وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، رسالة مسجلة إلى حكومة الوفاق الفلسطينية، بعد إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية برعاية مصرية، وعرضت خلال اجتماع حكومة الوفاق فى قطاع غزة، بحضور رئيس المخابرات المصرية الوزير خالد فوزى، ورئيس الوزراء الفلسطينى، رامى الحمدالله.
وفى هذا الصدد ننشر نص كلمة الرئيس السيسى..
"بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات أعضاء حكومة الوفاق الوطني
أتوجه إليكم فى هذا اليوم التاريخى المشهود بكل التحية والتقدير، متمنياً لكم النجاح والتوفيق فى تحقيق الآمال التى يتطلع إليها الشعب الفلسطينى وكافة الشعوب العربية فى إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة.
إن مصر كانت دوماً، برغم التحديات الجسام التى تواجهها، الداعم الرئيسى لتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطينى. وكانت القضية الفلسطينية فى مقدمة أولويات مصر، سواء خلال لقاءاتى مع زعماء العالم أو من خلال مشاركة مصر فى كافة المحافل الدولية.
واليوم، دعونى أقول لكم أن العالم بأسره يترقب جهودكم لتحقيق الوفاق بين أطياف الشعب الفلسطينى ويثمن إصراركم على تخطى كافة العقبات التى أدت إلى التنافر والانقسام.
إن لدى إيماناً كاملاً بأن الاختلافات بين مكونات المجتمع الفلسطينى يجب أن يتم حلها داخل البيت الفلسطينى بدعم ومساندة من الأشقاء العرب مع عدم قبول تدخل أية قوى خارجية فى هذا الشأن.
ولعل تجربة السنوات الماضية قد أثبتت لنا أن الجميعَ خاسرٌ من الانقسام ولا مستفيد إلا القوى التى استغلت الموقف لتحقيق أهدافها فى استمرار التطرف بين بعض الفصائل الفلسطينية.
الإخوة والأخوات
إننى لعلى ثقة فى إدراك القيادات الفلسطينية لحساسية هذه المرحلة وأهمية التلاحم فيما بينكم لتحقيق الوحدة اللازمة للانطلاق نحو الأهداف والغايات القومية للشعب الفلسطينى البطل.
ولقد حرصت على إيفاد السيد رئيس المخابرات العامة لحضور هذه المناسبة تأكيداً لحرص مصر على تقديم كافة أشكال العون والمساندة لإنجاز المهمة التى نتطلع لأن تكون نواةً حقيقية لترتيب البيت الفلسطينى من الداخل.
وأؤكد لكم أن دعم مصر لمسيرتكم نحو التوافق والوحدة لن يتوقف بإذن الله وستجدوننا بجانبكم على الدوام.
الإخوة والأخوات
لقد أعلنت مراراً وتكراراً أن هناك فرصة سانحة لتحقيق السلام فى المنطقة شريطة تضافر جهود كافة الأطراف، وأؤكد أننا يجب أن نتعاون جميعاً لتأكيد صدق توجهات الشعب الفلسطينى نحو تحقيق السلام الشامل والعادل فى المنطقة واستعادة حقوقه المشروعة.
إن تهيئة المناخ أمام توفير حياة كريمة وآمنة لكافة شعوب المنطقة يجب أن تكون فى مقدمة أهدافنا. وإننى على ثقة فى أن القوى الكبرى فى العالم عندما ترى الأطراف الفلسطينية على وعى كامل بطبيعة المرحلة وبأهمية الحوار لتحقيق هدف السلام ستساعد على تحقيق هذا السلام الشامل فى المنطقة بما يلبى تطلعات شعوبنا إلى الاستقرار والازدهار والتنمية.
وأؤكد للجميع أننا لا نملك وقتاً لنضيعه، وأن التاريخ سيحاسب مَن يتسبب فى إضاعة الفرصة الحالية لتحقيق السلام.
وأخيراً، فإننى أتوجه مجدداً بالتحية الصادقة للشعب الفلسطينى بكافة فصائله وأطيافه. وأؤكد أن مصر كانت ولاتزال وستظل عاقدة العزم على تحقيق نقلة نوعية فى مسيرة الشعب الفلسطينى نحو المستقبل الأفضل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."