- الجيش واجه إرهاب الغدر فى سيناء ومحاولات اختراق الحدود وثأر للمصريين خارج الحدود ويشارك فى معركة التنمية
44 عاما على نصر 6 أكتوبر وما تزال دروس الانتصار مستمرة، ومثلما كان الجيش المصرى قادرا على مسح آثار هزيمة يونيو، واصل دوره العظيم فى حماية الأرض والحدود والأمن القومى المصرى، فى كل وقت وكل مكان، كان نصر أكتوبر معجزة بمقاييس الحسابات العسكرية والاستراتيجية وقتها، خط بارليف وعائق مائى وتحصينات ضخمة على الضفة الشرقية، لكن المعجزة تحققت وأذهلت العالم وخبراء الاستراتيجية، فقد عبرت القوات المسلحة قناة السويس وحطمت خط بارليف، وقدمت درسا عسكريا فى الإرادة والمواجهة، ليظل نصر 6 أكتوبر شاهدا على بسالة المقاتل المصرى، وقدرات الأسلحة المختلفة على ابتكار حلول غير تقليدية.
حرب اكتوبر
خلال هذه السنوات تطورت التحديات إقليميا ودوليا، وظلت القوات المسلحة المصرية عينا ساهرة على كل شبر من أرض مصر، ودرعا قادرا على مواجهة التحديات المختلفة وردع العدوان وقادرة على تطوير أدائها لمواجهة التطورات.
كانت القوات المسلحة قادرة على تحقيق النصر فى 6 أكتوبر 1073 قبل 44 عاما، واصلت مواجهة العدوان من كل نوع، اليوم تقف القوات المسلحة المصرية فى مواجهة إرهاب غادر أدى لتفكيك دول وإسقاط أخرى، لكنه تحطم على صخرة القوات المسلحة الباسلة التى قدمت شهداءها فى مواجهة الإرهاب مثلما قدمت شهداءها فى تحقيق النصر العدوان الاسرائيلى وتحقيق النصر، ومثلما حطمت القوات المسلحة حسابات خبراء العسكرية فى أكتوبر 73، فقد طورت من أدائها لمواجهة الإرهاب الذى مثل تحديا للجيوش النظامية فى دول أخرى.
واليوم تواجه القوات المسلحة إرهاب بيت المقدس فى سيناء، ونجحت فى تحجيم وسحق الإرهاب المدعوم إقليميا واستخباراتيا، كما استطاع نسور الجو من القوات الجوية إحباط عشرات المحاولات لاختراق الحدود، وتدمير عربات محملة بالأسلحة والمتفجرات، كما كانت القوات المسلحة قادرة على ردع الإرهاب غربا والانتقام للمصريين الذين قتلهم إرهابيو داعش فى ليبيا، لتثبت القوات المسلحة دائما أنها درع وسيف للشعب المصرى. كما كانت القوات المسلحة عين مصر الساهرة على الحدود الغربية والشرقية.
ولم يتأخر الجيش المصرى عن تقديم كل الإمكانات فى معركة التنمية وإنجاز المشروعات القومية الكبرى، ودعم برامج التنمية، من دون التخلى عن مهمته المقدسة فى حماية الوطن والشعب، لم يتأخر فى تطوير قدراته البرية والجوية والبحرية، ليحتل مرتبة متقدمة بين جيوش العالم المحترفة.
اليوم وبعد 44 عاما يواصل الجيش المصرى دوره المقدس، فى حماية الأرض ومواجهة الإرهاب والسهر على الحدود ويسحق الإرهاب، ليؤكد دوما أنه جيش الشعب القادر على تحقيق النصر، وفى الذكرى 44 لنصر أكتوبر نحيى شهداءنا الذين حققوا النصر، وشهداءنا اليوم فى مواجهة الإرهاب، ليبقى جيش مصر درعا وسيفا.
اللواء يحيى اللقانى أول العابرين لخط بارليف: كنت قائدا لأول فصيلة مشاة تسلقت الساتر الترابى.. قائد كتيبة 24 مشاة: نصر أكتوبر صنعه رجال أشداء وقادة وجنود أحبوا مصر وأرادوا العزة والكرامة وشعب لا يعرف المستحيل
كتب زكى القاضى
قال اللواء يحيى اللقانى، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، إن كتيبة المشاة التى قادها فى الحرب، هى أول من عبرت قناة السويس واقتحمت الساتر الترابى، ورفعت علم مصر.
اللواء يحيى اللقانى
وأوضح اللواء اللقانى، لـ«اليوم السابع»، أن نصر السادس من أكتوبر كان وراءه رجال أشداء، وتخطيط قادة أحبوا مصر، وأرادوا لها العزة والكرامة، مشيرًا إلى أن دعم المصريين لقواتهم المسلحة كان سببا قويًا فى تحقيق انتصار أكتوبر المجيد.
وأشار اللقانى إلى أنه وقت الحرب كان قائدًا للكتيبة 24 مشاة باللواء الثامن بالفرقة السابعة بالجيش الثالث الميدانى، وكان فى أول موجة من موجات العبور لقناة السويس الساعة الثانية والنصف ظهرًا، وكان مسؤولاً عن 4 قوارب تحمل الجنود.
وأضاف أن الخطة الموضوعة فى ذلك الوقت كان تشدد على ضرورة المحافظة على سرعة التيار فى قناة السويس، حيث تتغير السرعة كل 6 ساعات، وكانت المسافة فى عبور قناة السويس لا تتجاوز الـ100 متر، مؤكدا أن فصيلة المشاة التى كان يقودها هى أول من تسلقت الساتر الترابى.
وتابع قائلا: «عبرنا بحذر شديد بسبب وجود «النابالم»، وكان من حسن الطالع عدم وجود قوات للعدو أعلى الساتر، ووصلنا للضفة الشرقية للقناة بسلام، واستمر العبور حوالى 15 دقيقة وقمنا بتأمين عبور القوات».
وقال: «من المواقف التى تثبت أن المصريين لا يعرفون المستحيل، عندما تم تكليفنا بعبور الساتر الترابى ونقل المدافع والأفراد على الضفة، وكان ارتفاع السلم حوالى 17 مترًا، وبعد احتلال الساتر الترابى رفعنا العلم، وكان السكون يخيم على الضفة الغربية للقناة، ولم يكن هناك سوى عناصر من رجالنا لتأميننا فى القناة».
وأضاف: «أخذ الجنود يهتفون «الله أكبر، الله أكبر»، وانتظرنا أعلى الساتر الترابى حتى عبرت الموجة الثانية من قوات المشاة، وأخذت مكاننا وتقدمنا نحن نحو سيناء واستمر القتال بيننا وبين قوات العدو الإسرائيلى فى 6 و7 أكتوبر، بعدها أصبت وتم نقلى للمستشفى».
وأوضح اللقانى، أن نصر أكتوبر كان له عدة أسباب، حيث كان حصادًا للتخطيط الجيد والدقيق للقيادة العامة للقوات المسلحة، التى لم تترك أى تفاصيل بالمعركة للصدفة أو الاحتمالات، قائلا: «لا شك أن توفيق الله كان من أهم أسباب النصر، وكان إيمان الجندى المصرى البطل بقضية وطنه وانتمائه لتراب مصر محورًا فاصلًا وحاسمًا فى تحقيق الانتصار العظيم، علاوة على دعم ومساندة الشعب المصرى العظيم لجيشه وتأييده لخطواته، ودعواته له بالنصر»، مؤكدا أن كل هذه الأسباب اجتمعت ليتحقق نصر عظيم يفخر به كل مصرى أمام العالم. وشدد اللقانى على ضرورة أن يكون نصر أكتوبر حاضرًا بيننا جميعًا فى كل وقت، وأن نعرف أن هناك من ضحوا، وما زالوا يضحون بأرواحهم من أجل مصر، قائلا: «ليضع كل مصرى نفسه مكان هذا الجندى الذى يقف ليستشهد فى أى وقت، ويبذل الجميع قصارى جهده من أجل نصرة مصر، ورفعتها خاصة فى الظروف التى نعيشها الآن».
العميد فكرى عبدالحى يكشف سر اهتمام السادات بجبل المر خلال الحرب.. بطل حرب النصر: حافظنا على الجبل رغم استمرار الحصار 4 أشهر ولم نشعر بجوع أو عطش حتى تحقق النصر
كتب زكى القاضى
يكشف العميد محمد فكرى عبدالحى، أحد أبطال حرب أكتوبر، كيف تلقى التكليف ببدء الحرب، وكيف تعامل مع جنوده، وكيف نفذوا المهمات الموكلة إليهم والتى تدربوا عليها لعدة سنوات.
ويقول العميد محمد فكرى عبدالحى، لـ«اليوم السابع»، إن تحقيق المفاجأة الاستراتيجية، وإخفاء وقت الحرب عن جميع مخابرات العالم إنجاز لم يتم من قبل فى أى عسكرية، مضيفا: «لم يكن أحد يتوقع الحرب ونحن كضباط علمنا قبلها بقليل».
ويكشف بطل حرب أكتوبر، أنه كان قائد سرية، وعرف بالحرب فى العاشرة من صباح يوم السادس من أكتوبر، حيث وصله ظرف مكتوب فيه ساعة الحرب قبل العبور بثلاث ساعات ونصف.
وأضاف أنه جمع جنوده وزملاءه وأخبرهم بأن الحرب أوشكت، وراجع مهمة كل واحد منهم قبل التنفيذ، مشيرا إلى أنه شارك فى معركة جبل المر بقيادة العقيد الفاتح كريم.
وأوضح بطل أكتوبر أن جبل المر كان هدفا حيويا لإسرائيل، لأنه على مسافة 15 كيلو من قناة السويس وفى مواجهة مدينة السويس، وكان العدو يقوم من خلاله بأعمال تدميرية أثناء حرب الاستنزاف، ودارت معركة شديدة لاستعادة الجبل، وتمكن العقيد الفاتح كريم من تحقيق المهمة، مشيرا إلى أن معركة جبل المر تسمى معركة الفاتح، نسبة لاسم قائد اللواء، مؤكدا صعوبة المعركة لأن الجبل كان مرتفعا والأرض رملية.
ويستطرد العميد محمد فكرى عبدالحى، قائلا: « كانوا يحاولون التمسك بهذا الهدف لأنه كاشف لمنطقة السويس وسيناء، واستيلاءنا عليه يعنى خسارة فادحة لهم».
وأضاف: «كان اللواء الثانى مقسما لثلاث كتائب وكنت قائد سرية مشاة ميكانيكى فى إحدى هذه الكتائب، وتقدمنا تحت القصف الجوى، وحدثت خسائر فى المركبات والدبابات حتى وصلنا إلى مشارف الجبل، وأطلقنا نيرانا تمهيدية من المدفعيات ومضادات الصواريخ حتى نكون تحت ساترها وتقدمنا لتسلق الجبل».
وقال البطل: «كنا ننجح على جانب ونتعثر على الآخر، وكانت معركة صعبة جدا إلى أن تمكن العقيد الفاتح كريم من الصعود بأطقم صواريخ، وكان شجاعا ولم ينظر إلى احتمال إصابته، وجعل أول صاروخ ينطلق من الجبل وكان خلف الجبل للعدو مجموعة كبيرة من الدبابات والصواريخ ذاتية الحركة، وهذه الأسلحة كانت فى السابق لها الأثر الكبير فى تدمير مدينة السويس».
ويكشف العميد عبدالحى، أن القيادة العامة قالت «تمسكوا بالجبل»، لأنه الهدف الرئيسى لتحصين القوات، وبدأت المعركة صباح يوم 9 أكتوبر، وتابع: «على آخر اليوم كنا نهاجم الجبل، وفى صباح اليوم التالى كانت القيادة تأخذ تعليمات بالاستيلاء على جبل المر، حتى إن الرئيس أنور السادات قال لقائد الفرقة «أنت متأكد إن اللواء الثانى استولى على جبل المر، فجعله يتحدث مع الفاتح كريم وأكد له أنه استولى عليه».
وأضاف: «بعد ذلك حدث تطور فى أعمال القتال، وتم تكليفى أنا وسريتى بالاستيلاء على تبة على بعد 2 كيلو، وهى نقطة لإعطاء إنذار للواء فى حالة الهجوم عليه، ونجحت فى تنفيذ مهمتى، ووضع الألغام، وأصبح لدينا نقطة أمامية لجبل المر، واستمررنا 4 أشهر فترة الحصار ولم يهزنا جوع ولا عطش وحافظنا على جبل المر حتى تحقق النصر».
وأوضح العميد محمد فكرى عبدالحى، قائلا: تمكنا من عبور مانع مائى غير مسبوق حتى فى الحرب العالمية الثانية، وعبر عليه 8 آلاف مقاتل من فرق المشاة خلال 6 ساعات، وأصبح يواجه النسق الأول التعبوى وهو خط بارليف، وأحدث فيه خسائر كبيرة فى المدرعات والطائرات، حتى صرخت رئيسة وزراء إسرائيل قائلة: «أنقذونا»، وقال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى، إن هذه الحرب ثقيلة بأيامها ثقيلة بدمائها.
اللواء طلعت موسى: قائد الكتيبة قال لنا فى التاسعة صباحا «مبروك يارجالة اليوم سنحرر سيناء».. بطل أكتوبر يكشف سر وجود مجلة عبرية فى مركز قيادة شارون بجبل القط.. ويؤكد: جولدا مائير طالبت الرئيس الأمريكى بإنقاذ إسرائيل
تحدث اللواء طلعت موسى، أحد أبطال حرب أكتوبر والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وخريج كلية الحربية عام 1964، لـ«اليوم السابع» عن أهم اللحظات التى مرت عليه خلال الحرب.
اللواء طلعت موسى
وقال بطل أكتوبر: «كلفت بعد قيام الحرب، بمهاجمة مركز قيادة شارون فى جبل القط، وكانت الأوامر تقتضى أن يتم الهجوم بشكل سريع وعاجل بعناصر من المشاة الميكانيكا، وبالفعل نفذنا الأوامر»، مضيفا:ً «وجدت بمركز قيادة شارون مجلة عسكرية عبرية لكبار القادة الإسرائيليين، بها بعض التحليلات والموضوعات العسكرية الخاصة بإعداد الحرب».
وأشار إلى أنه كان وقت حرب أكتوبر رئيسا لعمليات كتيبة مشاه ميكانيكى، وأثناء الطابور الصباحى للكتيبة، خرج قائد الكتيبة وطلب جمع ضباط الكتيبة لعقد مؤتمر مع قائد الفرقة، وفى تمام الساعة التاسعة صباحا حضر قائد الفرقة، ووجهه يحمل علامات الفرح، فاستبشر الضباط خيرا، وقال لهم قائد الفرقة: «مبروك يارجالة اليوم سنحرر سيناء والساعة التى ننتظرها منذ ست سنوات قد حانت»، موضحاً أن قائد الفرقة طلب من الجميع ضبط التوقيت، مؤكدا أنه فى الثانية ظهرا ستحلق الطائرات للبر الشرقى، وتتبعها ضربات المدفعية الثقيلة لمدة 53 دقيقة، حيث ستبدأ الكتائب والفرق موجات العبور.
ويوضح اللواء طلعت موسى، أنه فى أقل من 6 ساعات استطاعت فرق النسق الأول اقتحام قناة السويس على مواجهة 170 كم بقوة 80 ألف جندى، مشيرا إلى أن القوات المصرية توقفت على الخط الذى استولت عليه حتى يوم 10 أكتوبر، نظرًا للخسائر الكبيرة التى تكبدتها إسرائيل فى بداية المعركة، مشيرا إلى أن جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل اتصلت بالرئيس الأمريكى يوم 8 أكتوبر، وهى تصرخ «أنقذوا إسرائيل»، وبدأ الإمداد الأمريكى بالدبابات والمعدات التى تم تدميرها عن طريق الجسر الجوى من أمريكا إلى مطار العريش إلى ميدان المعركة مباشر.
وأكد بطل أكتوبر أن الامدادات الأمريكية للإسرائيليين، دفعت القوات المصرية لوقفة تعبوية لمدة أربعة أيام لضمان ثبات وتعزيز رؤوس الكبارى عن طريق استكمال أعمال التجهيز الهندسى لتوفير الوقاية للقوات، بالإضافة لإتاحة الفرصة لانتقال عناصر ووحدات الدفاع الجوى إلى شرق القناة وإجراء التجهيز الهندسى الملائم لها لتوفير الحماية للقوات أثناء القتال، وضمان تحقيق الاتزان الاستراتيجى فى المسرح بفضل وجود الأنساق الثانية للجيوش الميدانية واحتياطات القيادة العامة غرب القناة، وإعادة تنظيم القوات.
وأكد اللواء طلعت موسى، أن أبرز الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تلاحم الشعب والقوات المسلحة، وهو ما ساعد على تحقيق النصر فى أقل وقت ممكن، مؤكدا أن جهود الدولة المصرية توحدت بكل مؤسساتها وتناسى الشعب كافة السلبيات الموجودة لتحقيق الهدف، حيث شهدت تلك الفترة أروع الملاحم الشعبية وتناغما بين القيادة السياسية والعسكرية.
اللواء ممدوح عطية: القوارب الخشبية وملابس العساكر كانت مطلية بمواد ضد الحرائق خوفا من النابالم.. مدير الحرب الكيميائية الأسبق يحكى قصة استشهاد البطل محمد الخبيرى بـ200 طلقة بعد تفجيره دشمة للعدو
قال اللواء ممدوح عطية، مدير الحرب الكيميائية الأسبق، إن دوره فى حرب أكتوبر، كان إعداد بيان عملى لتدريب الجنود على العبور فى وجود مانع خط بارليف.
اللواء ممدوح عطية
وأوضح قائلا: كان لدينا تصميم قوى على عبور خط بارليف، لذلك تم تدريب الجنود على العبور بقارب مطلى بمادة ضد الحرائق، وكان الجندى يرتدى أوفرول معالجا بمادة كيميائية ضد الحريق، بحيث لو اشتعلت النار به تكون النتائج بسيطة.
وأضاف عطية، أن القوات المسلحة صنعت خوذ الجنود وملابسهم بمادة مضادة للحريق، مع طلاء خشب القوارب أيضا بمادة مضادة للحريق، وتزويد كل قارب بطفاية حريق.
وأكد مدير الحرب الإلكترونية الأسبق، أن التدريب كان يعتمد على إشعال النيران فى غطاء الرأس للجندى وذراعيه الاثنين وظهره وقدميه وحذائه، وتركه ليتدرب على التصرف فى مثل هذه المواقف، قائلا: «وصلنا إلى مستوى إشعال النيران فى 6 أو 7 أجزاء من جسد الجندى، ووصل مستوى الجنود إلى القيام بمهامهم بمنتهى السرعة والقوة والحزم».
وعن فكرة تحويل مجرى القناة لبركة من النيران بسبب أنابيب النابالم.
وأكد «عطية» أن الجيش المصرى كان يعلم ذلك، وكان من أهم المهام الرئيسية بسلاح الحرب الكيميائية تدريب الجنود على حماية أنفسهم أثناء عبور خط بارليف، وبعد تدريبات مستمرة، ومع إصرار الجندى المصرى على عبور واقتحام خط بارليف جاءت النتائج ناجحة بنسبة كبيرة.
وأوضح اللواء ممدوح عطية، أن الفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقتها، كان موجودا باستمرار مع الجنود، يتابع الاقتراحات المقدمة منهم، ويناقش كافة المشاكل وحلولها، وكذلك كافة قادة القوات المسلحة، حيث كانوا يحضرون كافة التجارب، لمعرفة الملاحظات وتلافيها.
وكشف «عطية» أن التجارب كانت تجرى يوميا، بحيث تخرج الكتيبة، للتدريب فى منطقة مماثلة لقناة السويس، وعمل «إشعال تجريبى»، ومع النتائج المختلفة، تمت الاستعانة بمطافئ القوات المسلحة، ومطافئ العتبة، واستخدام عربات برمائية، وتعريضها للنيران، لمعرفة النتائج المترتبة على اقتحام خط بارليف.
وعن أبرز المواقف التى يذكرها فى حرب أكتوبر، أشار إلى أنه أثناء تدريب الجنود على اقتحام مواقع العدو ومعهم قاذف خفيف، كان هناك موقع قوى للعدو يطلق مدفع رشاش على جنودنا ويسبب خسائر فادحة، ولكن كان هناك شهيد يدعى محمد الخبيرى تقدم ولم يهب الموت، وجه قاذف اللهب وأطلق ثلاث قذائف للعدو وتمكن من تفجير الدشمة بما فيها من متفجرات ومات كل من بها، وما بين تهليل الناس وتكبير الجنود المصاحبين وتمكنهم من العبور، صعدت روح محمد الخبيرى واستشهد بأكثر من 200 طلقة اخترقت جسده.
البطل إسماعيل بيومى يتذكر «تبة الشجرة».. أهم نقطة حصينة أنشأتها إسرائيل على خط القناة عقب نكسة 67
الإسماعيلية - جمال حراجى
تحتفل مصر بالذكرى الـ44 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة فى جميع المحافظات، كما تحتفل الإسماعيلية بهذه الذكرى العظيمة، وهى إحدى مدن القناة التى شهدت هذه المعركة، واختلطت رمال أرضها ومياه قنالها بقطرات الدماء الطاهرة لجنود وضباط قواتنا المسلحة الباسلة، ومازالت هناك شواهد كثيرة منها «تبة الشجرة» تحكى للأجيال القادمة عن بسالة الجندى المصرى وعظمة القوات المسلحة التى قهرت المستحيل، ومازال التاريخ يحكى عن خط بارليف المنيع، وكيف استطاع سلاح المهندسين بالجيش الثانى الميدانى هدمه والعبور منه إلى شرق القناه، لتبدأ ملحمة جديدة من الإنتصارات، أذهلت العالم وحتى هذه اللحظة مازالت قيادات العدو فى حيرة من أمرها، كيف حدث هذا؟
تبة الشجرة
وتقع تبة الشجرة على بعد 10 كيلومترات من مدينة، وتسطيع أن تصل إليها عن الطريق معدية نمرة 6 بحى أول الإسماعيلية، وتظهر لك وأنت فى عرض القناة، وعلى بعد كيلو متر تقريبا، تكون قد وصلت إلى أهم نقطة حصينة أنشأتها إسرائيل على طول خط بارليف عقب نكسة عام 1967.
ويقول المقاتل إسماعيل بيومى، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة الذى فقد زراعة وعينة أثناء الحرب، أنه كان اختيار إسرائيل لذلك الموقع تحديداً، لأنه يرتفع عن سطح قناة السويس بواقع 74 متراً، فيمكن من خلاله رؤية خط بارليف على طول مجرى القناة.
ويشير بيومى إلى أنه، أثناء حرب السادس من أكتوبر، فى اليوم الثالث على بداية المعركة، تقدمت قوات من الجيش المصرى، للسيطرة على الموقع، وبعد قتال عنيف مع القوات الإسرائيلية، استطاعت القوات المصرية الاستيلاء عليه، وتدمير عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية، وأن سبب تسمية الموقع بهذا الاسم، أنه أثناء تصوير الطيران المصرى للموقع، تم اكتشاف هيكل الموقع الذى تبين أنه على شكل جذوع الشجر، لكن إسرائيل كانت تطلق عليه رأس الأفعى المدمرة.
ويتابع بيومى، عقب الدخول من الباب الرئيسى للموقع، تنتشر على اليمين واليسار، مجموعة من الدبابات والسيارات، التى تم تدميرها أثناء اقتحام القوات المصرية للموقع، كما يوجد 3 مواقع للألغام ما زالت كما هى حتى الآن.
ويحتوى الموقع الحصين على خندقين، الخندق الأول يضم من الداخل على مجموعة من الغرف، لضباط الأمن، وغرفة لضابط مخابرات، وغرف لإستقبال الاتصالات والإشارات الواردة من النقط الحصينة على خط بارليف أو استقبال الإشارات من تل أبيب تحتوى الجدران على مجموعة من الصور لعدد من القادة الإسرائيليين فى ذلك التوقيت، كان أبرزهم رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير وموشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى وقت حرب السادس من أكتوبر، وحاييم بارليف، صاحب فكرة بناء خط بارليف.
أما الخندق الثانى، فهو يشتمل على 6 غرف مبيت للضباط، ومطبخ لتحضير الطعام، وغرفة لتناول الطعام، وعيادة طبية، كما يوجد وحدة تكييف مركزية داخل الحصن.
خيرى شريف.. شاهد على ملحمة «بيت العنصرة»
السويس - سيد نون
مازالت ذكريات مقاومة السويس للاحتلال فى حرب أكتوبر 1973 ليست فقط فى الذاكرة، ولكن توجد منازل أثرية شاهدة على العدوان الاسرائيلى وسقط أجزاء منها بسبب العدوان الذى تعرضت له محافظة السويس، ومن بين هذه المنازل هو بيت الـ«عنصرة» التى سقطت أجزاء من جدرانه خلال الحرب ومازال موجودا بكورنيش السويس القديم أو كما يطلق عليها منطقة الخور.
والخور أو الكورنيش القديم بالسويس هى أقدم منطقة أثرية بمدن القناة وتضم 10 قصور ومنازل أثرية مر على بنائها أكثر من 200 عام وتاريخها يعود إلى ما قبل إنشاء قناة السويس.
وخلال حروب 1967 و1973 تعرضت محافظة السويس لسلسلة من الهجمات العدوانية قام بها العدو الإسرائيلى الذى استهدف السويس باستمرار بطلقات المدفعية الثقيلة وانتهت بالعدوان على المحافظة ومحاولة احتلال السويس فى عام 1973، وأخيرا بانتصار الجيش المصرى والمقاومة الشعبية على العدو الإسرائيلى فى 24 أكتوبر 73.
وعلى جدران بيت الـ«عنصرة» مازالت آثار الطلقات الخاصة بالمدافع والبنادق موجودة على الجدران، شاهدة على ملحمة بطولة وفداء قدمها الجيش المصرى والمقاومة الشعبية بالسويس.
وتاريخ بيت الـ«عنصرة» شهد استضافة نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية الذى أقام فى بيت الـ«عنصرة» لمدة 12 يوما، كما أن المنزل استقبل أحمد عرابى باشا عندما عاد من المنفى وأقام به.
وقال خيرى شريف، أحد سكان منطقة الكورنيش القديم، إن عمرى الآن 70 عاما، وقد شاهدت بنفسى خلال حرب أكتوبر كيف أن القذائف التى أطلقها العدو الإسرائيلى أصابت بيت الـ«عنصرة» خلال الحرب، وتسببت فى سقوط جدران من المنزل وخاصة أسقف المنزل من الداخل.
وأكد خيرى، أنه إلى اليوم مازالت آثار القذائف والرصاص موجودة داخل المنزل وبجدرانه من الخارج، شاهدة على أعظم ملحمة.
وقال الباحث فى تاريخ السويس أنور فتح الباب، إنه فى كتاب وصف مصر كان مدونا به أن قائد الحملة الفرنسية على مصر نابليون بونابرت أقام فى بيت الـ«عنصرة» لمدة 12 يوما، كما أقام قيادات وعلماء الحملة من مهندسين كانوا يقيمون فى بيت المساجيرى المجاور لبيت الـ«عنصرة»، هذا بجانب أن أحمد عرابى باشا عندما عاد من المنفى اتخذ من بيت الـ«عنصرة» مقر إقامة له.
الحاج وحيد يكشف سر «شفرة النوبة».. الصول أحمد إدريس صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية فى إرسال الاشارات
أسوان - عبد الله صلاح
تحتفل مصر بالذكرى 44 لنصر أكتوبر المجيد الذى يخلد معه بطولات المصريين فى حرب 73 التى قهرت الكيان الإسرائيلى، وفى كل عام من الذكرى يفتخر أبناء النوبة باستخدام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، للغتهم النوبية فى شفرات الإرسال خلال الحرب.
الصول أحمد إدريس
واللغة النوبية، حسب ما ذكره العم محمد صبحى، مرشد سياحى نوبى، هى لغة نيلية صحراوية، تنتمى إلى عائلة اللغات الأفريقية، ويتحدثها سكان جنوب مصر ومناطق شمال وغرب السودان، وعدد الناطقين بها حوالى 11 مليون نسمة، موزعين بين السودان ومصر.
وقال الحاج وحيد محمد يونس، أحد المؤرخين لتاريخ النوبة القديمة، «لعبت المخابرات العامة والحربية دورا مهماً فى معرفة أعداد القوات الإسرائيلية وانتشارها بطول الجبهة والسلاح الذى تحصنت به، وجوانب من خططها العسكرية المختلفة ومواقع النقاط الحصينة لديها، ولكن كانت هناك مشكلة فى تغيير شفرات الاتصالات اللاسلكية بين الوحدات والقيادة العامة، خاصة بعد تصنت الإسرائيليين عليها وكشفها خلال الفترة مابين أعوام 67 وحتى بداية 73، وباتت مشكلة الشفرة تشغل عقل الجيش المصرى، وأصبح الوصول إلى لغة جديدة لا يعلمها الإسرائيليون هى الحل الذى يمكن الاعتماد عليه فى حالة الحرب».
وكشف الحاج وحيد، أن الصول «أحمد محمد أحمد إدريس»، ابن قرية توماس وعافية، بالجيش المصرى، صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية فى إرسال الإشارات، التى سبقها فكرة المواطن النوبى «حسين عبده حسين»، الذى كان يعيش فى الإسكندرية، من استخدام اللغة النوبية للنجاة من حصار الفالوجة فى حرب 48، التى حققت الفكرة نجاحاً تكتيكياً فى تقليل الخسارة خلال الحصار الإسرائيلى فى الفالوجة، قائلا:ً «المقترح قدمه الصول أحمد إدريس فى الجيش آنذاك، ووافق عليه الرئيس الراحل أنور السادات بشدة، خاصة أن السادات كان ضابطاً فى سلاح الإشارة، وبدأت الخطة من خلال وضع جندى نوبى على جهاز الإرسال والاستقبال فى كل وحدة عسكرية، وحتى لا تتفشى معلومات الحرب على الجنود، كان القادة يستخدمون مسميات بديلة لحقيقتها ثم تترجم إلى النوبية عبر الإرسال.
وعن هذه الشفرات، يحكى «وحيد» كانت تسمى الدبابة «نملة» وبالنوبية يطلق عليها «قور»، أو يطلق على الدبابة «تمساح» وبالنوبية تسمى «أولوم»، وكانت تسمى العربات الحربية المجنزرة «ثعبان» ويطلق عليها بالنوبية «اسلانجى»، وتسمى الطائرة بـ«الناموسة» ويطلق عليها بالنوبية «زندنابى»، وكانت هناك أوامر الحروب مثل «أوشريا» يعنى اضرب، و«اوسكو» يعنى تحرك، وغيرها من الشفرات التى كانت تنقل عبر جهاز اللاسلكى بين المجندين النوبيين وتترجم إلى قادة الوحدات.
وطالب الحاج وحيد، بتخليد الموقف البطولى لأبناء النوبة فى حرب 73، من خلال وضع اللغة النوبية ضمن فقرات بانوراما أكتوبر.
عدد الردود 0
بواسطة:
هدير. بركات
النصر بيد الله
ان اللع يحب اذا عمل حدمن عملا ان يتقنه بفضل الله تعالى تمكنت. مصر من مواجهة. الاعداء وذلك بخطةالاذكياء وصاحب القيادة الجيش. والشعب. تمكنت. بكل فخر من طرد اليهود من الاراضي المصرية. لذلك تحيا اسم كل شهيد ضحي في سبيل. بلده وان يرحمهم. فهم احياء عند ربهم يرزقون
عدد الردود 0
بواسطة:
هدىر بركات
الانتصارات المصريين
بفضل الله تمكنت مصر من طرد اليهود من الاراضي المصرية على يد قائد عظيم وعسكر وارادة الشعب تمكنوا من طرد اليهود لذلك من حق كل مصرى ان يحتفل ب٦اكتوبر من كل سنة لانها تعتبر بناء المجد لمصر فتحيا الابطال المصريين والشهداء الذين ضحوا من اجل مصر . اعادوا لنا العزة والكرامة فهم احياء عند ربهم يرزقون
عدد الردود 0
بواسطة:
هدىر بركات
اعادة للمجد
بارادة قوية وعزم استطاع المصريين التخلص من الاعداء واستطاع تدمير خط بارليف رغم الخطورة الشديدة والالغام مما استطاعوا اعادة وبناء دولة قوية امام الاعداء