تتابع سلسة الهجمات الإرهابية التى تنتقل سريعا فى البلاد المختلفة فى العالم العربى والغربى على حد سواء، وآخرها هجوم لاس فيجاس الذى حصد أرواح أكثر من 58 قتيلا، وإصابة 515 شخص، يعد الهجوم الاكثر دموية فى الولايات المتحدة وهذا ما أوضحه البروفيسور جاى هومنيك كبير باحثى مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن، مشيرا إلى أن الأمريكيين تجرعوا مرارة الإرهاب فى العام الماضى فى حادث أورلاندو الذى بلغ عدد ضحاياه أكثر من 49 قتيلا، وسبق هذا الحادث حادث فى كندا وأيضا مرسيليا، وشاهدنا سلسلة حوادث بريطانيا أن تكرار الأعمال الإرهابية يزيد المشاعر الحاقدة على الداعمين للإرهاب، وأعتقد أنه لم يعد فى مصلحة قطر استمرار النظر إليها كواحدة من الداعمين للإرهاب فى العالم وعليها تغيير صورتها.
جاى هومنيك
أضاف لا أتوقع تغييرا فى القوانين والضوابط الأمريكية المتعلقة باقتناء الأسلحة وتداولها، وبالفعل نلاحظ زيادة كبيرة فى أعمال العنف والإرهاب، وفقد وجدت منظمات مثل داعش والقاعدة صعوبة فى نقل أسلحة إلى داخل البلاد المراد تنفيذ الهجوم بها فأصبح الجريمة تعتمد على أسلحة داخلية ومتوفرة فى البلد وهذا سهل كثيرا من تنفيذ الهجوم، مثل استخدام الشاحنات فى الدهس أو الأسلحة البيضاء وهذا يصعب إحكام السيطرة عليها بالقانون.
أداء الإعلام الغربى
وعن تقييمه لأداء الإعلام الغربى لتغطية الحادث ورفض المسئولين الأمريكيين التأكيد بأن داعش مسئولة عن الحادث، رغم إعلان داعش مسئوليتها، قال جاى وسائل الإعلام معظمها تنتمى للحزب الديمقراطى وهذا الحزب مدعوم بأصوات كثير من الإسلاميين بالولايات المتحدة مثل الأحزاب اليسارية فى أوربا، لذلك لا يلقون اهتماما أو يسلطون الضوء فى أى عمل إرهابى على الراديكالية الإسلامية، ويتجنبون الحديث عن ذلك، ونلاحظ كثيرا من الأمور التى يغض فيها الديمقراطيون الطرف إذا تعلقت بالمتطرفين الإسلاميين فمثلا قضية ختان الإناث هم صامتون عنها لأن كثيرا من الإسلاميين يفتون بجوازها ويفعلون تلك الجريمة المشينة.
أن مرتكب الحادث كان والده قد سرق بنك شهير وهرب من السجن وكل هذا يكون شخصية لديها استعداد للإجرام، هذه عقول ضعيفة وسهلة الاستمالة.
خطر النظام القطرى
إيمان حنا مع البروفيسور دانيال بيبس
ومن جانبه أكد البروفيسور دانيال بيبس، مدير معهد الشرق الأوسط أن النظام القطرى يدعم الكثير من جماعات العنف الجهادى، ومثل هذه الحوادث الإرهابية تذكرنا بضرورة إيقاف من يدعمون الإرهاب بكافة صوره لأن أفعالهم ضد الإنسانية كلها، لابد من التفكير بشكل أكثر جدية فى مواجهة الإرهاب والتطرف الذى يضرب بجذوره ى مختلف أنحاء العالم هذا مسئولية المجتمع الدولى معا.
أما الدكتور صبحى الغندور رئيس مركز الحوار العربى الأمريكى فألمح أن هناك تعمد من وسائل الإعلام الأمريكية لتأخير إعلان اسم مرتكب الهجوم وهو أمر غريب لأنه من المفترض أن تتسابق وسائل الإعلام فى نشر الخبر، أو نعت الحادث بالعمل الإرهابى، وأضاف أن تم محاولة تخفيف تسليط الضوء عن مرتكب الحادث رغم أنه فى حالة إذا كان مرتكب الحادث من ذوى أصول عربية نجد وسائل الإعلام تتسابق لنشر الخبر، حتى أن ترامب تجاهل فى حديثه الإشارة إلى مخاطر حمل واقتناء الأسلحة، مثلما كان يشير أوباما فى أحاديثه، لأن هناك لوبى يدعم وجود الأسلحة، وهذا الحادث يمثل صدمة لأطروحات ترامب عن أن الخطر فى القادمين من الدول العربية وقرارات بحظر السفر، ففى هذه المرة الخطر من الداخل والقائم بالهجوم أمريكى، فالأزمة هنا فى انتشار حمل السلاح فى الولايات المتحدة، وتاريخ العنف فى لولايات المتحدة.
د.صبحى الغندور
وعن احتمال تعديل القوانين الخاصة بضوابط حمل الأسلحة بعد هذا الحادث أكد الغندور أن أوباما حاول كثيرا فعل هذا جراء وقوع حوادث مدمرة فى الولايات المتحدة لكن دون جدوى لأن اللوبى الداعم لحمل السلاح هو أقوى لوبى يؤثر على الحزبين معا الجمهورى والديمقراطى، ونجد تكساس ونيفادا مثلا أكثر الولايات االتى تنتشر بها الأسلحة ولكن الجمهوريين على وجه التحديد يدعمون ذلك،
وعن أداء الإعلام الأمريكى قال للأسف العديد من القنوات الأمريكية مثل فوكس نيوز حاولت توظيف الحدث لأهداف أخرى ففى لقاء على قناة فوكس أمس تحدثوا مع خبير إسرائيلى عن كيف استطاعت إسرائيل مواجهة الإرهاب الفلسطينى ـ حسبما ذكرت القناة ـ وهذا خلل كبير أن يوجه الإعلام الأحداث لموضوعات ليست لها علاقة بما يحدث وتجاهل لمسئولين الامريكان لمخاطر حمل السلاح فى الولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة