أكد موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، على أهمية احترام الموقف الأفريقى الموحد لدعم السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو، وقال أنها لا تمثل مصر فقط بحضارتها وثقافتها وإنما القارة الأفريقية بأكملها، لافتا إلى أن مشيرة خطاب تتمتع بخبرات كثيرة تجعلها جديرة بالموقع، وقال إن هناك دعم أفريقى كامل للسفيرة بما تمثله من خليط ثقافى يجمع العرب وأفريقيا بما يجعلها جديرة حقا بالفوز بهذا المنصب.
وحرص فَقِيه على الحضور خصيصا لباريس لدعم مرشحة القارة الافريقية، من خلال حضور اجتماع المجموعة الأفريقية باليونسكو، وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى على أهمية اليونسكو للعالم والقارة الأفريقية، وقال إن التعليم والعلوم والثقافة تعد مجالات مهمة جدا للقارة.
وأضاف فقيه فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من العاصمة الفرنسية باريس، أن الدول الأفريقية تقف خلف مشيرة خطاب، خاصة أن قمة الرؤساء الأفارقة اعتمدتها كمرشحة عن القارة، وقال "علينا بل من واجبنا كدول أفريقية وعددهم 17 دولة أعضاء فى المكتب التنفيذى أن نصوت لمشيرة خطاب بالإجماع، وأنا متأكد أن الرؤية التى تمتلكها وما لديها من خبرات سيجلب لنا الكثير من الدول الصديقة الداعمة لترشيحها".
وردا على سؤال حول تشكيك البعض فى تصويت دول أفريقية بعينها ضد الإجماع الأفريقى، قال فقيه: "أنا أظن فى الناس الخير، لأن قرار دعم مشيرة خطاب تم اتخاذه على أعلى مستوى، وصراحة علينا أن نلتزم بقرارات القمة الأفريقية، وصراحة أنا متفائل وواثق ومتأكد من أن الدول الأفريقية أن الدول الأفريقية ستصوت لصالح مشيرة خطاب".
وشدد موسى فقيه على أهمية اليونسكو للقارة الأفريقية، وقال إن "لها دور مهم فيما يخص التعليم والثقافة والعلوم، وكلها أمور نحن فى حاجة لها، خاصة فى مسألة التعليم، ونحن لدينا عدد كبير من الشباب فى القارة يمثلون قرابة الـ60٪ من القارة وهم بحاجة للتعليم والتأهيل والتدريب المهنى، ليجدوا فرص العمل، ولمواكبة التطور الذى تشهده القارة حاليا، واعتقد ان اليونسكو حينما تكون مشيرة خطاب المدير العام لها وباعتبارها من نفس البيئة ومتحمسا أيضا لقضايا القارة، بجانب دورها العالمي، ستساعد كثيرا القارة فى تحقيق هذه الأهداف لمعرفتها بالوضع فى القارة".
وأضاف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى: "مشيرة خطاب ستساعدنا كثيرا، ونحن فى الاتحاد الافريقى سنتعاون معها فى هذه الأمور الأساسية خاصة التعليم والثقافة والعلوم، وهى كلها أهداف مدرجة على أجندة 2063 للقارة الأفريقية، وهى الأجندة التى تعبر عن الهوية الأفريقية، خاصة أن التعليم والتأهيل المهنى هى قضايا محورية ومن أولويات القارة، لذلك أستطيع التأكيد ان مشيرة خطاب وهى فى اليونسكو ستكون حليف طبيعى لتنفيذ أجندتنا".
وحول العلاقة بين مصر والاتحاد الأفريقى، قال موسى فقيه أن مصر دولة مؤسسة للاتحاد ودورها محورى ومعروف تاريخيا، وهى دولة عظمى فى القارة ولها تأثير قوى فى العلاقات الدولية، مشيدا بالدور الذى يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسى لخدمة قضايا القارة.
وعقدت منذ قليل المجموعة الأفريقية فى اليونسكو اجتماعا بمقر المنظمة بباريس لدعم ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام المنظمة، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية الذى وجه الشكر لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى لحرصه على الحضور إلى باريس لدعم موقف المرشحة السفيرة مشيرة خطاب، وقال أن مصر حكومة وشعبا يتوجهون بالشكر للدول الأفريقية على دعمها القوى والفعال للسفيرة مشيرة خطاب، مشددا على أهمية الموقف الافريقى الموحد الذى نجح مؤخرا فى وصول مرشح اثيوبيا تواضروس ادهانوم الى منصب مدير هام منظمة الصحة العالمية، وقال لولا التلاحم الافريقى ما استطاع المرشح الاثيوبى ان يفوز، وهو الامر الذى يعكس أهمية التوحد الافريقى خلف مرشح معين تختاره وتؤيده القارة الافريقية.
وتناول شكرى فى كلمته للدور الذى تقوم به مصر لدعم المواقف الأفريقية سياسيا واقتصاديا، خاصة خلال المشاركات المصرية فى الفعاليات الدولية مثل قمة العشرين أو قمة البريكس وغيرها من الأنشطة الدولية التى شاركت بها مصر.
وحضر اللقاء مندوبو الدول الأفريقية الـ17 الأعضاء بالمجلس التنفيذى لليونسكو، السفير محمد العرابى مدير حملة السفيرة مشيرة خطاب، والسفير إيهاب بدوى سفير مصر بباريس ومندوبها الدائم لدى اليونسكو، والسفير أحمد ابو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية .
وتمتلك القارة الأفريقية حصة حاكمة داخل المجلس التنفيذى لليونسكو، فمن بين 58 دولة عضو بالمجلس، يوجد 17 دولة أفريقية من بينهم مصر، وثلاث دول عربية أخرى هى السودان والجزائر والمغرب، بالإضافة إلى ثلث دول عربية تمثل القارة الآسيوية وهم لبنان وسلطنة عمان وقطر.
من جانبه، قال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم الخارجية، أن الاجتماع هدف إلى تنسيق المواقف فى إطار الدعم الأفريقى لترشيح الوزيرة مشيرة خطاب قبل يومين من بدء الانتخابات لاختيار مدير عام اليونسكو، وذلك تنفيذاً لقرارى الزعماء الأفارقة خلال قمتى الاتحاد الأفريقى فى كيجالى فى يوليو 2016 وفى أديس أبابا فى يوليو 2017 باعتماد الوزيرة مشيرة خطاب كالمرشحة الرسمية والوحيدة للقارة الأفريقية.
وأعرب وزير الخارجية خلال الاجتماع عن تقديره لهذا الموقف المؤيد والمساند للمرشحة المصرية، مؤكداً على أهمية التحرك الأفريقي الجماعي في هذا التوقيت الهام في ظل احتدام المنافسة، ومنوهاً إلى أن الدور الذى يلعبه المندوبون الأفارقة في الترويج للمرشحة الافريقية سيمثل أحد أهم مصادر قوة المرشحة المصرية والأفريقية خلال عملية التصويت. كما أعرب شكرى عن تقديره لتواجد موسى فقيه رئيس المفوضية الأفريقية في باريس لمساندة المرشحة المصرية والأفريقية فى هذا المرحلة، الأمر الذى يعكس التزام كامل من جانب المفوضية الأفريقية بتنفيذ قرارات الزعماء الأفارقة.
وأضاف أبو زيد، أن الاجتماع تناول سبل التحرك خلال الفترة المقبلة، خاصة أن المجموعة الأفريقية تعد المجموعة الأكبر داخل المجلس التنفيذي لليونسكو، وتضم سبعة عشر دولة من أصل ثمانية وخمسين دولة عضو بالمجلس، حيث تم التشديد على أن التحركات والاتصالات الأفريقية خلال الأيام القادمة ستكون أحد أهم العوامل الأساسية فى ترجيح كفة مشيرة خطاب للمنصب، لاسيما مع بدء مرحلة التربيطات الانتخابية.