فاتنة كل الأزمان، الجميلة التى لم يستطع الزمان محوها من ذاكرته أو إخفاء سيرتها، ومهما جاء من جميلات وفاتنات تبقى هى بين سيدات كل العصور الأجمل، وتبقى صاحبة أضواء تجذب إليها المؤرخين والعشاق، حتى خلدت أسطورة للجمال فى عالم مازال مفتون بها، إنها كليوباترا السابعة حفيدة، بطليموس المقدونى، وأشهر ملكات العصور القديمة فى مصر والعالم.
تقلدت "كليوباترا" والتى قيادة الدولة البطلمية بعد وفاة والدها بطليموس الثانى عشر، عام 51 قبل الميلاد، وحكمت تباعا مع شقيقاها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر، وابنها بطليموس الخامس عشر، وكانت آخر حكام البلاد من البطالمة المقدونين، خلدت فى التاريخ لتطل علينا بين حين وآخر عبر عمل فنى أو آدبى عن سيرة الملكة الفاتنة، يحاول كشف تفاصيل والغوص فى غموض أشهر ملكات العالم.
مؤخرا أعلن أن الممثليين البريطانيين رالف فينس وصوفى اوكونيدو سيؤديان مسرحية أنطونيو وكليوباترا ضمن أعمال الموسم المقبل للمسرح الوطنى البريطاني، وسيلعب الممثلان دور الشخصيتين الرئيسيتين فى المسرحية التراجيدية الملحمية التى كتبها المؤلف الانجليزى الشهير ويليام شكسبير، وستعرض للجمهور اعتبارا من سبتمبر 2018.
وستجسد اوكونيدو، بطلة فيلم "فندق رواندا"، دور الملكة المصرية بينما سيؤدى فينس، الذى شارك فى فيلمى "هارى بوتر" و"المريض الانجليزي"، دور حبيبها الحاكم الرومانى مارك أنطونيو.
وربما يبقى المسرح الأكثر افتتان بالملكة الجميلة، لكثرة المسرحيات التى تكلمت عنها.
وبحسب دراسة أعدها محمود محمد كحيلة المدرس بكلية التربية النوعية، نشرت بـ"دورية كان التاريخية" الثقافية الإلكترونية، أن أغلب المعالجات المسرحية أرتكزت على كتابات المؤرخ الإغريقى الشهير "بلوتارخوس" كأول من اهتم من البشر بتدوين التاريخ الإنسانى عام 120 م، وكتب عن كليوباترا قائلا "هى أفتن امرأة بين الملكات جميعاً فى الشرق والغرب وقد كان هذا أدعى لأن تجتذب حب اثنين من أشهر رجال العالم العظماء وهما (يوليوس قيصر( و(مارك أنطونيوس).
وتؤكد الدراسة أن "بلوتارخوس" فى الحديث عن كليوباترا يستخدم قاموساً مختلفا تماما عن ذلك الذى يستخدمه فى كلامه عن روما، ومثال ذلك قوله "أرادت كليوباترا أن تعيد الكرة مع القيصر الظافر وأن تفعل ما تفعل بأنطونيوس بعد أن أرسلت من يخبر أنطونيوس بانتحارها، فما كان منه إلا أن انتحر وأرسل من يؤكد لها أن أكتافيوس سيمنعن فى إذلالها إذا تمكن منها فانتحرت"، وبحسب الباحث فإن تلك الكلمات غير البريئة من التحيز كانت هى المصدر الرئيس لكافة الكتابات والإبداعات المسرحية عن كليوباترا، التى أراد دوهعا القوى المسيطر على العالم آن ذاك أكتافيوس قيصر طمس آثارها آملا محو ذكرها لكن خاب سعيه وكتب عنها من المسرحين فقط فرنسيين ووإنجليز ومصريين نصوصا هى "كليوباترا" للكاتب الفرنسى إيتين جوديل وهى مأساة درامية كتبها عام 1552م، وكتب الشاعر الإنجليزى الشهير وليم شكسبير نصان مسرحيان هما "يوليوس قيصر" و"أنطونيوس وكليوباترا"، وكتب المسرحى الفرنسى جان ميريد مسرحية "مارك أنطوان وكليوباترا" عان 1635، وبعدها مقتل قيصر فى نفس العام.
وفى إنجلترا أيضا قدم الشاعر والناقد الشهير جون درا يدان" مسرحية بعنوان "كل شئ يهون فى سبيل الحب" أو "الدنيا فدأ للحب" عام 1677، وقدم المسرحى الإنجليزى فاليرى نصا بعنوان كليوباترا عام 1775، وكتب الإنجليزى الإيرلندى "جورج برنارد شو" نصا بعنوان "قيصر وكليوباترا" عام 1929.
فى مصر قد عنها رائد المسرح العربى الكاتب الكبير توفيق الحكيم مسرحية "لعبة الموت"، وكتب عنها استاذ الأدب اليونانى سعيد حجاج مسرحية بعنوان "كليوباترا"، بالإضافة إلى رائعة أمير الشعراء أحمد شوقى "مصرع كليوباترا"، وقدم أخيرا عرضا مسرحيا على مسرح الهناجر بعنوان "كيلوبطة وأنطوريو" التى تدور فى إطار كوميدى.
السينما أيضا كانت شغوفة بتجسيد وتخليد الملكة المقدونية الشهيرة، حيث ظهرت شخصية الملكة كليوباترا فى السينما الأمريكية، لأول مرة حينما قامت الممثلة الأمريكية - البريطانية إليزابيث تايلور بتجسيد دورها فى فيلم يحكى قصة حياتها عام 1963.
الدراما العربية جسدت شخصية كليوباترا عن طريق الممثلة السورية سلاف فواخرجى بتجسيد دور الملكة كليوباترا فى مسلسل من إخراج زوجها وائل رمضان فى مسلسل يحكى قصة حياتها عام 2010.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة