رغم الأحداث المتتالية التى تشهدها الولايات المتحدة من تطورات ملف كوريا الشمالية إلى حادث إطلاق النار فى لاس فيجاس مروراً بتداعيات الإعصار ماريا فى بورتريكو، تظل قضية التدخل الروسى مهيمنة، ويتوالى الكشف عن مزيد من التفاصيل فيها يوماً بعد يوم.
فقالت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم، الثلاثاء، إن مساعدين للرئيس دونالد ترامب وشركته سلموا وثائق للمحققين الفيدراليين تكشف عن اتصالين لم يتم الإفصاح عنهما من قبل مع روسيا خلال حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضى، بحسب ما أفاد أشخاص مطلعون على الأمر.
وفى إحداهما، توضح الصحيفة، تبادل المحامى الشخصى لترامب ومساعد فى إمبراطوريته التجارية، الإيميلات قبل أسابيع من انعقاد المؤتمر العام للحزب الجمهورى بشأن احتمال سفر المحامى لمؤتمر اقتصادى فى روسيا، والذى يمكن أن يحضره كبار مسئولى الحكومة والمال فى روسيا ومنهم الرئيس بوتين، وفقا للمصادر.
وفى الحالة الأخرى، تلقى نفس المحامى مايكل كوهين مقترح فى أواخر عام 2015 لمشروع سكنى فى موسكو من شركة أسسها ملياردير سبق أن كان فى البرلمان الروسى. وتقول واشنطن بوست إن هذا الطلب الذى لم يكشف عنه من قبل يمثل المقترح الثانى لمشروع يحمل اسم ترامب فى موسكو تتلقاه شركته خلال الحملة الرئاسية.
وقد رفض كوهين الدعوة لحضور المؤتمر الاقتصادى فى روسيا متعللا بصعوبة الحضور مع اقتراب موعد مؤتمر الحزب الجمهورى الذى يعلن فيه اسم مرشحه لخوض انتخابات الرئاسة. وكذلك رفض كوهين المشروع السكنى فى موسكو.
ورغم ذلك، تم تقديم المعلومات الخاصة بهذه التبادلات للجان الكونجرس التى تتولى التحقيق فى التدخل الروسى وأيضاً للمدعى الخاص روبرت مولر مع تحقيقه فيما إذا كان مساعدو ترامب قد نسقوا مع المحاولات الروسية للتدخل فى الانتخابات الأمريكية، بحسب ما قال أشخاص مطلعون رفضوا الكشف عن هويتهم.
وفى تقرير آخر، قالت "واشنطن بوست" إن العملاء الروس أسسوا عدد من المواقع الإلكترونية وصفحات السوشيال ميديا المضللة لتحديد الناخبين الأمريكيين المعرضين للدعاية، ثم استخدموا واحدة من الأدوات القوية لفيس بوك لكى ترسل لهم مراراً الرسائل التى تهدف للتأثير فى سلوكهم السياسى، حسبما قال أشخاص مطلعون على التحقيقات فى التدخل الخارجى فى الانتخابات الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التكتيك يشبه ما يقوم به الحملات السياسية وتلك الخاصة بالشركات الأمريكية لإرسال رسائل إلى الأشخاص الذين ربما يكونوا مهتمين عبر الإنترنت. واستغل الروس هذا النظام بإنشاء مواقع باللغة الإنجليزية وصفحات على الفيس بوك التى تحاكى تلك التى ينشئها النشطاء السياسيون الأمريكيون.
وعرضت تلك المواقع والصفحات إعلانات أو رسائل أخرى ركزت على قضايا ساخنة مثل الهجرة غير الشرعية أو النشاط السياسى للأمريكيين الأفارقة أو بروز المسلمين فى الولايات المتحدة. ثم استخدم العملاء الروس أداة إعادة توجيه موجودة بفيس بوك تسمى "تخصيص جمهور" لإرسال إعلانات محددة ورسائل إلى الناخبين الذين قاموا بزيارة هذه المواقع، وفقا للمصادر التى رفضت الكشف عن هويتها لكشفها عن تفاصيل خاصة بتحقيق جار.
ولم يتلقى الأشخاص الذين دخلوا لتلك الشبكة من التعقب والتضليل أى إشارة على أن هذه الإعلانات قادمة من روس.
ويعتقد المحققون أن بعض الإعلانات كانت هدفها تشجيع العمل المسلح من الأمريكيين الأفارقة وفى نفس الوقت إثارة المخاوف من البيض.
وكان فيس بوك قد أعلن أمس، الاثنين، أن ما يقدر بنحو 10 ملايين شخص رأوا ما لا يقل عن واحد من الإعلانات السياسية، التى يبلغ عددها 3000 إعلان، والتى تم شراؤها من حسابات مرتبطة بالحكومة الروسية عبر الشبكة الاجتماعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة