يوماً تلو الآخر، تسقط الأقنعة عن الدور المشبوه الذى لعبته إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ووزيرة خارجيته فى ذلك الحين ، هيلارى كلينتون، المرشحة الخاسرة فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة، فبخلاف منح جماعة الإخوان الإرهابية الضوء الأخضر لتنفيذ سيناريوهات الفوضى فى الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربى، كشفت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية سقطة جديدة للإدارة السابقة تتعلق هذه المرة بحفيد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة طارق رمضان الذى تلاحقه تهم تحرش واغتصاب من عدة ضحايا فى دولاً أوروبية مختلفة.
وبعد اتهامه بدعم وتمويل الإرهاب قبل عقود، وفى أعقاب قرار إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الابن، كشف موقع "بى جيه ميديا" الأمريكى أن وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، منحت الضوء الأخضر لعودة طارق رمضان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بإلغائها قرار بوش الخاص به.
طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية
وقال الموقع إن كلينتون تدخلت شخصيا فى هذا الشأن الأمر الذى بررته الصحف الأمريكية الموالية للديمقراطيين فى ذلك الحين بنهج باراك أوباما "الجيد" فى احتضان الإسلاميين.
وأشار الموقع إلى تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى هذا العام، قال إنه بعد ست سنوات من استخدام قانون "باتريوت" لرفض منح التأشيرة لأكاديمى مسلم بارز، راجعت الخارجية الأمريكية نفسها، وقال إنه لن تحظر بعد الآن الأكاديمى طارق رمضان من دخول الولايات المتحدة. وجاء القرار فى شكل أمر موقع من هيلارى كلينتون ومهد الطريق لتقدم طارق رمضان لطلب الحصول على تأشيرة بعيدا عن اتهام السلطات سابقا له بأنه ساهم بأموال لمنظمة خيرية على صلة بالإرهاب.
المرشحة الخاسرة هيلارى كلينتون
ويواجه طارق رمضان اتهامات بارتكاب جرائم جنسية تحظى باهتمام وسائل الإعلام الغربية، لاسيما فى ظل تعرض ضحاياه لحملات من التشويه والسباب من قبل أنصاره من المتطرفين.
ونشرت وسائل الإعلام فى الولايات المتحدة وأوروبا العديد من التقارير خلال الأيام الماضية، بشأن الجرائم الجنسية التى تلاحق رمضان والتى تفجرت ببلاغ الفرنسية من اصل تونسى، هند عيارى، التى روت فى كتابها، الصادر العام الماضى، تفاصيل الإعتداء الجنسى الذى تعرضت له على يد رمضان فى فندق بباريس عام 2012.
ولم يمض أيام على بلاغ عيارى، التى كانت أحد أتباع المفكر الإسلامى، حتى ظهرت نساء أخريات فى فرنسا وسويسرا وبلجيكا، من أتباع حفيد مؤسس جماعة الإخوان يشكون من الأمر نفسه. ففى سويسرا، نقلت صحيفة عن أربعة شابات أنهن كانا على علاقة جنسية مع رمضان عندما كن قاصرات حيث كان يدرس لهم فى المدرسة، وقالت 3 من الضحايا أن العلاقة لم تكن بالتراضى.
طارق رمضان وهند عيارى إحدى ضحاياه
وفى بلجيكا، ذكرت وسائل إعلام أنه هناك ضحية إغتصاب لرمضان. وفى الوقت نفسه، نشر الباحث أيمن جواد التميمى، وهو خريج من جامعة أوكسفورد، على مدونته قصة صديقة أمريكية مسلمة روت تعرضها لإعتداء جنسى من رمضان عام 2013.
وبحسب صوت أمريكا فإن القصة التى نشرها التميمى تردد نفس النمط من الإعتداء الذى وصفته الفرنسيتان، حيث تقارب رمضان من ضحاياه عبر وسائل الاعلام الاجتماعية لمناقشة المسائل الدينية، ثم ألتقى بهن فى نهاية المطاف فى غرفتة بالفندق الذى يقيم فيه عقب إلقاء محاضرات، بحجة أنه لا يفضل الظهور كثيرا فى الأماكن العامة. لأن رمضان قال انه لا يرغب فى أن ينظر إليها فى الأماكن العامة.
وتقول إذاعة صوت أمريكا أن الإتهامات المتزايدة التى تلاحق رمضان أصابت الكثير من المسلمين فى أوروبا بالصدمة وأثارت ردود فعل متباينة بشكل حاد، وسط مخاوف من رد فعل عنيف أوسع.
ويقول محللون إن نجم رمضان قد خفت خلال السنوات الأخيرة الماضية، فإن تأثير الإتهامات التى تلاحقه يبدو هائلا. وحظى رمضان بمكانة خاصة بين جيل الشباب المسلمين فى أوروبا خاصة أنه على نقيض غيره من الدعاة ورجال الدين، فإنه يتحدث الفرنسية خلال اللقاءات وليس العربية.
ويرى ألكسندر بييتر، الأستاذ المتخصص فى الدراسات الإسلامية لدى المدرسة العملية للدراسات العليا فى باريس، أن فضائح حفيد مؤسس جماعة الإخوان سوف تدفع بتغييرات كبيرة بين مسلمى أوروبا. بينما تقول الكاتبة النسوية الفرنسية كارولين فورست إن بعض ضحايا رمضان تقربوا منها وروا لها ما وقع ولكنها لم تتمكن من إقناعهم بتقديم شكاوى.