شحات عثمان يكتب : عندما يكون اللعب على أوتار إشباع الغرائز لتدمير الشباب

الأحد، 12 نوفمبر 2017 08:00 م
 شحات عثمان يكتب : عندما يكون اللعب على أوتار إشباع الغرائز لتدمير الشباب تحرش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الغرائز هى تلك القوة الداخلية البيولوجية التى تدفع الفرد إلى فعل سلوك معين بهدف إشباع حاجات إنسانية، وبذلك يتم التخلص من التوتر الناتج عن عدم تحققها، هكذا عرفها معظم المحللين النفسيين والنظريات المختلفة مثل نظرية عالم النفس ( فرويد) ولكى يتم الوصول إلى مرحلة الإشباع نجد أن هناك العديد من الوسائل المباحة والمحرمة التى تتراقص أمام الإنسان فى لحظات النشاط البيولوجى لتلك الغرائز.

من ضمن تلك الغرائز غريزة الجنس، وقد يفترض البعض انها ترتبط بمرحلة عمرية معينة لكن من القراءات السابقة والمصادر المختلفة وبعد البحث يتضح أن تلك الغريزة تبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة وحتى مرحلة الشيخوخة مع الوضع فى الاعتبار انها طوال تلك السنين تصعد وتهبط حتى تبلغ أوجها فى مرحلة المراهقة .

لإشباع تلك الغريزة كما تناولت فى بعض المقالات السابقة كان هناك وسائل وطرق تؤدى إلى تحقيقة وذلك عند الحديث عن الجرائم الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى والانفتاح الغير مسبوق بين الحضارات والثقافات والبيئات الاجتماعية المختلفة حتى أصبح العالم كالقرية الصغيرة وكان الانترنت والفضائيات اهم عناوين الإشباع فى ظل القيود الموروثة إلى حد ما فى مجتمعاتنا الشرقيه وخلفياتنا الروحية .

قبل ما يزيد عن ال 1439 عام قال الذى لا ينطق عن الهوى صل الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم عن ابن مسعود قَالَ : " كُنَّا مَعَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) وبهذه الكلمات الجامعة المانعة ظهرت الأسباب المؤدية لاستثارة تلك الغريزة التى تواجدت فى كل الكائنات الحية عى وجه البسيطة وكذلك علاجها وكبح جماحها، وقليل من يتدبر ويفهم وهذا حالنا .

من الحديث الشريف نلاحظ أن أطلاق النظر وعدم غض البصر ووضع العراقيل الاجتماعية بارتفاع المهور وتكلفة الزواج أمام الراغبين فى الزواج تحت ستار الأعراف والعادات والتقاليد هو تأشيرة الدخول لمرحلة نشاط تلك الغريزة المغروسة فى الأجساد وكان العلاج أيضا من الحديث الشريف بالصوم وهو فريضة لديها القدره على كبح جماح ذاك الفوران العاطفى وتهذيب النفس .

يوماً بعد يوم ومع تطور تلك الوسائل الإعلامية والبعد عن التعاليم والثقافات الروحية أصبح أطلاق النظر وعدم غض البصر درباً من دروب المستحيلات فلم يعد تحريك تلك الغرائز قاصر على الرؤية المباشرة فى محيط الدراسة والعمل والشارع، بل أصبح متاحا بيسر وسهولة عبر تلك الأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة وغيرها، وكان لبرامج التواصل الاجتماعى المنشورة على المنصات العالمية الفضل والريادة فى تدمير المجتمعات والفئات العمرية المختلفة من الطفولة إلى الشيخوخة، هناك الكثير والكثير من الوقائع التى شاهدناها يشيب لها شعر الرأس ولنا أن نتخيل مدى الدمار الذى لحق بالأسر العربية من المحيط إلى الخليج من جراء تلك البرامج .

كتبت فى السابق سلسلة من المقالات تناولت فيها كيف تمكن مروجى برامج التواصل الاجتماعى أو سحرة فرعون عصر العولمة وربما يكون التوصيف فيه إجحاف عند المقارنه من اختراق الحجب وهتك الستائر والأعراض وخدش حياء المجتمعات وهتك بكارة العفة فيما تبقى لدينا من إنسانية، وتحدثت أيضا عن البرامج على الشبكة العنكبوتية وكيف انها اصبحت وسيلة إعلامية رخيصة فى سلب مشاعر الشباب بالضغط على أوتار تلك الغرائز، وتناولت ايضا الجهل الاجتماعى فى التعامل مع كل ما هو وارد الينا من الخارج وكيف أننا أصبحنا نعتقد أننا بعيدين كل البعد عن المحيط الخارجى بمجرد البقاء خلف جدران مغلقة ممسكين بتلابيب تلك الأجهزة .

إن جرائم التهديد الالكترونى والابتزاز من الجرائم الالكترونية أصبحت الآن فى المجتمعات من أعلى نسب الجرائم التى تئن منها أروقة المحاكم ومكاتب المحامين أو تئن منها الأرواح والنفوس عند عدم الإبلاغ عنها خشية الفضيحة فى المجتمعات .

والحديث عن الجرائم الالكترونية بسبب وسائل التواصل الاجتماعى لا يسلم منه الكبير أو الصغير وذلك لسوء ثقافة التعامل مع تلك البرامج وكيفية مهارة سحرة فرعون فى تسويقها فقد فاقوهم بمراحل كبيرة وأصبح المتلقى مجبراً احيانا على مشاهدتها مهما كان حريصاً .

البعد الأخلاقى والروحى العقائدى فى المجتمعات و بقاء بعض ذرات النخوة ربما يكون طوق النجاه لما وصل اليه الحال هذا ما نتمناه لكن حتى هذا الأمر اصبح صعب المنال فالخوف من المجتمع والفضيحة اصبح أهم من الخوف من الله وأصبح سبحانه وتعالى يعتبرونه أهون الناظرين وذلك لأن الله يستر والعبد يفضح .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة