انتقد ممثل روسيا الدائم لدى حلف "الناتو"، الكسندر جروشكو، رفض الحلف التعاون مع روسيا حول أفغانستان، واصفا إياه بمن يطلق عمدًا الرصاص على ساقيه.
وقال جروشكو - فى تصريحات صحفية له ببروكسل، أوردتها قناة (روسيا اليوم) - "إن الحديث لا يدور فى الوقت الراهن عن مشاريع جديدة للتعاون بين حلف الناتو وروسيا بأفغانستان، ولا عن استئناف تلك التى نفذت سابقا"، مشيرا إلى أن قمتى الحلف فى واسو وويلز وضعتا حواجز أمام أى مشاريع للتعاون العملى بين روسيا والناتو.
وأوضح أن موسكو قامت بتدريب ما يقرب من 4 آلاف شخص فى مجال مكافحة المخدرات فى أفغانستان وآسيا الوسطى وباكستان ، ولها باع طويل فى هذا المجال، معتبرا رفض الحلف التعاون مع موسكو يمكن وصفه بجلب الضرر للذات، لأن كل دول الناتو تعانى من تهريب المخدرات من أفغانستان، وللتصدى لذلك يجب توحيد جهود كل الأطراف.
وقال "نحن منفتحون للتعاون ولكننا سنواصل تنفيذ بعض البرامج من دون الناتو، ولو أراد التحالف العودة إلى هذه المشروعات المجمدة فسيكون ذلك صعبا نوعا ما لأن دولا أخرى شغلت مكان الشركاء فى مجلس "روسيا - الناتو" وهى تدرك بشكل أفضل الاحتياجات الحقيقية للوضع وعلى دراية أفضل بمصالحها الخاصة".
مبعوث روسي: موسكو لا تنظر للوضع فى أفغانستان بمنظور تنافسى مع واشنطن
وأضاف مبعوث روسيا لدى حلف الشمال الأطلسى، إن روسيا لا تنظر للوضع فى أفغانستان من خلال منظور التنافس مع الولايات المتحدة، مضيفًا - فى تعليق على نتائج اجتماع وزراء دفاع الناتو - "لا ننظر للوضع فى أفغانستان، بالإضافة إلى أوضاع إقليمية أخرى، من منظور التنافس مع الولايات المتحدة، فإنه لأمر ذو أهمية بالغة بالنسبة لنا أن نحصل على سلام دائم على أراضى هذه الدولة، لمنعها من أن تكون مصدرًا للتهديدات الإرهابية والمتطرفة، ولجعل أفغانستان منصة لتعاون دولى واسع"، وفقًا لوكالة أنباء (تاس) الروسية.
وأعرب جروشكو، عن أن روسيا على استعداد للعمل مع أى فرد يشارك نفس أهدافها، وقال إن روسيا تواصل دعمها المباشر لأفغانستان، على الرغم من قرار الناتو لعام 2014 بتجميد كل مشاريع الدعم العسكرى برعاية مجلس روسيا-الناتو، ومن بينها أفغانستان.
وأضاف "نحن مستعدون للتعاون، حتى بدون الناتو، سنواصل بعض برامجنا، وحتى إذا أراد الحلف العودة إلى المشاريع المجمدة، سيكون من الصعب جدًا فعل ذلك لأن بلدان أخرى حلت محل شركاء مجلس روسيا - الناتو"، مشيرًا إلى أن تلك البلدان لديها فهم أفضل للوضع الحقيقى ولمصالحهم الخاصة.
ووصف جروشكو، قرار الناتو بتجميد التعاون مع روسيا بمثابة "تصرف أحمق يعرقل خطط الناتو"، وذلك لأن كل دول الناتو تعانى من تهديد المخدرات الأفغانية، ومجابهة هذا التهديد سيتطلب جهود مشتركة تبذل من جانب كل الأطراف.
