شهد معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الـ36، العديد من الفعاليات والأنشطة المثمرة التى استمتع بها جميع الزائرين، وفى هذا التقرير نستعرض بعض المشاهدات التى لاحظناها خلال الأيام الماضية.
ومثلت حفلات توقيع كتب المؤلفين الناشئين والشباب التى أقيمت ضمن فعاليات المعرض، مناسبة لبعض هؤلاء الكتّاب لمشاركة عائلاتهم فرحة صدور كتبهم الأولى، حيث تم ملاحظة وجود تجمعات عائلية كبيرة عند "ركن التوقيع" بالمعرض أثناء توقيع هذه الكتب، وسط مشاركة الصغار والكبار بانضمام أحد أفراد أسرتهم إلى قائمة المؤلفين الذين أسهم معرض الشارقة الدولى للكتاب فى تحقيق الشهرة والنجاح لهم.
شهدت مؤلفات الروائيين الكبار فى أمريكا الجنوبية، مثل غابرييل غارسيا ماركيز، وإيزابيل ألليندى، وخورخى لويس بورخيس، وماريو بارغاس يوسا، تراجعًا نسبيًا فى المبيعات الإجمالية لدور النشر المشاركة، على حساب الروايات المترجمة عن اللغات الأوروبية والآسيوية، التى بدأت تجذب شرائح جديدة من القراء، وخصوصًا من فئة الشباب وطلبة الجامعات.
وعرضت مؤسسة دار الهلال المصرية فى جناحها كنوزًا ثقافية من المجلات والكتب التى يزيد تاريخ بعضها عن 100 عام بأسعار زهيدة، وتضمنت مؤلفات كبار الأدباء المصريين والعرب فى القرن العشرين، وإصدارات مصورة لكثير من الأحداث التى مرت بها مصر والعالم العربى، إلى جانب مجلدات أهم مجلات الأطفال فى العقود الخمسة الأخيرة مثل "سمير" و"ميكي".
و حظيت دور النشر المتخصصة بالإصدارات التاريخية خاصة تاريخ شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، إقبالًا كبيرًا من قبل الزوار الذين حضر بعضهم من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، لاقتناء أحدث هذه المؤلفات، كما سجلت كتب الأنساب، وتاريخ القبائل، وعادات سكان الصحراء، والمدن المنسية والمفقودة اهتمامًا لافتًا حسب ما أكده عدد من الناشرين.
استحقت الدور الكويتية المشاركة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب لقب "دور النشر الشابة" بلا منازع، سواءً على مستوى الإصدارات التى حملت معظمها أسماء مؤلفين جدد من الجيل الشاب، أو فرق المبيعات فى أجنحة هذه الدور، الذين لم يتجاوز غالبيتهم سن الثلاثين عامًا، هذا إضافة إلى العدد الكبير من الإصدارات التى نشرت معظمها فى الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وظهرت زيادة واضحة فى الإصدارات العلمية المترجمة عن اللغات الأجنبية، ضمن جهود بعض دور النشر فى "تعريب العلوم"، وخاصة فى جناحى مشروع كلمة بأبوظبى، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمى، وتميزت هذه المؤلفات بجودتها العالية على صعيد الترجمة، والتحرير، والطباعة، كما أن أسعارها كانت معقولة قياسًا لكونها تحمل أسماء كبار المؤلفين وأهم المؤسسات الأكاديمية والعلمية فى العالم.
فيما سيطر الكتاب الأكاديمى على مشاركات غالبية دور النشر الأردنية، التى وفرت مجموعات كبيرة من الكتب المتخصصة فى جميع العلوم والمعارف، وإن كان غلب عليها التخصصات الإدارية، والاقتصادية، والقانونية، والتربوية، والهندسية، وهو ما جعلها قبلة لطلبة الكليات والجامعات فى دولة الإمارات، خاصة أيضًا التى تعتمد على استخدام الكتب والمراجع الصادرة باللغة العربية.
وفى السياق ذاته، تراجعت مبيعات المعاجم والقواميس والموسوعات بشكل كبير جدًا لدى معظم الناشرين، بسبب توفر معظمها إلكترونيًا أو لوجود بدائل لها على شكل تطبيقات ومواقع إلكترونية، فى حين حافظت المجموعات الكاملة لكبار الأدباء والشعراء على مبيعاتها، مع ازدياد الراغبين باقتناء مثل هذه الأعمال التى تصدر غالبًا بكميات محدودة ويتعذر شراؤها بالبريد بسبب تكلفة الشحن العالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة