قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية، إن المفكر الاقتصادى وعالم الاجتماع الألمانى كارل ماركس كان يرى أن الانتقال للاشتراكية يمر بمرحلتين، هما مرحلة توزيع الناتج وصناعة إنسان حر، وكان يتصور التحرر من القهر السياسى شرطا للشيوعية، ولكن القخر استمر فى التجربة السوفيتية، وكانت هناك قيود كبيرة على المفكرين السياسيين، ولم تكن هناك ديمقراطية داخل الحزب الشيوعى الحاكم.
وأضاف "السيد"، فى كلمته باحتفالية أحزاب اليسار المصرية بمرور مائة عام على ثورة أكتوبر الاشتراكية فى روسيا، التى يستضيفها حزب التجمع بوسط القاهرة، أن التعامل مع القوميات كان سببا لتفجر الاتحاد السوفيتى، وكانت هناك جمهوريات حريصة على استخدام لغتها وثقافتها، وكانت الحساسيات القومية سبب انفصال بعض القوميات مثل كازاخستان وغيرها، مشيرا إلى أنه كان هناك تصور لدى "ماركس" أن الاشتراكية يجب أن تكون أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية، ولكن الدول الاشتراكية كانت متخلفة، رغم التطور التكنولوجى فى الاتحاد السوفيتى على صعيد التصنيع العسكرى.
وتساءل أستاذ العلوم السياسية فى كلمته: "هل أحزاب اليسار فى مصر لديها خطط استراتيجية مثلما كان الأمر فى الاتحاد السوفيتى؟" موضحا أن الرأسمالية الصناعية المصرية فى مصر ناجحة وتتطور، ومشددا على أن إخفاق الرأسمالية لا يعنى بالضرورة أن تكون الاشتراكية البديل، فبحسب قوله "الاشتراكية متوقفة على وعى المواطنين، ويتطلب ذلك مجهودا كبيرا من الأحزاب الاشتراكية".