مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها "صرح عالمى" لتعليم لغة القرآن للطلبة الوافدين..تخرج منه أكثر من 9 آلاف من 20 جنسية..حصل على المركز الأول كأفضل مبادرة تعليمية.. وقريبا فرعين بروسيا وماليزيا

الأزهر الشريف مؤسسة عظيمة لها تاريخ عريق، ولها محاولات جادة فى نشر الإسلام وتعليم العربية للمسلمين فى شتى بقاع الأرض؛ لذلك ينظر العالم الإسلامى إلى الأزهر الشريف على أنه حصن للدين واللغة العربية، وأن من أراد من المسلمين أن يتفقه فى الدين ويتعلم العربية - لغة القرآن الكريم والحديث النبوى الشريف والتراث - فعليه أن يأتى إلى الأزهر الشريف؛ ليتلقى فيه العلوم الشرعية ويتعلم العربية.

ولأهمية اللغة العربية بالنسبة للناطقين بغيرها من المسلمين فى التعلم؛ فقد أنشأ الأزهر مركزا لتعليمها بموجب قرار الإمام الأكبر شيخ الأزهر رقم (524) لسنة 2010م، ويتبع هذا المركز مشيخة الأزهر الشريف، وتتولى المنظمة العالمية لخريجى الأزهر إدارته بقرار الإمام الأكبر شيخ الأزهر السابق ذكره.

يقول مدير المركز الدكتور محمود فرج ، إن المركز يستقبل كل عام عددا كبيرا من الطلاب يزيد عن (3000) طالب وطالبة، من مختلف بلدان العالم ينتظمون فى مستويات مختلفة لتعلم العربية، بنين وبنات فى فترات دراسية صباحا ومساء، ويقوم على التدريس بالمركز نخبة من المعلمين المعدين لهذه المهمة، والمتلقين لدورات تدريبية، تساندهم وتباشرهم لجنة علمية متخصصة ممثلة فى إدارة المركز التعليمية، وذلك تحقيقا لرؤية المركز ورسالته.

ويفد إلى المركز كثير من الدارسين من جنسيات متعددة، وهؤلاء الوافدون من الدارسين الكبار الذين يحتاجون إلى برنامج خاص فى تعلم اللغة العربية ليس فقط لأغراض حياتية؛ بل لأغراض أكاديمية ودينية، وقد سبق لهؤلاء الدارسين أن مروا فى بلادهم بخبرات لغوية تركزت فى العربية المكتوبة (القراءة)، ومن ثم فهم يحتاجون فى البداية إلى التركيز على تنمية التواصل الشفوى (الاستماع والتحدث)، ولذلك يمكننا القول بأن هؤلاء الدارسين تعلموا عن اللغة ولم يتعلموا اللغة، وهم يفدون إلى المركز لتعلم اللغة العربية لأغراض دينية.

ويهدف المركز إلى الوصول بالدارس الوافد إلى مستوى الكفاءة اللغوية الذى يمكنه من تحقيق النطق الصحيح، والفهم الجيد، والسرعة المناسبة فى أداء المهارات اللغوية؛ وهذا يقتضى أن يفهم الدارس حين يسمع، وأن يكون قادرا على المناقشة فيما يستمع إليه، وأن يقرأ بفهم ما يقدم له من مواد تعليمية، وأن يكتب ما فهم من هذه المواد التعليمية.

وأشار إلى أن المركز يقوم بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وقد جاءت الفكرة عندما لاحظ الإمام الأكبر حين كان رئيسا لجامعة الأزهر رسوب الكثير من الطلاب الوافدين غير الناطقين للعربية خاصة بالسنة الأولى أكثر من مرة؛ وذلك لعدم تمكنهم من اللغة فهما وسماعا وتطبيقا فوجه فضيلته بعمل دراسة محكمة للوقوف على أسباب الرسوب والتأكد من ذلك ولما اتضحت الرؤية جاءت فكرة الإمام الأكبر لإنشاء مركز للغة العربية لغير الناطقين بها وقد تخرج على مدار الخمس سنوات الماضية - والتى عمل فيها المركز- أكثر من 9 آلاف طالب وطالبة من أكثر من عشرين جنسية.

من جانبه يقول السيد أسامة ياسين، نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، إن مركز الأزهر مركز عالمى لتعليم الفصحى لغير الناطقين بها طبقا لمعايير الجودة العالمية لتعليم اللغات الثانية، ويوفر أفضل العناصر من الهيئة التدريسية والخبراء المؤهلين لتنفيذ أحدث المناهج والمواد التعليمية وتطبيقها؛ باستخدام أفضل مداخل للتدريس وطرائقه وفنياته، وتفعيل الوسائط والتقنيات التعليمية الحديثة، وذلك استهدافا لتمكين الدارسين من اللغة العربية استماعا وتحدثا وقراءة وكتابة بالمستوى الذى يؤهلهم للدراسة بالأزهر الشريف، ولاستعمال اللغة العربية مع أبنائها فى شتى مجالات النشاط الإنساني، ويسهم المركز فى إعداد اختبار كفاءة لغوية وبرامج تعليمية إلكترونية.

رسالة المركز

1-ـ إعداد دارس متمكن من مهارات اللغة العربية الفصيحة ـ استماعا وتحدثا وقراءة وكتابة

2-ـ تأهيل الدارس لمتابعة الدراسة بكليات جامعة الأزهر الشريف

3-ـ إعداد مواد تعليمية أساسية تتمثل بشكل رئيس فى كتاب أساسى يصدر باسم الأزهر الشريف

4-ـ إعداد مواد تعليمية مختلفة تتعدد بتعدد الجنسيات واللغات والأغراض

5-ـ استخدام تقنيات التعليم والتعلم الحديثة داخل المركز وبرامج إلكترونية

6-ـ إعداد اختبارات علمية منضبطة للقبول ولتحريك المستويات وإنهائها

7-ـ إعداد اختبار دولى فى الكفاءة اللغوية (اختبار معيارى موحد)

8-ـ إعداد برامج تدريبية للمعلمين الراغبين فى تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والمعدين لذلك

أهداف المركز

1-ـ تأهيلُ الدارسينِ الوافدين للدراسةِ  بالأزهرِ لغويا وعلميا وإعدادُهم للالتحاق بكلياتِ جامعةِ الأزهرِ الشريفِ.  

2-ـ تعليمُ اللغةِ  العربيةِ لمن يرغبُ  فى تلقى العلوم الشرعيةِ دونَ الارتباطِ بمنهجٍ معينٍ

3-ـ تعليمُ مَنْ يِرْغَبُ فى تعلمِ العربيةِ الحياتيةِ اليوميةِ  وكذلك لأغراضٍ خاصة "سياسيةٍ  وسياحيةٍ  وتجاريةٍ وغيرِ ذلك".

4- التنميةُ المهنيةُ لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ؛ حيثُ خَطَّطَ المركزُ برنامجا تفصيليا للتدريبِ النظرى والعملى لمعلميه ولمَنْ يرغبُ فى تعميقِ  خبراتِه فى مجالِ تعليمِ اللغةِ العربيةِ لغير الناطقين بها من غيرِ معلمِيه، ويقومُ على تنفيذِ هذا البرنامجِ خبراءُ متخصصون فى هذا المجالِ

مستويات المركز وبرنامجه التعليمي

أ ـ يقسم البرنامج إلى ثلاثة مستويات هى

1ـ المستوى المبتدئ

2ـ المستوى المتوسط

3ـ المستوى المتقدم

على أن يتضمن كل مستوى من هذه المستويات الثلاثة مستويين (الأول، والثاني)

ب ـ مدة الدراسة بهذه المستويات تسعة أشهر، يخصص لكل مستوى منها ثلاثة أشهر، ويفرد شهر عاشر يهيأ فى الدارسون لغويًّا لنوعيات التخصص التى سيلتحقون بها فى الجامعة.

شروط القبول والقيد والدراسة

 يقبل المركز الطلاب الملتحقين بجامعة الأزهر لدراسة البرنامج الرئيس بعد تأديتهم امتحانا لتحديد المستوى؛  يدرس الطالب فى ضوئه فى المستوى المناسب له، كما يقبل الطلاب الراغبين فى تعلم اللغة العربية من غير الملتحقين بجامعة الأزهر بعد تأديتهم - أيضاً - امتحان تحديد المستوى.

نظام الدراسة ومستوياتها

الدراسة بالمركز عشرة أشهر، غير مرتبطة بمواعيد الدراسة فى مؤسسات التعليم العامة والجامعية، وهى ذات طابع خاص، خاضعة لإقبال الطلاب، وعقد امتحانات القبول وتحديد المستوى، ولذا فهى ليست عشرة أشهر لكل الطلاب، بل هى لمن يلتحقون بالمستوى المبتدئ الأول، وتتدرج نقصا طبقا للمستوى الذى سيلتحق به الطالب.

يبقى الطالب فى المستوى لمدة شهر ونصف، فى نهايته يعقد له امتحان مستوى، وفى ضوئه، إما أن يلتحق بمستوى أعلى أو يبقى فى مستواه.

وخصص الشهر العاشر لما يسمى بالمستوى المتميز، الذى نقدم فيه للدارس مواد تعليمية مرتبطة بالتخصص الذى سيلتحق به فى كليات جامعة الأزهر، ويهيئونه للدخول فى هذه المواد.

إمكانات المركز

يشغل المركز مبنى يشتمل على تسع عشرة حجرة دراسة، ثلاثة معامل صوتية، حجرتى تدريس مصغر، قاعة لاستراحة المعلمين، قاعة استراحة للطلاب وأخرى للطالبات، قاعة الشيخ زايد للمؤتمرات العلمية.

الجوائز والتقديرات

على الرغم من أن المركز مؤسسة وليدة فى ميدان تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ حيث تجاوز عمره الخمس سنوات بقليل، إلا أنه أصر على المشاركة فى مسابقة مؤسسة الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ولقد توجت أنشطته ومجهوداته بأن نال المركز الأول كأفضل مبادرة تعليمية فى مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها فى مسابقة دبى الدولية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

رؤية مستقبلية للمركز

فى التخطيط المستقبلى للمركز وُضِع فى الاعتبار ـ استكمالا لرؤيته ـ إنشاء برنامج متخصص لإعداد معلم للغة العربية لغير الناطقين بها يمكن أن يلبى متطلبات الإقبال على تعلم العربية فى شتى أنحاء العالم (برامج لتعليم اللغة العربية عن بعد).

ويعمل المركز حاليا على تنفيذ برنامج عن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها عن بعد، خاصة أنه أنجز اختبارات لتحديد المستوى للتعليم عن بعد لعدد من الراغبين فى الدراسة عن بعد.

ويسعى المركز جاهدا إلى إعداد سلسلة فرعية تستهدف تعليم اللغة العربية لأغراض خاصة "دبلوماسية، واقتصادية، وعلمية، وطبية، وسياحية، وأمنية".

ويخطط المركز فى هذه الآونة لافتتاح فرعين للمركز داخل الجمهورية، أحدهما بالوجه القبلي، والثانى بالوجه البحري، لاستيعاب الراغبين من الدارسين الوافدين بالجامعات الأخرى، لحمايتهم من التيارات المنحرفة، ولتحصينهم بالثقافة الأزهرية والفكر الوسطى الأصيل،كما تعاقد مؤخرا على افتتاح فرعين خارج جمهورية مصر العربية بروسيا وماليزيا.