حركات سريعة وضحكات ونقاشات بعضها فى النواحى الطبية وأخرى عن القضايا الجنائية وغالبيتها عن الحياة الصحفية والإخبارية، موضوعات مختلفة بألسنة مختلفة ولا يوجد شريك فيها سوى "عم غزال" حلقة الوصل التى جمعت رواد وسط البلد منذ 48 سنة، هذا هو الحال المعتاد لهذا المكان الذى اختفى فجأة أمس بعدما سمع المتواجدون خبر وفاة "عم غزال".
بشرة سمراء وقامة قصيرة وصوت عبر الأذن وسكن فى القلوب، وفوطة صفراء محمولة على كتفه اليمنى، وضحكة لم تفارق وجهه رغم حركته السريعة وتجواله بين الزبائن، هذه هى الملامح التى كنت ستجدها بمجرد أن تنزل إلى منقطة وسط البلد وتدخل إلى شارع "شاملبيون" وتحديدًا بممر "عبد الحميد سعيد" أو "قهوة غزال" العلامة الأشهر التى تميز هذه المنطقة.
خبر وفاة عم غزال
عم غزال
يأتى فى الخامسة صباحًا ويرحل فى التاسعة مساءً هذه هى عادة "عم غزال" التى لم يفارقها منذ أن كان "صنايعى" بالمقهى إلى أن ألم به المرض واضطره لملازمة الفراش ثم وافته المنية، هكذا بدأ الفنان "سيد صادق" صاحب المحل المجاور لقهوة "عم غزال" حديثه لـ"اليوم السابع" عن عشرة 45 عاما قضاهم معه، وقال: القهوة بالأساس كانت مملوكة لشخص "يدعى حسيب" وكان "ياسين" و"غزال" أخوان يعملا عنده، وبعدما توفى "حسيب" اشترى "ياسين" المقهى لكن "غزال" هو من شهرها بحركته الخفيفة ونظافته التى علمها لصبيانه أيضًا وتعامله الراقى مع الزبائن، وصوته المميز الذى تسمعه فور أن تطأ قدماك الممر.
الفنان سيد صادق
المقهى مغلقة
"شاى على بوسطة، شاى سكيتو، قهوة مانو" هذه هى أشهر جمل "عم غزال" التى حكى عنها "تامر الجندى" أحد العاملين بجوار "المقهى" وبابتسامة تحمل كثير من الذكريات الممزوجة بالحزن على رحيله قال: الله يرحمه ويحسن إليه ده كان أبويا، وأبو كل الموجودين، اللى معهوش ينزله مشروبات ببلاش، كفاية إن رنة صوته فى الشارع كانت بتحسسك إن الدنيا لسة بخير، حتى لما كان تعبان وقاعد على كرسى صغير كان "حسه" معانا دلوقتى القهوة موجودة بس هتوحشنا "روحه"، وكان فيه واحد معانا هنا مخصصله "3 جنيه" كل يوم يروح يشرب بيهم حاجات من القهوة، ولو يوم مشربش حاجة يديهومله وهو ماشى.
المنطقة الشاغرة أمام المقهى
تامر الجندى مع محررة اليوم السابع
"عنبر العقلاء" الاسم الذى أطلقه عم "غزال" أو الحاج "غزغز" كما كان يحب أن ينادى به على الممر، وحكى عن سببه اختيار هذا الاسم الحاج "جمال" الرجل الأربعينى الذى ربطته بعم "غزال" علاقة مزدوجة فكان جاره بمحل سكنه بحى "بولاق الدكرور" وكان جاره أيضًا بمحل عمله، وقال: الشباب هنا كانوا كتير وعاملين دوشة عشان كدة كان يقولنا ده "عنبر العقلاء"، وأضاف "من يوم ما جيت هنا وأنا متعود أسمع صوته، دى كانت الحاجة الوحيدة اللى بتحسسك إن المكان ده له روح خاصة، ده غير كوباية "اللبن" أنا مش عارف إزاى مش هشربها تانى، دى كان بيمعلهالنا عشان إحنا ولاده، بيعمل الشاى باللبن ويحطلنا عليه معلقة قشطة، تفضل مشبعاك طول اليوم، الصحفيين والمحاميين والممثلين والدكاترة كله بيحبه، بس الصحفيين كان ليهم علاقة خاصة بيه، عارف شغلهم ويناقشهم فيه، واللى محتاج أى حاجة يوفرهاله، الله يرحمه هيوحشنى صوته ونظرة الرضا اللى فى عنيه ودعاءه لينا.
الحاج جمال
محررة اليوم السابع مع الفنان سيد صادق
محررة اليوم السابع مع جيران المقهى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة