تُعتبر شبكات التواصل الاجتماعى، مُتنفس للمعارضة فى كثير من الدول حول العالم للتعبير عن آرائهم الرافضة لسياسات حكوماتهم، بعيدًا عن الاحتجاجات والتظاهر فى الشارع، هذا إلى جانب كونها وسيلة فعالة لكثير من السياسيين والمسئولين، بل ومرشحى الرئاسة والرؤساء الحاليين، للتواصل مع الجماهير بشكل مؤثر وسريع، وأيضًا تعتبر منصبة دعائية جيدة وقوية فى الحملات الانتخابية.
وعلى مدار سنوات ليست بالقليلة منذ نشأة أفكار تطبيقات التواصل الاجتماعى، تمتعت تلك الشبكات بنوع من الحرية فى التواصل والتعبير عن الرأى دون قيد أو تضييق، إلا أن الأمر لم يدم طويًلا، حيث بدأ عددًا متزايدًا من الدول فى التدخل فى شبكات التواصل الاجتماعى ورصد المعارضين على الإنترنت، فى تهديد خطير للديمقراطية داخل دول متقدمة، كثيرًا ما تتشدق باسم الحريات والديمقراطيات، إضافة إلى كونها دائمة التوجه بدروس احترام حقوق الإنسان، والحرية فى التعبير إلى الدول النامية، معتبره أن حكومات تلك الدول تصادر على رأى الأخر.
30 حكومة تلاعبت بالإنترنت خلال عام 2017 لتشويه المعلومات الإلكترونية
وفى تقرير لمنظمة "فريدوم هاوس"، صادر، اليوم الثلاثاء، أكدت أن عددا متزايدا من الدول بات يحذو حذو روسيا، والصين، فى التدخل فى شبكات التواصل الاجتماعى ورصد المعارضين على الإنترنت، وكشفت دراسة بشأن حرية الإنترنت، أجرتها هذه المنظمة المدافعة عن الحقوق فى 65 بلدا، أن 30 حكومة تلاعبت بالإنترنت فى 2017 لتشويه المعلومات الإلكترونية، مقابل 23 العام الماضى.
وأشار التقرير، الذى يحمل عنوان "الحرية على الإنترنت"، إلى أن عمليات التلاعب هذه شملت استخدام معلقين مأجورين ومتصيدين وحسابات آلية (بوتس)، أو مواقع إعلامية مزيفة، مضيفًا أن تكتيكات التلاعب والتضليل الإلكترونى هذه لعبت دورا مهما فى الانتخابات العام الماضى فى 18 بلدا على الأقل بينها الولايات المتحدة.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
"فريدوم هاوس": دول تستخدم "معلقين مأجورين" لنشر دعاية إعلامية حكومية
ومن جهته، قال رئيس المنظمة، مايكل إبراموفيتز، إن استخدام المعلقين المأجورين والحسابات الآلية السياسية لنشر دعاية إعلامية حكومية تم تطويره من قبل روسيا، والصين أولًا، لكنه أصبح ظاهرة عالمية الآن.
فيما، رأت سانجا كيلى، مديرة مشروع "الحرية على الإنترنت"، أن عمليات التلاعب هذه يصعب رصدها فى أغلب الأحيان، مؤكده أن مكافحتها أصعب من أنواع أخرى من الرقابة، مثل حجب بعض المواقع الإلكترونية، بينما أوضحت المنظمة، أن 2017 كانت السنة السابعة على التوالى لتراجع الحرية على الإنترنت.
الفلبين تستخدم "معلقين مأجورين" لدعم سياساتها.. وتركيا تتعقب المعارضة
واحتلت الصين، للسنة الثالثة على التوالى رأس لائحة الدول، التى تتلاعب بالإنترنت بسبب تعزيزها إجراءات الرقابة ومكافحتها استخدام حسابات مجهولة الهوية وسجن منشقين يعبرون عن آرائهم على الإنترنت.
وأشار التقرير، إلى "جيش من الكمبيوترات" فى الفلبين، التى يستخدمها أشخاص يتلقون 10 دولارات يوميا، لإعطاء الانطباع بوجود دعم عام لسياسة القمع الوحشى لتهريب المخدرات، كما أشار إلى استخدام تركيا لحوالى 6 آلاف شخص لرصد معارضى الحكومة على شبكات التواصل الاجتماعى.
الرئيس الفلبينى رودريجو دوتيرتى
المدونون الأكثر انتشارًا فى روسيا ملزمون بالتسجيل لدى الحكومة
وفى تطور أكبر لتقييد الحريات على الإنترنت، عززت روسيا - المتهمة بمحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، وأوروبا - إجراءاتها لمراقبة الإنترنت فى جميع أنحاء البلاد، فالمدونون الذين يتلقون أكثر من 3 آلاف زائر يوميًا، عليهم التسجيل لدى الحكومة والامتثال للقانون بشأن وسائل الاتصال الجماهيرى، كما منعت الحكومة الروسية، محركات البحث من إبراز صفحات الإنترنت، التى تأتى من مواقع غير مسجلة.
وفى السياق ذاته، أكد تقرير "فريدوم هاوس"، أن الولايات المتحدة لا تشكل استثناءً، وقال إن البيئة الإلكترونية فى الولايات المتحدة تبقى حيوية ومتنوعة، لكن كان لهيمنة التضليل والمحتويات الحزبية تأثير كبير، مضيفًا أن الصحفيين الذين يعترضون على مواقف الرئيس دونالد ترامب، واجهوا مضايقات إلكترونية فجة.
روسيا متهمة باستغلال التواصل الاجتماعى للتأثير على الانتخابات الأمريكية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة