قال جون كاسن السفير البريطانى بالقاهرة، إن هناك الكثير من الاستثمارات البريطانية التى تدخل الاقتصاد المصرى حاليا، مشيرا إلى الزخم الذى يحظى به السوق المصرى بالنسبة للشركات البريطانية، ولاسيما بعد الإصلاحات الاقتصادية التى طبقتها الحكومة المصرية فى الآونة الأخيرة.
جون كاسن
وأضاف فى تصريحات صحفية على هامش ندوة تنظمها شركة " Aggreko" البريطانية والتى تعمل فى مجال الطاقة النظيفة لتسليط الضوء على مشاريعها الجديدة مع الشركات المصرية، أن هناك توجه جديد من الشركات البريطانية لجلب أفكار جديدة إلى الاقتصاد المصرى يمكن أن تساهم فى خلق المزيد من فرص العمل وتعزيز الاستثمارات، موضحا أن شركة Aggreko (موجودة فى مصر منذ 3 أعوام تقريبا) ترغب فى توليد الطاقة عن طريق استغلال غاز الشعلة فى عمليات التكرير، وهو ما يساعد على خفض استهلاك السولار، مما سيساهم بدوره فى تخفيض النفقات فى قطاع الغاز والنفط والطاقة مع الحفاظ على البيئة فى الوقت نفسه.
وأشار إلى أن هذا المشروع والمشروعات المماثلة تشكل التناسق بين الاقتصاد المصرى والبريطانى، فهو لا يعزز فقط دور بريطانيا كأكبر مستثمر أجنبى كما لا يساعد فقط على سهولة ضخ الاستثمارات التى بلغت فى 10 أعوام، ما يقرب من 43 مليون دولار، وإنما تساعد فى توفير الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة فى قطاعات استراتيجية لمستقبل مصر وخاصة فى قطاعات الطاقة والغاز والنفط.
وأشار كاسن، إلى أن الفترة الحالية حاسمة للغاية بالنسبة الاقتصاد المصرى، وبريطانيا لديها دورا وعليها أن تتحمل المسئولية كأكبر شريك اقتصادى، موضحا أن السفارة البريطانية بالقاهرة لديها رؤية لمشاركة مصر فى بناء اقتصاد يستفيد منه كل مصرى، وذلك من خلال جلب الاستثمارات التى تساهم فى خلق الوظائف وضخ المزيد من الاستثمارات.
وأكد كاسن، أن هناك موجة بريطانية جديدة لا تتعلق فقط بقطاع الغاز والنفط، وإنما جميع القطاعات مثل التعليم، لافتا إلى زيارة المبعوث التجارى لمصر جيفرى دونالدسون إلى القاهرة الشهر الماضى، والتى ركزت على قطاعات البنية التحتية والخدمات المالية والنقل.
وأعقب هذه الزيارة، زيارة للجمعية المصرية البريطانية للأعمال، بينما زارت 35 شركة مصرية عدة مدة بريطانية الأسبوع الماضى لطرق أبواب المستثمرين فى قطاعات مشابهة. كما أشار إلى زيارة مؤسسة التمويل التنموى للمملكة المتحدة CDC Group فى أول نوفمبر الجارى والتى أعلنت استثمارها مبلغ 97 مليون دولار أمريكي، أى أكثر من 1.7 مليار جنيه مصرى، في مشروع "بنبان" للطاقة الشمسية، و الذي سيصبح عند اكتماله أكبر مشروع للطاقة الشمسية فى العالم.
وأوضح، أن الأسابيع المقبلة ستشهد إعلانا مهما فى مجال التعليم، معتبرا أن هذه الزيارات والإعلانات دليلا على مدى عزم واهتمام القطاع الخاص البريطانى بالدخول إلى السوق المصرى، لاسيما مع اتخاذ الحكومة المصرية إجراءات مهمة فى إطار الإصلاحات.
وأكد كاسن، " أنه آن أوان لدفع عجلة القطاع الخاص، بما سيخلق فرص عمل ضرورية لمستقبل مصر.. وبريطانيا فخورة بدورها فى الاستثمار فى القطاع الخاص".
وقال كاسن، إن مثل هذه المشروعات تساعد فى جعل مصر قوة عظمى فى مجال الطاقة فى منطقة شرق المتوسط.
وبسؤاله عن التوترات التى تشهدها المنطقة فى الآونة الأخيرة، قال كاسن إن هناك توافق بين الرؤية المصرية والبريطانية وكل الحلفاء، تتعلق بتطوير الاقتصاد ومكافحة الإرهاب وتعتمد على النجاح فى ترسيخ الاستقرار فى أرجاء المنطقة،وهناك توافق على ضرورة إيجاد حل للصراعات، مؤكدا أن الاستقرار ضرورى للنجاح.
أما عن السياحة البريطانية لمصر وعودة الطيران لشرم الشيخ، أوضح السفير البريطانى، أن هناك تقدم ضخم فى السياحة البريطانية لاسيما بعد أن زادت عدد الليالى التى يقضيها السياح البريطانيون بنسبة 74% فى سنة واحدة، وهذا يمثل نجاح للتواصل الدائم بين الأجهزة البريطانية ونظيرتها المصرية فى كل المطارات ولدينا ما يقرب من 40 رحلة جوية مباشرة بين بريطانيا ومصر فى الأسبوع الواحد أكثر من أى بلد أوروبى آخر – باستثناء ألمانيا – مؤكدا: "كنا فى الماضى رقم واحد ونرغب فى أن نستعيد هذه المكانة".
وعن أبرز التحديات التى تواجه الاستثمارات البريطانية فى مصر، قال جون كاسن: إن خلق مناخ مناسب لجذب الاستثمارات الخارجية مهم للغاية، والشركات ترحب بخطوات اتخذتها الحكومة المصرية مثل قانون الاستثمار وقانون التراخيص الصناعية، مشيرا إلى أن هناك توافق مع الحكومة المصرية بضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات حتى الوصول إلى الشفافية والمنافسة المفتوحة والمنصفة.. وبرأى المستثمرين، الاتجاه إيجابى مع ضرورة تبنى المزيد من الخطوات.
حضر الندوة، رئيس الهيئة العامة للبترول المهندس عابد عز الرجال و عدد من ممثلى شركات البترول المصرية و وزارة البترول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة