بالصور.. كيف تواجه "الأوقاف" معاقل السلفيين فى كفر الشيخ.. تدشن 55 مكتبا لتحفيظ قرآن ومسجد لتعليم القراءة والكتابة.. ومدير الأوقاف: نراقبها ونمنح التراخيص لتخريج أجيال وسطية غير متطرفة

الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 05:00 ص

الأطفال فى كتاتيب حفظ القرآن بكفر الشيخ

كفر الشيخ – محمد سليمان

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هنا فى أحد معاقل السلفية فى مصر لنظرا لوجود الشيخ أبو إسحاق الحوينى أحد أكبر وأشهر مشايخ الدعوة السلفية، بمحافظة كفر الشيخ، دشنت وزارة الأوقاف 55 مكتبا لتحفيظ القرآن وتعليم القراءة والكتابة للأطفال لمواجهة الأفكار المتشددة والمتطرفة وتخريج أجيال وسطية.

كيف تواجه "الأوقاف" معاقل السلفيين فى كفر الشيخ by youm7

وتجولنا فى عدد من مكاتب تحفيظ القرآن والكتاتيب بالقرى وبالمسجد الجامع التى تضم المئات من الأطفال من سن 4 سنوات لـ15 سنة، فلكل مجموعة عمرية حجرات، وحجرة للأطفال من الفتيات، وحجرات للأطفال من الأولاد، وبها دورات مياه، وثلاجة ومبردات. وفى كل حجرة محفظ قرآن كريم، يحفظ الأطفال القرآن بطريقه جماعية تارة، وطريقة فردية تارة أخرى، تفتح الكتاتيب ومكاتب تحفيظ القرآن أبوابها من الساعة العاشرة صباحاً لسن 4 و5 سنوات، أما طلاب المدارس يتجهون لها العصر.

الأطفال فى كتاتيسب حفظ القرآن بكفر الشيخ

الأطفال فى كتاتيب حفظ القرآن بكفر الشيخ

ومحافظة كفر الشيخ مثلها كباقى محافظات مصر تضم الكتاتيب التى تسعى لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال من الأولاد والفتيات بصورة تخرج جيل يحفظ كتاب الله ويعمل به عبر دروس مسائية داخل المساجد المختلفة بالمدن والقرى، وكذلك بمكاتب تحفيظ القرآن الكريم الخاصة، وهناك العديد من خريجى الأزهر الشريق من الرجال والسيدات اتخذوا منازلهم مكاناً لتحفيظ القرآن الكريم حيث أن الكُتاب ظهر فى المحافظة فى القرون الماضية مع دخول الإسلام لمصر، ومازالت تنتشر حتى الآن فى مختلف أنحاء محافظة كفر الشيخ ويشرف عليها لفيف من الدعاة والأئمة بمديرية الأوقاف، وحفظة القرآن الكريم من المشايخ المشهورين بالمحافظة.

قال الشيخ شريف أبو السعود، صاحب مكتب تحفيظ قرآن بقرية مسير، أن للكتاتيب مكانة كبرى بالقرى ولكن للأسف الشديد الدروس الخصوصية قللت من نسبة اقبال الطلاب على الكتاتيب وحفظهم للقرآن الكريم، لانشغالهم بالدروس الخصوصية، مما قللت من قيمة ومكانة المدرسة، وقلل الإقبال على مكاتب تحفيظ القرآن الكريم، فأثر سلباً على حياة الطلاب، وتمسكهم بتعاليم دينهم، لأن قلوبهم وعقولهم خلت من حفظه وتعليماته، ووصل نسبة الإقبال على مكاتب حفظ القرآن لـ 70% بعدما كان الإقبال 100%، مضيفاً أنه لا يكتفى فى الكتاب فى تحفيظ القرآن الكريم فقط بل يستقبل الأطفال وعمرهم 4 سنوات، ليعلمهم القراءة والكتابة والهجاء، وبعد عام تبدأ مرحلة حفظهم للقرآن الكريم ليصل عمر الطفل والطفلة ل 140 أو 11 سنة ويكون حفظ القرآن مرتلاً ومجوداً.

جانب من مكاتب حفظ القرآن

وأضاف أبو السعود، لـ"اليوم السابع"، يجد الأطفال عناية خاصة بهم بالإضافة لتوفير المكان الملائم لهم من تهوية ومراوح ومبردات ودورات مياه ليجد الطفل الراحة النفسية فى اقباله على المكتب، مؤكداً أن متابعة أولياء الأمور يكون لها الأثر الكبير على الطفل.

وقال الشيخ رامى البحرى، محفظ قرآن كريم، أن القرارات الأخيرة لوزارة الأوقاف فى شأن تنظيم العمل فى الكتاتيب، لاقت ارتياحاً كبيراً لعدم غلقها وقامت بتنظيم شئون هذه الكتاتيب والتوسع فى تعميمها خدمة لكتاب الله عز وجل، وهناك اهتمام من أوقاف كفر الشيخ لمتابعة الكتاتيب ومكاتب تحفيظ القرآن للتأكد من اعتمادها، وكذلك قدرات المشايخ وحفظة القرآن الذين يحفظون النشء القرآن الكريم.

وأضاف الشيخ سعد الفقى وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، أن كتاتيب تحفيظ القرآن علامة مميزة فى مختلف أنحاء قرى ونجوع المحافظة، حيث ساعدت على مدار القرون الماضية فى إخراج نجوم مصر والعالم العربى فى القرآن الكريم، ومازالت الكتاتيب تقوم بدورها فى إخراج جيل مميزة من حفظة القرآن الكريم.

الأطفال خلال حفظهم للقرآن

وأضاف الشيخ عطا بسيونى، مدير الدعوة بأوقاف كفر الشيخ، أن هناك 34 مكتب تحفيظ القرآن الكريم معتمدين، ومنتشرين فى كافة مدن وقرى المحافظة، وهناك فكرة المسجد الجامع، من بين أنشطة تلك المساجد تحفيظ القرآن بالمساجد وعددها 16، تعمل على تعليم الأطفال القراءة والكتابة، بالإضافة لتحفيظ القرآن الكريم، مؤكداً يجرى مراجعة كافة اعتمادات الكتاتيب فى كل مدينة وقرية، والتأكد من قوة وقدرة المحفظ فى التلاوة لتلقين الأطفال القرآن بصورة صحيحة للغاية، وكذلك إحكام الرقابة عليها للتأكد من عدم دخول أية توجهات سياسية للكُتاب الذى سيخرج أجيال من حفظة القرآن الكريم، مشدداً على أن المديرية تكرم فى كافة فعالياتها حفظة القرآن الكريم لحث جميع الأطفال على حفظ القرآن، من خلال دعم كامل من اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ مشيراً إلى أن هناك عدد من أصحاب مكاتب تحفيظ القرآن الكريم تقدموا بطلبات لترخيص تلك المكاتب، ويتم تجميع الطلبات وترسل للوزارة لاستخراج التراخيص اللازمة بعد اتخاذ الإجراءات الازمة لذلك.

وقال الشيخ أحمد ممدوح خلف محفظ قرآن بالجمعية الصحية للرعاية الصحية بكفر الشيخ، إن محافظة كفر الشيخ تنتشر بها المئات من مكاتب وكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم وخاصة بالقرى وهناك عدد كبير منها بقرية مسير، ويقبل الأطفال على الكتاتيب بفوه، والحامول، ومطوبس، وقلين، والرياض، وسيدى سالم، وبلطيم، وسيدى غازى، وهذا يدل على أن كفر الشيخ من أكثر المحافظات بمصر اهتماماً بتعليم الأطفال وتحفيظهم القرآن الكريم، ولكن للأسف الشديد يقل الإقبال على الكتاتيب بالمدن عنها بالقرى.

تسميع القرآن بحضور محفظ القرآن

وأضاف الشيخ إسماعيل قمر، محفظ قرآن كريم، أن المشايخ بالكتاتيب يساعدون بصورة كبيرة فى تكوين شخصية الطفل فى الجانب الدينى، حيث نجحوا على مر السنوات الماضية فى تطوير أساليب التلقين والتعليم فيها، وتسعى لتعليم المتون والأحكام الخاصة بالقرآن، بجانب حلقات العلم فى تعليم الطفل الأمور الأساسية فى الدين كالوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة والطهارة، وأخلاقيات التعامل مع المجتمع والأم والأب والجيران، فلذلك وجب متابعتها وتنظيم عملها للتأكد من توصيل كافة المعلومات الصحيحة للنشء.

وقال أشرف السعيد، عضو الغرفة التجارية بكفر الشيخ، إنه مازالت أهمية الكتاب فى قرى محافظة كفر الشيخ كبيرة، تخريج للمئات من المقرئين الذين يجبون القرى ولمراكز لتلاوة القرآن الكريم فى المأتم ومنهم من ارتحل للقاهرة ليجد فيها مجالاً أوسع للقمة العيش منهم الشيخ الدكتور أحمد نعينع ابن مطوبس، ومنهم من فضل السفر للملكة العربية السعودية للعمل بالمساجد هناك منهم الشيخ رشاد شعيب رحمه الله وكان مقرئ الأمراء، وهناك مشايخ لهم مكانتهم وعلامة بارزه فى تحفيظ القرآن الكريم منهم الشيخ دياب زايد، والشيخ فرج قاسم والشيخ أحمد قريطمه، والشبيخ أحمد البيلى، والشيخ محمد البرهامى، والشيخ أشرف رميح.

وأضاف مسعد محمد على، طفل من حفظة القرآن الكريم 10 سنوات، أن الله وهبه ملكة حفظ القرآن الكريم، وأنه التقى بمكتب الشيخ شريف أبو السيعود وكان عمره 4 سنوات تعلم القراءة والكتابة والهجاء والنطق الصحيح للكلمات، وحفظ القرآن الكريم بأحكام التجويد، مؤكداً أن حفظه للقرآن أثر فيه وعلمه كيف يعامل والديه، وأصحابه، وأقاربه، وكل المسلمين، وأن يعشق وطنه ويحبه ويفتديه بنفسه، ويعمل على رفعته وسلامته ويتمنى أن يكون محفظاً للقرآن يعلم الأطفال ديننا الوسطى السمح، أو ضابطاً يخدم وطنه لان العين التى تسهر على سلامة الوطن فصاحبها فى الجنة.