"الصحة العالمية": بعض الدول تستعمل المضادات الحيوية بنسبة تفوق الـ70 %

الإثنين، 13 نوفمبر 2017 12:30 م
"الصحة العالمية": بعض الدول تستعمل المضادات الحيوية بنسبة تفوق الـ70 % مؤتمر لمنظمة الصحة العالمية
كتبت أمل علام تصوير أشرف فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت الدكتورة رنا الحجة، مديرة قسم الوقاية من الأمراض السارية ومكافحتها بمنظمة الصحة العالمية، خلال احتفالية إطلاق الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية، بمقر مكتب منظمة الصحة العالمية بالقاهرة ،"إننا نستخدم المضادات الحيوية فى علاج جميع الأمراض وتستخدم حتى فى الحيوانات، وقد أصبح عدد أنواع المضادات الحيوية الجديدة قليلة جدا، بسبب مقاومة الجسم للمضادات الحيوية، وإنتاج سلالات جديدة من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية ،موضحة إن المرضى الذين تم علاجهم باستخدام المضادات الحيوية بالمستشفيات نسبة الذين يتوفون منهم يصلوا من  40 إلى 50 % بسبب مقاومة الجسم للمضادات الحيوية .

وأوضحت، إن بعض الدول تستعمل المضادات الحيوية بنسبة 70 %، وهى نسب تفوق النسب العالمية، حيث أنه يجب أن لا يزيد عن 30 % فقط، ويجب تغيير سلوك الأطباء والمجتمع ،لأنه لابد من وجود قوانين تحد من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، وأهمية إجراء البحوث، واستخدام المضادات الحيوية بحرص، كما نحتاج إلى تطعيمات جديدة، ومضادات حيوية جديدة لمواجهة مقاومة الجسم للمضادات الحيوية للأنواع الموجودة حاليا.

وأشارت إلى أن بداية استخدام المضادات الحيوية كان فى الحرب العالمية الأولى، حيث كانت تتفشى الأمراض وقتها وتم التوصل لأول مضاد حيوي وقتها ، وحاليا يوجد صعوبة فى علاج المرضى بسبب استخدام المضادات الحيوية حاليا.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية تحتفل بالأسبوع العالمى للتوعية بالمضادات الحيوية فى الفترة من 13 حتى 19 نوفمبر 2017، وموضوع حملة هذا العام "استشر طبيباً قبل تناول المضادات الحيوية" ، وتهدف هذه الحملة إلى الدعوة إلى الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية، والحيلولة دون إساءة استخدامها.

وأكدت المنظمة أنه من الضروري التماس المشورة الطبية الصحيحة قبل تناول المضادات الحيوية، لضمان الحصول على العلاج المناسب، ليس هذا وحسب، بل لأن الاستخدام المسئول للمضادات الحيوية من شأنه أن يساعد في الحد من الخطر المتنامي لمقاومة مضادات الميكروبات، والتي تعني قدرة الكائنات الدقيقة (مثل البكتيريا والفيروسات وبعض الطفيليات) على وقف تأثير مضادات الميكروبات فيها (مثل المضادات الحيوية، ومضادات الفيروسات، ومضادات الملاريا). ونتيجة لذلك، تفقد العلاجات المعيارية فعاليتها، وتستمر العدوى وقد تنتشر إلى الآخرين.

واستخدام المضادات الحيوية وإساءة استخدامها قد زاد معهما عدد الكائنات المقاومة لمضادات الميكروبات وأنواعها، ومن ثمَّ فنحن نواجه الآن موقفاً يستحيل فيه علاج أمراض معدية كثيرة ونرى أناساً يتوفون جراء الإصابة بتلك  الأمراض المعدية كما كان يحدث في الماضى، ولهذا الوضع عواقب وخيمة على الصحة والاقتصاد على حد سواء، إذ يموت كل عام فى إقليم شرق المتوسط  ما يقرب من 750 ألف  شخص بسبب أنواع عدوى يتعذر علاجها بالمضادات الحيوية، ومن الـمتوقع أن يزيد هذا الرقم زيادة هائلة فى السنوات المقبلة.

وتمثل مقاومة مضادات الميكروبات خطرا كبيرا على الصحة العالمية، أى صحة الإنسان والحيوان على حد سواء، خاصة وأن الدراسات تشير إلى أنه يجري الآن تطوير عدد قليل من المضادات الحيوية الجديدة لمجابهة الخطر المتنامى لمقاومة مضادات الميكروبات، وأكثر العقاقير التى يجري تطويرها حالياً عبارة عن تعديلات لأصناف موجودة من المضادات الحيوية، ولا تعدو كونها حلولاً قصيرة الأجل.

وتوجد خيارات علاجية محتملة قليلة للغاية لعلاج أنواع العدوى المقاومة للمضادات الحيوية التي ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها تمثل الخطر الأكبر على الصحة، بما في ذلك السل المقاوم للأدوية الذى يحصد أرواح ما يقرب من 250 ألف شخص سنويا، وإلى جانب السل المقاوم للأدوية المتعددة، حددت المنظمة 12 فئة من مسببات الأمراض ذات الأولوية يسبب بعضها أمراضا شائعة، مثل الالتهاب الرئوي أو التهابات الجهاز البولي  التي تزداد مقاومتها للمضادات الحيوية الحالية، ويتطلب علاجها تطوير عقاقير جديدة

ولا تكفى العلاجات الجديدة فقط فى مواجهة خطر مقاومة مضادات الميكروبات، بل يلزم اتخاذ تدابير أخرى من قبيل تحسين إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها، وهو مجال تقدم المنظمة الدعم فيه إلى البلدان والشركاء لتعزيز الاستخدام الملائم للمضادات الحيوية فى الحاضر والمستقبل.

ومؤخرا اعتمدت الدول الأعضاء بالإقليم قرارًا بشأن استخدام المضادات الحيوية، فى الدورة 64 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط التى عقدت في إسلام أباد، باكستان، في أكتوبر 2017، اعترافا منها بعبء مقاومة مضادات الميكروبات فى الإقليم، وبذلك يكون إقليم شرق المتوسط هو الإقليم الأول بين أقاليم المنظمة الذى يعتمد قرارا للتصدى لمشكلة مقاومة مضادات الميكروبات، إدراكا منه لعواقبها الوخيمة على الصحة والاقتصاد في الإقليم والعالم بأسره.

وفي الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية هذا العام، تدعو منظمة الصحة العالمية الجميع  من حكومات ومجتمعات، ومهنيي الرعاية الصحية، والأفراد إلى التعامل بحرص مع المضادات الحيوية، وتهيب بالأفراد ألا يتناولوا المضادات الحيوية إلا إذا وصفها الطبيب لهم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة