيا، فالظروف واحدة، فنيجيريا هى أيضا أحد أعضاء منظمة الاوبك المعفية من قيود اتفاق خفض الإنتاج، بسبب ما تعانيه من اضطراب وعنف فى البلاد.
وبدء إنتاج نيجيريا يتعافى من مستوى يقل عن 1.2 مليون برميل يوميا فى بداية العام إلى مستوى يتراوح ما بين 1.5 – 1.6 مليون برميل يوميا، وتطمح البلاد إلى حدوث انتعاش فى إنتاجها حيث تستهدف إنتاج 1.8 مليون برميل يوميا من الخام بحلول أوائل العام القادم، بما يعنى زيادة تصل إلى نحو 300 ألف برميل يوميا.
العراق
الخطر القادم من العراق لن يكون مماثلا لخطر ليبيا أو نيجيريا الساعيتين لزيادة إنتاجهما اليومى من النفطى لتحسين الوضع الاقتصادى لهما، إلا أنه منذ استعادة القوات العراقية سيطرتها على مدينة كركوك من السلطات الكردية وبدء انخفاض معدلات الإنتاج بواقع يتراوح ما بين 300 – 400 ألف برميل يوميا، حيث يبلغ الإنتاج حاليا 288 ألف برميل يوميا انخفاضا من 600 ألف برميل فى المعدلات العادية.
وكانت الحكومة العراقية قد طالبت شركة النفط البريطانية "بى بى"بتعزيز إنتاج حقول النفط فى كركوك، حيث قال اللعيبى إن المحادثات ركزت على زيادة إنتاج حقل نفط كركوك إلى ما يزيد على 700 ألف برميل يوميا.
فنزويلا
على الرغم من الأخطار السابقة من ليبيا ونيجيريا والعراق، فإن فنزويلا التى تعانى أزمة اقتصادية حادة أثرت بشكل كبير على قطاع النفط وانخفاضه بشكل كبير، حيث وصل الإنتاج اليومى إلى نحو 1.89 مليون برميل يومياً فقط خلال شهر سبتمبر الماضى، منخفضة من 2.4 مليون برميل يومياً تقريباً فى عام 2015.
ومع إعلان شركة النفط الفنزويلية التى تسيطر على احتياطات النفط الخام الأكبر فى العالم. الجمعة أنها بدأت دفع 842 مليون دولار كجزء من تسديد ديون ستستحق عام 2020، وهو ما قد يكون له أثر إيجابى على زيادة الإنتاج خلال الفترة المقبلة.
الولايات المتحدة
تعد زيادة إنتاج النفط الصخرى الهاجس الكبير لاتفاق خفض إنتاج النفط الذى تقوده منظمة الاوبك، حيث قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى توقعاتها الأولى لعام 2018، إنها تتوقع من الدول خارج المنظمة زيادة إنتاجها بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، متجاوزة بذلك النمو فى الطلب العالمي. إن الولايات المتحدة وحدها ستشكل قرابة نصف تلك الزيادة فى المعروض، بما يعنى أنه من المرجح أن تستمر وفرة المعروض الراسخة التى وضعت سقفاً لأسعار النفط، رغم جهود الانضباط التى بذلها أغلب منتجى الأوبك لكبح إنتاجهم.
فيما قال الرئيس التنفيذى لشركة روسنفت الروسية إيجور سيتشن، إن إنتاج النفط الصخرى فى الولايات المتحدة قد يؤدى لزيادة الإمدادات بشدة فى 2018 وزعزعة استقرار السوق مجددا.
وأضاف سيتشن، أن مخزونات النفط العالمية لم تصل بعد إلى مستواها الطبيعى وإن من السابق لأوانه الحديث عن نقطة تحول فيما يتعلق بإعادة الاستقرار إلى سوق النفط.