لأننا بشر سنظل نخطئ حتى تقوم الساعة هذه سنة الحياة الدنيا منذ بداية خلق الإنسان وحتى يتوفانا الله واحداً تلو الآخر.
العصمة من الأخطاء مقصورة على الأنبياء والمرسلين والمُخْلَصِين المصطفين رغم أنه حتى الأنبياء كان لبعضهم خطايا وذنوب ولذلك سيقولون نفسى نفسى يوم العرض على الجبار .
لأننا بشر نتجرع الذنوب والآثام يوماً بعد يوم كشرب المياه وفى حقيقتها كمن يتجرع السم البطىء الذى يؤدى نتائجه على المدى البعيد بالغفلة وتحجر القلوب واستسهال المعاصى والذنوب حتى تصبح عادات مقبولة متوافقة مع أهوائهم وميولهم ونزعاتهم الشيطانية .
لأننا بشر بعد ارتكاب الأخطاء والذنوب ننقسم إلى فريقين الأول يتمادى فى اجتراع الأخطاء والثانى يتوب ويرجع إلى ذات الأخطاء .
وفى الحديث المرفوع عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِى صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :
" وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّكُمْ لا تُذْنِبُونَ، فَتَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لَكُمْ، لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، ثُمَّ جَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ، وَلَوْ تُخْطِئُونَ حَتَّى تَبْلُغَ خَطَايَاكُمُ السَّمَاءَ، ثُمَّ تَتُوبُونَ لَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ " .
وفى الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: " كُلُّ بَنِى آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ".هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
ولأننا بشر فالخطأ قرين لنا وربنا سبحانه وتعالى يعلم ذلك علم اليقين عند بدء خلق أدم، وحوار الملائكة فقد قال (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) .
إذا لأننا بشر سنفسد فى الأرض ونخطئ والعاقل فينا من يستغفر ويرجع ويتوب إلى الله فور ارتكاب الذنب والخطأ، أما استسهال الذنب. ويقول هذه صغائر وليست من الكبائر أو أهون الذنوب والأضرار فهنا بداية الاستمرار والتمادى فى طريق الغفلة وضياع الرهبة من القلوب .