منح الخديوى توفيق، سلطان باشا هبة مالية قدرها عشرة آلاف جنيه مصرى يوم 4 أكتوبر «مثل هذا اليوم» عام 1882، وحسب الجزء الأول من «مذكرات أحمد شفيق باشا», الصادرة عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة»: «جاء فى الأمر الذى صدر إلى نظارة المالية: بالنسبة إلى ما أظهره سعادة سلطان باشا من الصداقة لحكومتنا الخديوية ومعارضته للعصاة «رجال الثورة العرابية» فى جميع أمورهم وعزائمهم بالمخاطرة بحياته، وإلى ما حصل له بسبب ذلك من الضرر والتعدى منهم على شخصه وأقربائه وموجوداته ومقدار جسيم من مشروعاته، قد استحق المكافأة من الحكومة، فبناء على ما عرضه علينا مجلس نظارنا أمرنا بأن يعطى بوجه الاستثناء لسعادته مبلغ عشرة آلاف جنيه من خزينة الدولة».
تحول «سلطان باشا» من أحد زعماء الثورة إلى خائن لها، فمن هو؟، وكيف حدثت تحولاته إلى أن تذكره صفحات التاريخ بـ«خائن الثورة العرابية»، حسب وصف الإمام محمد عبده فى مذكراته الصادرة عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة»، وأحمد عرابى فى مذكراته «دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة»، تحقيق الدكتور عبدالمنعم إبراهيم الجميعى، فى حين ترفض ابنته هدى شعراوى، قائدة حركة تحرير المرأة فى مصر، هذا الاتهام، وتصف فى مذكراتها الصادرة عن دار «المدى للثقافة والنشر - دمشق» الذين يقولون ذلك بـ«مدعى الوطنية».
تشير «شعراوى» إلى أن والدها من أصل عربى، استوطن أجداده أرض الحجاز، وهاجر نفر منهم إلى مصر قبل عهد محمد على باشا، وتزوجوا من مصريات، وتقول إن أباها عاش صدر حياته بعيدًا عن المناصب الحكومية، وكان عليه أن يراعى إخوته وأسرته، ثم اختير مأمورًا لقسم قلوصنا، ثم وكيلًا لمديرية بنى سويف، ثم مديرًا لها، ثم مديرًا للفيوم، ثم مديرًا لأسيوط، ثم مديرًا للغربية، ثم مفتشًا عاما للوجه القبلى، فرئيسًا لمجلس النواب ومجلس شورى القوانين، ثم قائم مقام الخديو، ويصفه محمد عبده قائلا: «لم يكن من أغبياء الأغنياء فى هذه البلاد، بل كان فيه شىء من الفطنة يزينه الغنى، وتعلى قيمته مظاهر الثروة، كان يفهم ما يقال، ويرضى السامع إذا قال، أفادته مناصبه السابقة أيام إسماعيل باشا شهرة وعلو صيت، حافظ على مكانته فى النفوس ببسطة فى الكرم امتاز بها على أمثاله، فكان يتردد على منزلة الأعيان والعلماء وأرباب المناصب، وكان يجد فى نفسه لهذا علوًا على أقرانه، وعندما لاحت له بوراق الثورة، أحس أن عرابى يلتمس المعين على إنشاء مجلس النواب لوقاية روحه ومنصبه، وظن وصدق ظنه أن عرابى لا بد أن يصل إلى ما يريد يومًا ما، فمن الحزم أن يتفق معه فى البداية ليكون له النصيب الأشرف من الفائدة فى النهاية، فكان أول من مد يده إليه».
هكذا يرى «الإمام»، أن انحياز «سلطان» للثورة لم يكن لمبدأ، ويطابق هذا الرأى مع رأى الإنجليزى «بلنت» الذى عاصر الثورة واقترب من قادتها، ففى كتابه «التاريخ السرى لاحتلال إنجلترا لمصر» عن «مكتبة الآداب - القاهرة» يقول: «كان رجلًا ذا كبرياء، له ثورة واسعة وجاه عريض، وكان له صدر المكان فى أى اجتماع يعقد، وكان يسمى ملك الوجه القبلى بين كبار الملاك، وكان يرى أن من حقه لهذا السبب زعامة الفلاحين، كما أنه كان ينظر إلى عرابى نظرة الرعاية التى يتعطف بها الكبير على الصغير، وكان يرى فيه أداة لتحقيق أغراضه، ولكنه لم يتوقع أن عرابى سيأخذ مكانه بين الجمهور، ولما ألفت وزارة شريف باشا سنة 1881 ولم يكن وزيرًا فيها اغتاظ، ولكن كانت له بعض التعزية إذ عين رئيسًا للبرلمان الجديد، واغتاظ أيضًا عندما ألفت وزارة البارودى ولم يكن عضوًا فيها، فشعر أن الوطنيين لا يعطونه حقه من الاحترام فانحدر إلى الجانب الآخر».
انقلب على الثورة، ويدلل محمد عبده على خيانته، بأن بعض من تم ضبطهم يوزعون منشورات ضد الثورة اعترفوا أن سلطان باشا كان يوزع النقود باسم الخديو والسلطان العثمانى على العربان للانضمام إلى الخديو، ويقول محمد عبده ساخرًا: «هذا الهمام الوطنى الذى أوقد نار الفتنة فى البلاد، وجمع لها وقودها وحطبها حتى امتد لهبها، وعم جميع الأنحاء، ثم هرب من طريقها عندما خاف أن يلدغه لسان لهبها، جاء فى آخر الأمر نائبًا عن الحضرة الخديوية فى حبس كثير من الناس، ونال المكافأة من الجناب العالى بالإحسان جراء إيقاد الفتنة ثم الهرب منها».
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى عربى اصيل
مصرى عربى اصيل
من سنن الله فى خلقه ان جعل سلطان باشا لايموت سلطان باشا يعيش بيننا وعلى ارض مصر سلطان باشا هو البرادعى وهو حمزه وهو الصباحى وكل صباحى كل هؤلاء سلطان باشا كل يبحث عن مكانه وجاه ومال وسلطان وهذا المرض يبدا بالوهم وهو اننى من المفترض ان اكون كذا وكذا واننى استحق هذا وذاك ليس سلطان باشا يعيش بنا وفينا