الرابحون والخاسرون من قمة سلمان ـ بوتين.. إيران على رأس المتضررين من تنامى العلاقات الروسية ـ السعودية.. وسوريا و"إس 400" كلمة السر.. والرباعى العربى يكسب طرفا مؤيدا فى صراعه مع تنظيم الحمدين الإرهابى

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 03:00 م
الرابحون والخاسرون من قمة سلمان ـ بوتين.. إيران على رأس المتضررين من تنامى العلاقات الروسية ـ السعودية.. وسوريا و"إس 400" كلمة السر.. والرباعى العربى يكسب طرفا مؤيدا فى صراعه مع تنظيم الحمدين الإرهابى لافتات ترحيب بالعاهل السعودى الملك سلمان فى روسيا
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أفرزت القمة الروسية ـ السعودية التى عقدت فى العاصمة الروسية موسكو توقيع عدد من الاتفاقات التجارية والعسكرية بين البلدين، لكن تداعياتها ودلالاتها على المستوى الإستراتيجى تفوق بأشواط تلك الاتفاقات التى وقعها زعيما البلدين، ومن المؤكد أن هناك حسابات للخاسرين والرابحين على خلفية تصاعد مؤشر تنامى العلاقات بين الدولتين اللتين تعدان أكبر منتجتين للنفط على ظهر كوكبنا.

 

كيف تنظر إيران إلى القمة؟

فمن المسلم به أن صناع السياسات بالإدارة العليا فى العاصمة الإيرانية طهران راقبوا وقائع القمة السعودية ـ الروسية وتتبعوا نتائجها، إذ إن حالة التنافس الإيرانية ـ السعودية تعنى أمرا رئيسا وهو أن أى تقارب لأى منهما مع أى من القوى الكبرى يعنى خصما فوريا من رصيد الطرف الآخر على المستوى الإستراتيجى.

الرئيس الروسى بوتين والعاهل السعودى سلمان
الرئيس الروسى بوتين والعاهل السعودى سلمان

 

والآن وقد زار الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود العاصمة موسكو كأول ملك فى تاريخ بلاده يقوم بالرحلة ذاتها إلى بلاد الدب الروسى؛ فإن إيران تعد على رأس الخاسرين من هذه الزيارة لعدد من الاعتبارات، على رأسها التنسيق السعودى ـ الروسى فى ملفات العراق واليمن وسوريا.

 

وفيما يتعلق بسوريا تحديدا، يمكن القول، إن إيران أكبر المتضررين من الانخراط العسكرى الكلى فيها، لأن وجود رسيا فى دمشق يعنى أن موسكو هى اللاعب الرئيس وصاحب اليد العليا وليس إيران كما كان الوضع قبل الدخول الروسى العسكرى فى الأزمة، وعليه فإن أى تنسيق روسى مع طرف إقليمى فى هذا الملف يعنى تضاؤل وانكماش المساحة الإيرانية فى المسألة.

 

وللدلالة على أهمية المسألة السورية فى المباحثات، نوهت مراكز الدراسات الروسية إلى أن ثقل المملكة العربية السعودية فى القضية السورية يستمد وجاهته من كونها أحد أقطاب المذهب السنى فى المنطقة، وبالتالى فإن لها كلمة مؤثرة على الجماعات المعارضة للرئيس السورى بشار الأسد، الذى تستهدف روسيا إبقائه كجزء من مستقبل سوريا على الأقل فى المديين القريب والمتوسط.

 

على المستوى العسكرى أعلن الجانبان الروسى والسعودى عن بيع منظومة صواريخ "إس 400" الأكثر تطورا فى الترسانة العسكرية الروسية، إلى الرياض، فى الوقت الذى لا تملك فيه إيران مثل تلك المنظومة، حتى بعد حصولها على منظومة "إس 300"، ما يعنى أن موسكو تفضل الرياض على طهران فى العلاقات العسكرية وتريد تمييزها عن غريمتها التقليدية فى الإقليم.

 

الرباعى العربى يربح

الأمر الأهم أن التنسيق السعودى ـ الروسى يصب بالتأكيد فى خانة الرباعى العربى الذى دعا إلى مواجهة الإرهاب، خاصة أن الأزمة القطرية ما تزال عالقة وما يزال الساسة القطريون متشبثون بمواقفهم معتقدين أن الوجود العسكرى التركى ـ الإيرانى قادر على إطالة أمد الأزمة وبالتالى حلحلتها تلقائيا.

الرئيس بوتين استقبل الملك سلمان فى مراسم رسمية
الرئيس بوتين استقبل الملك سلمان فى مراسم رسمية

 

الدليل على أن روسيا باتت أقرب إلى الرباعى العربى فى مواجهة الإرهاب ما أكده وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، حين قال إن روسيا والسعودية متفقتان على أن محاربة الإرهاب تمثل أولوية بالنسبة للبلدين.

 

وجاءت كلمة الوزير الروسى بعد الحزم البالغ الذى أبداه الملك سلمان بن عبد العزيز فى كلمته إزاء القمة إذ شدد على تمسك السعودية بمكافحة الإرهاب والتطرف، وتجفيف منابع تمويلهما، مذكرا بأن الرياض طرحت مبادرة بإنشاء مركز عالمى لمحاربة هذه الظاهرة، وهنا إشارة ضمنية لا تخطئها عين إلى الدور القطرى فى هذه الناحية.

 

وقد أشار الوزير الروسى سيرجى لافروف، فى مؤتمره الصحفى المشترك مع نظيره السعودي، عادل الجبير، يوم الخميس، عقب المحادثات بين بوتين، وسلمان، إلى أن الزعيمين ركزا، خلال اللقاء بينهما، على كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن والأزمة الخليجية، وهى محل الحديث فى هذا المنحى.

 

اتفاقيات تجارية وعسكرية

ووقع الجانبان الروسى والسعودى مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، ومذكرة تفاهم بين وزارة التجارة والصناعة الروسية ووزارة التجارة والاستثمار السعودية، وخارطة طريق سعودية ـ روسية للتعاون الاقتصادى والتجارى، ومذكرة تفاهم للتعاون فى مجال العمل والتنمية والحماية الاجتماعية، وبرنامج تنفيذى للتعاون الثقافى بين روسيا والمملكة، إلى جانب برنامج تعاون فى المجالات الزراعية.

العاهل السعودى لدى زيارته إلى موسكو
العاهل السعودى لدى زيارته إلى موسكو

 

يأتى هذا فضلا عن مذكرة برنامج تنفيذى للتعاون فى مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بالإضافة إلى عقود لتوريد أنظمة عسكرية ومذكرة تفاهم لنقل وتوطين تقنية تلك الأنظمة فى المملكة، ومذكرة تفاهم لإنشاء منصة روسية سعودية للاستثمار فى مجال الطاقة.

 

وعزز الجانبات تلك الحزمة من الاتفاقات عن طريق توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء منصة للاستثمار فى مجال التكنولوجيا، خاصة أن المملكة العربية السعودية تعد من المقاصد المهمة مستقبليا فى مجال الصناعات التكنولوجية، وأخيرا مذكرة تفاهم خاصة للاستثمار فى مشاريع الطرق والقطارات الخفيفة.

 

على كل حال لا يمكن حصر قائمة الخاسرين على إيران، والرابحين على الرباعى العربى، نظرا لتعدد المستويات التحليلية حول العلاقات الروسية ـ السعودية، فالقائمة قد تطول وقد تنحسر فى جانبى الربح والخسارة، بفعل المتغيرات اليومية على أرض الميدان، فى الملفات العالقة، خاصة تجاه الأزمتين السورية والقطرية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة