الواقع يفرض نفسه والبشر يتغيرون ساعة الخطر فى دراما "الموتى السائرون"

خلال الفترة الأخيرة، صار مسلسل الدراما والإثارة "الموتى السائرون" The Walking Dead حديث الساعة بين عشاق دراما الخيال العلمى محققاً قاعدة جماهيرية كبيرة وشعبية كاسحة فى جميع أنحاء العالم، وبالنظر لقصة المسلسل فأن فكرة لموتى الأحياء قديمة وتم تقديمها فى العديد من الأفلام والمسلسلات، لذلك عندما تتكرر الفكرة فى عمل ما ويحقق هذا النجاح الكبير، فلابد من وجود دليل على احتوائه لفكرة وحبكة وشخصيات استثنائية تجعله يفوق أى عمل مماثل، فالمسلسل لا يدور حول فكرة "الزومبى" لكنه يتطرق للبشر وأبعادهم النفسية والإجتماعية فى المقام الأول.

 من حيث مصيرهم وأفكارهم ومبادئهم، إضافة إلى رد فعلهم بعد شعورهم بالخطر، أيضا المسلسل يركز على بناء الشخصيات وتطورها مع الأحداث، أما بالنسبة لجانب الرعب والإثارة فالمسلسل لا يخلو أيضا من ذلك جانب، ولكن يستعرضه بشكل مختلف لا يجعله المحور العام للعمل، فالأحداث متصاعدة إلى اقصى درجة، وضمائر البشر تسقط ومعها مبادئهم إلى الهاوية، وجميع الشخصيات فى خطر، ولا سبيل واضح للنجاة.

أما عن أبرز مميزات المسلسل هو واقعيته الشديدة فعلى الرغم من انه ينتمى لفئة الخيال العلمى، إلا أنه يركز يفرض أطار واقعى على الأحداث تماما خاصة السلوك البشرى وقت الخطر، فليس بالضرورة المطلوبة تحويل الناس إلى وحوش، ولكن هناك بالفعل صبغة واقعية ترصد الجوانب النفسية للبشر وسلوكهم فعل الخير او الشر على حد سواء، فأبطال المسلسل خلال الأحداث يسيئون إلى بعضهم البعض ويقومون بالخيانة والتآمر وهى الجوانب التى يهتم بها الكثير من المشاهدين لأنها تجعل العمل ثريًا بالأحداث الموجودة على أرض الواقع.

المسلسل ينتمى لفئة الدراما والإثارة، وعرض لأول مرة فى 31 أكتوبر 2010، على قناة "إيه إم سى" فى الولايات المتحدة، وعرض عالميًا فى نوفمبر 2010 على شبكة قنوات فوكس، ويجدد المسلسل كل عام منذ إطلاقه بسبب الزيادة فى نسب المشاهدة التى ترتفع تدريجيًا بشكل غير مسبوق، هو من تأليف تشارلى أدرلارد، وإخراج إرنست آر ديكرسون، ويشارك فى بطولته عدد من النجوم أبرزهم، أندرو لينكولن، نورمان ريديوس، لورى هولدن، سارو وين كاليس، لورى كوهين، سكوت ويلسون.

قصة المسلسل تدور فى إطار من التشويق والإثارة بعد استيقاظ ضابط شرطة من الغيبوبة التى دخل بها لعدة أشهر نتيجة ﻹصابته بطلق نارى أثناء عمله، ليجد أن العالم قد اجتيح من قبل الموتى الأحياء وهو الناجى الوحيد، فيعود إلى منزله ليجد أن زوجته وابنه مفقودان، فيتوجه للبحث عنه، ليجد نفسه أمام جيش من الموتى الأحياء، وتتصاعد الأحداث.