تعليقًا على خطاب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى ، الذى جاء تحت عنوان "سنقاتلكم حتى لا تكون فتنة بإذن الله"، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن الخطاب يمثل حالة من النوستاليجا التى ينبغى على الظواهرى العلاج منها، حيث يحاول التذكير بأمجاد تنظيم القاعدة المزعومة وما قدمه من تضحيات فى سبيل حركة الجهاد العالمى.
وأوضح مرصد الإفتاء أن الظواهرى يحاول جاهدًا الإبقاء على تنظيمه والجماعات التابعة له كحركة متماسكة رغم أنها بالفعل قد بدأت تتفكك وتنفصم عراها.
وأضاف المرصد أن الظواهرى فى كلمته وجه انتقادًا ضمنيًّا لاذعًا إلى جبهة النصرة التى فكت ارتباطها بالقاعدة وأصبحت تعمل تحت اسم "هيئة تحرير الشام"، نافيًّا أن يكون قد أقال أحدًا من بيعته، ومؤكدًا أن البيعة عقد شرعى مُلزِم ويحرم نكثه، و"نحن نوفى ببيعاتنا، ولا نقيلُ ولا نستقيلُ".
وانتقد الظواهرى رفع شعار "القطرية"، قائلاً إن هذا الشعار أصبح "لا يستحى منه"، واتهم جماعات فى سوريا من دون تسميتها بتكرار تجربة الإخوان المسلمين الفاشلة فى مصر قائلاً: "واليوم نرى من يهرب من مواجهة الحقائق، ويسعى لتكرار نفس الفشل، ويتصور أنه سيصل لكرسى الرئاسة – فى القاهرة أو دمشق– عبر مخادعة أمريكا التى لا تُخادعُ".
وأشار الظواهرى إلى أن "الربيع العربى قد وصل لمحطة الفشل"، وأن طاقة الغضب الشعبية أهدرتها قيادات ضعيفة، وقال إن الغنوشى فى تونس ضعف عن أن يتصدى لقوانين بورقيبة، و"كان يتقرب للغرب بالتنازل المستمر، حتى صار علمانيًّا صريحًا"، كما وصف الإخوان المسلمين فى مصر بأنهم "فئات مستثقلين للبذل ومستعظمين للتصدى للحقيقة"، وأنهم "أصروا على أن يعيشوا كمعارضة مستأنسة.. حتى أوصلوا محمد مرسى إلى قصر الرئاسة كرئيس بلا صلاحية، حتى اصطدموا بالحقيقة التى هربوا منها".
وأشار مرصد دار الإفتاء إلى أن هذا الخطاب ما هو إلا نوع من "النوستاليجا" الذى ينبغى على الظواهرى العلاج منه، حيث ما زال يعزف على أوتار الماضي، ويعيد التذكير بأن تنظيم القاعدة هو راعى حركة الجهاد العالمية،وأنه هو الذى بدأها على يد مؤسسه أسامة بن لادن الذى جمع بعبقريته وبصيرته –على حد زعمه– الأمة للاجتماع على هدف مشترك وتبصرتها بالعدو الحقيقى، زاعمًا أن الحركة الجهادية قفزت قفزات عملاقة فى مواجهة الحملة الصليبية، وأن هدف التنظيم الأول هو التصدى لرأس الكفر العالمى.
وأضاف مرصد الفتاوى التكفيرية أن الظواهرى ما زال يعيش أحلام الحادى عشر من سبتمبر الدموية، التى كان تنظيم القاعدة يعول عليها لأن تكون بداية الصحوة الجهادية المتعاظمة والتى ستصبح علامة فارقة فى تاريخ الأمة، حسب زعمه؛ ولذلك فهو يجد صعوبة فى قبول انشقاق مزيد من الجماعات التابعة له خاصة بعد انشقاق تنظيم داعش ومنافسته له، مما يؤكد مخاوفه من ظهور منافسين آخرين لقيادة حركة الجهاد العالمى المزعومة وسحب البساط من تحت قدمه ويكون فى آخر قائمة التنظيمات التى تدعى أنها جهادية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة