فان جوخ، أكثر فنانى العالم غرابة، اترتبطت به العديد من الألغاز والأسرار، حول حياته وفنه، فبعيدا عن قصة قطع أذنه، وانتحاره، أظهرت مسوحات ضوئية وفحوصات عن طريق المجهر، قام بها متحف نيلسون أتكنز بالولايات المتحدة الأمريكية، وجود حشرة ميتة داخل لوحة "أشجار الزيتون"، والتى رسمها جوخ عام 1890.
لوحة أشجار الزيتون
وأظهرت المسوحات التى أجراها الأمناء بمدينة كنساس الأمريكية لوحة "أشجار الزيتون" وجود حشرة الجراد ميتة داخل اللوحة منذ رسمها عام 1889، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.
وتمكن خبراء الفن من ربط ذلك مع أسلوب فان جوخ فى اختياره للأماكن المفتوحة للرسم، إلا أن الحشرة تفقد أجزاء حيوية من جسمها، مما يشير لكونها كانت ميتة بالفعل عند التصاقها باللوحة بطريقة ما.
فان جوخ
وفينسنت فان جوخ، فنان تشكيلى هولندى، يصنف كأحد فنانى الانطباعية الفنية، 30 مارس 1853، بمدينة زندت الهولندية، ظل يتلقى تعليمه حتى سن 15 سنة، ومن بعدها لم يقدم فى اى جهة دراسية أخرى، سوا فى أحد المؤسسات الفنية، بعد اهتمامه بها، حيث بدأ نشاطه الفنى فى سن السابعة والعشرين.
ارتبطت بـ"جوخ" العديد الألغاز والقصص الغريبة، من بينهما قصة قطع أذنه، وحول ما إذا كانت قطعها بكاملها أم أنه قطع جزءً منها، وبحسب "موقع بى بى سى" أن الجدل حول ذلك القصة قطع بعدما تم العثور على رسالة للطبيب المعالج له، موجودة بمتحف فان جوخ، توضح الجزء الذى تم بتره من أذنه اليسرى، وأشار الموقع إلى أن الناقدة الفنية برناديت ميرفى ذكرت كتاب جديد يحمل السيرة الذاتية لفان جوخ، أن الفنان الهولندى أقدم على قطع أذنه، صبيحة يوم 23 ديسمبر 1888، وبعد تدهور حالته النفسية خلال تلك الفترة، ودخوله فى جدل مع صديقه بول جوجان، ونقل بعدها إلى مستشفى هوتيل ديو، إلى أن تم شفاءه آخر ديسمبر.
رسالة الطبيب توضح الجزء المقطوع من أذن فان جوخ
إلا أن أكثر من 30 طبيبا نفسيا أكدوا فى أبحاث نشرت فى سبتمبر عام 2016، إلى قام فان جوخ بقطع أذنه لم يكن بسبب معاناته أضطرابات نفسية، وان معاناته قبل الواقعة تعود كونه كان مدمنا على الكحول على الأرجح.
واقعة انتحار، هى الأخرى يثار حولها العديد من الروايات الجدلية، فالرواية الأشهر، هى قيامه بالذهاب إلى حقلٍ للقمح، خلف بيت ريفى ضخم، فى قرية أوفير شيرواز الفرنسية الواقعة على بعد بضعة أميال إلى الشمال من باريس، كان يعيش فيه، وأطلق النار على صدره من مسدس كان ملك صاحب البيت التى يسكنه، حيث كان مصابا بخلل واضطرابات كبيرة خلال الثمانية عشر شهرا الأخيرة فى عمره، وإنه فى صباح تلك اليوم كان انتهى من لوحة، يعتقد البعض إنها لوحة "أشجار الزيتون"، -المشار إليها فى بداية الموضوع-، ولكن ظهرت روايات أخرى كان من ضمنها رواية الصحفيان ستفين نايفه وجريجورى سميث، وبحسب موقع "إضاءات" أن الحائزان على جائزة بوليتزر الصحفية المرموقة فى الولايات المتحدة، نشرا سيرة ذاتية لفان جوخ يؤيّدان فيها تلك النظرية لعدة أسباب مهمة: لم يتم العثور على المسدس وراء تلك الحادثة، لم يتم العثور على أدوات فان جوخ التى كان يستعملها فى الرسم، رسومات فان جوخ فى فترته الأخيرة كانت لا توحى بأى كآبة أو اضطرابات عقلية، رسائله لأخيه كانت توحى بارتياح صحى ونشاط إبداعي، لم يترك رسالة انتحار، وحتى الرسالة التى وجدوها معه بعد موته وظنوا أنها رسالة انتحار، اتضح أنها مسودة لخطابه الأخير لثيو بتاريخ 23 يوليو 1890.
مسدس يوجد بمتحف فان جوخ يعتقد أنه انتحار به
كما فى الثلاثينيات من القرن الماضى، زار الأكاديمى الأمريكى جون ريوالد وسأل أهل المنطقة ليجد أن الشائعات تقول إن فان جوخ قُتِل خطأً على يد بعض الصبية، وإنه تحمل الذنب ليحميهم، وبهذا يكون فان جوخ قد مات نتيجة قتل خطأ وليس انتحارًا.