بعد خمس سنوات على مغادرته منصبه كأول رئيس للمحكمة الجنائية الدولية، تلك المهمة التى تعلقت بتعقب مجرمى الحرب حول العالم، تتكشف حقائق خارج التوقعات عن الأساليب التى اتبعها لويس مورينو أوكامبو فى تعقب المجرمين.
المحامى الأرجنتينى الرفيع وأستاذ القانون الذى تقلد منصبه فى يونيو 2003 وسط آمال دولية بأن تكون الجنائية الدولية سيفا على رقاب مجرمى الحرب ممن يرتكبون الجرائم بحق الشعوب والإنسانية، لجأ إلى نجوم ومشاهير حول العالم لمساعدته فى تنفيذ بعض مهامه.
أنجلينا جولى وأوكامبو
وكشفت رسائل بريد إلكترونى تتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية، ضمن 40 ألف وثيقة حصل عليها موقع ميديا بارت الفرنسى الاستقصائى، واطلعت عليها صحيفة صنداى تايمز، أن أوكامبو تواصل مع مشاهير من هوليوود مثل جورج كلونى وأنجلينا جولى وشون بن وزوجة مؤسس موقع إى باى، الشهير للبيع، لتسهيل مهام عمله.
براد بيت
وأوضحت صحيفة صنداى تايمز، أن رئيس المحكمة الجنائية الدولية السابق، سعى للحصول على خدمات نجم هوليوود، جورج كلونى، للتجسس على الزعيم الليبى السابق معمر القذافى. وبحسب رسائل البريد الإلكترونى فأن أوكامبو لم يتورع قط فى طلب مساعدة الأغنياء والمشاهير لمطاردة مجرمى الحرب فى أنحاء العالم.
جوزيف كونى
وطلب أوكامبو من كلونى، المؤسس المشارك لمشروع يستخدم الأقمار الصناعية للطيران فوق جنوب السودان لجمع الأدلة على جرائم الحرب، للمساعدة فى التحقيق فى الفظائع التى ارتكبها نظام العقيد معمر القذافى فى ليبيا خلال الحرب عام 2011.
جورج كلونى
ودعا أوكامبو شون بين للقاءه فى فندق بنيويورك، حيث سعى للحصول على خدماته فى تحقيق محتمل يتعلق بالصراع الفلسطينى. وكان رد بين وقتها "بينما تتخذ قرارك بشأن فلسطين، فأنا مشغول للغاية بقرار عما إذا كنت أذهب لجلسة بخار فى سبا الفندق".
شون بين
كما كشفت الرسائل أن نجمة هوليوود، أنجلينا جولى، تطوعت للعمل كطعما للإيقاع بأحد أشهر المتهمين بارتكاب جرائم حرب فى أفريقيا، بعدما تواصل معها أوكامبو.
وعرضت جولى، بحسب الموقع الإلكترونى للصحيفة الأحد، الخدمة خلال لقاء مع المدعى العام السابق، لويس مورينو أوكامبو، الذى أراد إرسال جولى إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لمساعدته فى اعتقال أمير الحرب الأوغندى، جوزيف كونى، قبل خمس سنوات.
وجاء فى إحدى الرسائل الإلكترونية، وفق مقتطفات نقلها موقع "بى.بى.سى" عن الصحيفة البريطانية، أن فكرة جولى كانت أن تدعو كونى إلى عشاء ثم يتم اعتقاله، وأن أوكامبو كان يعتزم إيفاد جولى وربما زوجها براد بيت أيضا، ومعهم قوات أمريكية خاصة إلى معقل كونى، الذى يحتجز فيه مئات الأطفال المخطوفين.
وأعد أوكامبو حسب المعلومات المسربة دورا لجولى فى 2012 لمساعدته فى اعتقال كونى، الذى تتهمه المحكمة الدولية بارتكاب جرائم حرب منها القتل والاغتصاب والاستعباد وتجنيد الأطفال قسرا. واشتهر كونى بعدما نشرت صور فيديو عن جرائمه شمالى أوغندا، عندما كان قائدا لجيش الرب.
ونشرت صحيفة "صن" مقتطفات أخرى من رسائل البريد الإلكترونى الخاصة بالجنائية الدولية، حيث كتب أوكامبو يقول "أنسوا أى مشاهير، إنها واحدة فقط.. هى تود الإيقاع بكونى. هى جاهزة وربما براد يرد أن يذهب معها أيضا". ورد جولى فى رسالة لأوكامبو: "براد مؤيد وداعم. لنناقش الأمور اللوجيستية. مع الكثير من الحب".
ورغم تلك الترتيبات إلا أن شئ لم يتم، ففى أحد الرسائل كتب رئيس المحكمة الجنائية الدولية لإنجلينا "عزيزتى إنجى، آمل أن تكونى على ما يرام. أشتقت لك". غير أنها لم ترد، وعندما علم أنها مريضة أرسل رسالة أخرى إلى مساعدها يعترف "أنا أدرك كم أحبها". غير أن المساعدة أبلغته أنها غيرت البريد الإلكترونى الخاص بها.
ولم تقتصر الرسائل عند هذا، فلقد كشفت عن عمل أوكامبو مستشارا لرجل أعمال ليبى وأبرم صفقات مع حسن تتناكى، الذى تبين أنه على علاقة بميليشيا ليبية متهمة بالقتل وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان. وجاء فى الوثائق المسربة أن أوكامبو كان سيتلقى أتعابا بقيمة مليون دولار فى العام، وأجرة قيمتها 5 آلاف دولار يوميا. ويعتقد أن العقد فُسخ بعد ثلاثة أشهر حصل خلالها المستشار على مبلغ 750 ألف دولار.
وأقر الرئيس السابق للجنائية الدولية أنه عمل مستشارا لحسن تتناكى لمساعدته فى حل مشاكل فى ليبيا، من بينها إنهاء الحرب الأهلية هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة