لم تعد التحديات التى تواجه الصحافة المطبوعة خفية، لاسيما فى ظل هيمنة التكنولوجيا على هذه المهنة، وهى التحديات التى لا تقتصر تأثيرها على الصحف الصغيرة فقط، بل على أكبر المؤسسات الصحفية فى العالم.
وفى انعكاس لحجم الأزمة، أعلن الملياردير روبرت مردوخ، إمبراطور الإعلام العالمى الشهير، إنه لا يتطلع لتوسيع إمبراطوريته الصحفية، معترفا بأن الإعلام الإلكترونى شكل ضررا كبير على الصحافة المطبوعة، مؤكدا أن العديد من المؤسسات الصحفية تعانى من تلك المشكلة.
الصحافة المطبوعة تواجه الكثير من التحديات
وخلال حديثه فى المؤتمر العام السنوى لمجموعة "نيوز كورب" فى مدينة لوس أنجلوس أثنى مردوخ على المدير التنفيذى لمجموعته الإعلامية روبرت تومسون لتحديه عملاقة التكنولجيا جوجل وفيس بوك لسماحهم بمزيد من الوصول المجانى إلى محتوى الشركة.
وبحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، فإن مردوخ قال للمساهمين إنه حتى الآن يعتقد أنه حقق تقدما كبيرا فى استبدال الخسائر فى عائدات الإعلان فى الصحف الكبرى، لكن الأمر لا يزال يمثل مشكلة للإصدارات الصغيرة.
ولم يستغرق الاجتماع نصف ساعة، وطرح فيه على مردوخ ثلاث أسئلة فقط، وردا على سؤال يتعلق باحتمال شراء شركته مزيد من الصحف، أجاب الرئيس التنفيذى لنيوز كورب البالغ من العمر 86 عاما قائلا: "ليس بالفعل، لا. نحن منشغلين للغاية لجعل صحفنا الحالية قابلة للاستمرار".
وقال إنه يعتقد أن أكبر ثلاث نجاحات حققها هى فى أكبر ثلاث صحف وطنية، وهى تايمز اللندنية وول ستريت جورنال الأمريكية، و"أستراليان" فى أستراليا، فى حين أن الصحف الآخرى، الكثير منها لا يزال قادر على الاستمرار، لكنها تصارع.
يذكر أن نيوز كورب تصدر صحف عديدة منها "دايلى تليجراف" و"هيرالد صن" و"كورير ميل"، إلى جانب صحفية نيويورك بوست والصن البريطانية.
ويسعى مرودخ ونجليه لاكلان وجيمس، وغيرهم من مديرى المؤسسة إلى إعادة انتخابهم وبالفعل حصلوا على أغلبية الأصوات الانتخابية من المساهمين، بحسب التقرير الأولى.
وعلى الرغم من الصعوبات التى ربما تواجهها بعض الصحف، إلا أن مردوخ لم يبتعد بعد عن الصفقات الكبرى فى مجال الإعلام، فقد ذكرت وكالة رويترز أن الملياردير الأمريكى اتصل هاتفيا بالمدير التنفيذى لـ"إيه تى أند تى" "راندال ستيفنسون" مرتين خلال الستة أشهر الماضية وتحدث عن شبكة "سى إن إن" الإعلامية.
روبرت مردوخ
وأضاف المصدر أن مردوخ يتولى رئاسة مجلس إدارة "توينتي فيرست سنشري فوكس" قد عرض شراء "سى إن إن" خلال المحادثتين.
وكانت "إيه تي أند تي" قد اتفقت على شراء "تايم وارنر" في أكتوبر عام 2016 فى صفقة لا تزال في حاجة لموافقة جهات مكافحة الاحتكار الأمريكية.
وكذلك، فإن شركة فوكس عرضت 11.7 مليار جنيه استرلينى مقابل الاستحواذ على شبكة "بى سكاى" البريطانية بالكامل، وتجرى هيئة المنافسة والأسواق فى بريطانيا تحقيقا فى الصفقة، وسط مخاوف من أن تهيمن الإمبراطورية الإعلامية لمردوخ على وسائل الإعلام البريطانية.
وإلى جانب ذلك، ذكر تقرير الأسبوع الماضى لشبكة CNBC الأمريكية، نقلا عن مصادر لم تحددها، أن شركة فوكس القرن 21 التى يسيطر عليها إمبراطور الإعلام العالمى روبرت مردوخ تجرى محادثات لبيع أغلب الشركة إلى والت ديزنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة