أكد طارق إبراهيم مدير عام الآثار ببورسعيد خلال تصريح خاص لـ "اليوم السابع" تعد بحيرة "تنيس" المنزلة حاليا أكبر متحف مـائى لبقايا أطلال المدن والقرى والحصون الأثرية التى أكدت أعمال البحث والتنقيب أن كل جزيرة من جزرها كانت تحمل حلة أو عمرانا ما فى الماضى ونسبت البحيرة خلال العصر الإسلامى بصورة أكبر وأشهر إلى مدينة "تنيس" التى كانت ينتهى إليها فرع النيل التانيسى ومدينة تنيس عاصمة الإقليم فى العصر الإسلامى.
ولفت أن جزيرة ببحيرة المنزلة تبعد حوالى ثمانية كيلو مترات إلى الجنوب الغربى من مدينة بورسعيد على طريق الخط الملاحى لقنال المنزلة الذى يربط بين مدينة بورسعيد والمطرية دقهلية كما يربط بينها وبين مدينة "تونة" وضريح "ابن سلام" والتل الأثرى لمدينة "تنيس" الأثرية يشكل جزيرة مفردة فى أقصى الشمال الشرقى من بحيرة المنزلة ومع بداية الفتح العربى لتنيس وصفت بأنها مجرد أخصاص من قصب حتى عرفت "بذات الأخصاص" وظلت هكذا إلى صدر من أيام بنى أمية وجاء ازدهارها ونموها حين برزت كمدينة متخصصة فى صناعة أنواع من النسيج المشهور خاصة كسوة الكعبة المشرفة.
وقال مدير الآثار: نأمل أن يتم تطوير جزيرة تنيس والجزر الأخرى تماشيا مع مشاريع تنمية محور قناة السويس لتصبح مع غيرها من المدن الأثرية مزارا سياحيا يميز بورسعيد بطابع خاص خاصة وأن أطلال مدينة تنيس تمثل أكبر التلال الأثرية فى شرق الدلتا ولا يعدلها فى القيمة الأثرية والتاريخية الإسلامية سوى مدينة الفسطاط بالقاهرة عاصمة مصر الإسلامية الأولى .
وأضاف أن قرية "تونة" و"ابن سلام" وحصنها الأشتوم "تل غصين " وبحيرتها "تنيس" المنزلة حاليا كنز وثروة تاريخية وأثرية هائلة سقطت من حسابات المسئولين ولم يتم استغلالها حتى الآن.
وفى سياق متصل أكد طارق أن للمنطقة مقترح للاستغلال الأمثل ويهدف لتحويل المنطقة إلى مركز جذب سياحى وتسويقه مع غيرة من آثار المدينة كمنتج سياحى محليا وعالميا وحضارى على المستوى المحلى والعالمى بما يتناسب مع مكانتها التاريخية ويبرز معالمها وتراثها العمرانى والثقافى والاقتصادى .
وتابع أن الحفاظ على المدينة الأثرية وتوابعها من القرى والحصون من خلال ما يعرف بمتاحف المواقع تعتبر تنمية للموارد البشرية وربط المجتمع بقضايا التراث وتأكيدا للمشاركة فى التطوير والتنمية والحفاظ عليه بجانب إشراك أبناء المدينة فى أى أعمال حفائر تتم بالمدينة مستقبلا .
ومن جانبه أكد بأنه يجب علينا إحياء الحرف والصناعات التقليدية التى كانت سائدة فى المدينة وتوظيفها اقتصاديا من خلال إعداد مركزا للزوار مزودا بقاعات استقبال للزوار مزودة بشاشات عرض حديثة يتم من خلالها عرض مجسم ثلاثى الأبعاد لقصة " نشأة حاضرة وتوابعها " يوضح أهم المعالم التاريخية والأثرية لمدينة تنيس وتوابعها وحصنها حتى يتعرف الزائر من مشاهدته على الطبيعة أو التوجه إليه بوسيلة نقل بحرية .
وطالب مدير الآثار سرعة إنشاء متحف بورسعيد القومى خاصة وأنه يشمل على العديد من التحف الآثرية ناتج حفائر تنيس والمخزنة حاليا لتعريف الزائرين بتاريخ البحيرة وأهميتها حتى يتسنى للباحثين والمتخصصين لاستكمال دراستهم .
ومن جهة أخرى أكد بأنه صدر من قبل قرار السيد اللواء محافظ بورسعيد رقم 74 لسنة 2015 بتشكيل لجنة برئاسة المهندس السكرتير العام المساعد تختص بإعداد مذكرة بدراسة تنمية وتطوير جزيرة كوم تنيس آثريا وسياحيا تمشيا مع إنشاء المحور التبادلى الجديد الملاصق للجزيرة حتى يتسنى تقديم المقترح لوزارة الآثار للاستغلال ولكنه لم يفعل للاستغلال الأمثل للكنوز الأثرية بـ بحيرة المنزلة التى تمثل ثروة تاريخية لمصر عامة وبورسعيد خاصة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة