بدأ مسئولون أوروبيون جهدا دبلوماسيا لدفع المشرعين الأمريكيين إلى الحفاظ على الاتفاق النووى الإيرانى، وذلك بعد الكشف عن خطط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للإعلان عن استراتيجية أكثر قسوة فى التعامل مع إيران، والتى قد تتضمن إلغاء التصديق على الاتفاق أمام الكونجرس الأمريكى، وفقا لما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقالت الصحيفة، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت، إنه فى الوقت الذى يتوقع فيه أن ينهى ترامب التصديق على الاتفاق الذى يحد من البرنامج النووى الإيراني.. حوّل الدبلوماسيون الأوروبيون من الدول الداعمة للاتفاق تركيزهم على الكونجرس والذى سيكون لديه بعد عدم المصادقة على الاتفاق شهرين للتقرير بشأن ما إذا كان سيعيد العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووى على إيران بموجب عدم تصديق الرئيس أو يستمر فى الاتفاق وفقا لرؤيته الخاصة.
وكانت تقارير إعلامية أمريكية قد نقلت عن مسئولين أمريكيين أن ترامب يعتزم عدم التصديق على الاتفاق النووى مع إيران أمام الكونجرس هذا الشهر.
وقال المسئولين إن ترامب يخطط لأن يعلن، هذا الأسبوع، عن أنه سيشهد بعدم صلاحية الاتفاق الموقع بين الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) مع إيران بشأن الاتفاق النووى للأخيرة، مبررا ذلك بأن الاتفاق ليس فى مصلحة الولايات المتحدة، ملقيا بالقضية للكونجرس الأمريكى المتردد فى هذا الشأن.
ومن المفترض أن يشهد الرئيس الأمريكى أمام الكونجرس كل 120 يوما بأهلية الاتفاق وصلاحيته وامتثال طهران بشروطه، وبالتالى يمدد الكونجرس رفع العقوبات عن إيران بموجب الاتفاق النووى الموقع فى 2015.
ونقلت شبكة "سى إن إن" الإخبارية عن مصادر بالإدارة الأمريكية أن القرار الذى سيتخذه ترامب لن يصل إلى حد "هجر الاتفاق بشكل كامل". وأضافت أنه بسحب الثقة من الاتفاق، فإن ترامب سيلقى بالكرة فى ملعب الكونجرس، الذى سيكون أمامه 60 يوما لتحديد النهج الذى ستتبعه الولايات المتحدة تجاه الاتفاق.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز قد ذكرت فى مؤتمر صحفى، إن ترامب توصل إلى قرار بشأن الاتفاق النووى الإيرانى وسوف يعلنه قريبا.. مضيفة أن "الفريق الرئاسى قدم استراتيجية موحدة يدعمها جميع أعضاء فريق الأمن القومى".
فيما صرح ترامب نفسه خلال اجتماع مع كبار مسئولى الدفاع الأمريكيين، أمس، بأن إيران لم تحترم روح الاتفاق النووي، مؤكدا أنه "يجب ألا نسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية".
وتابع: "النظام الإيرانى يدعم الإرهاب ويصدر العنف والدم والفوضى فى أنحاء الشرق الأوسط. لهذا يجب أن نضع نهاية لعدوان إيران المستمر ومطامحها النووية".
وعما إذا كان سيطلب استمرار الاتفاق النووى أم سينسحب منه، قال: "ستسمعون شيئا عن إيران قريبا جدا".
وتسعى الولايات المتحدة إلى تعديل الاتفاق النووى للوصول إلى ما ترى أنها يهدئ مخاوفها حيال نظام التفتيش على المواقع النووية الإيرانية ورفع بعض القيود على برنامجها النووية بعد 10 أو 15 عام، فضلا عن برنامج الصواريخ الباليستية الخاص بطهران.
ويلقى الاتفاق دعما كبيرا من القوى الدولية الكبرى، وبينها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، فضلا عن الأمم المتحدة التى حث أمينها العام أنطونيو جوتيريش، الشهر الماضي، الحكومة الأمريكية على الحفاظ على الاتفاق، والذى قال إنه "ساهم فى عدم تصعيد مهم فى هذا الوقت، وعامل للاستقرار" مضيفا: "فى رأيى ينبغى على جميع الأطراف فعل كل شيء ممكن للحفاظ على هذا الاتفاق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة