مع اقتراب موسم الانتخابات الوطنية فى إيطاليا، أبدى إثنين من القوى السياسية الرئيسية تحولا نحو اليمين، فى ظل بزوغ نجم أحزاب اليمين المتطرف التى باتت على استعداد للعب دورا محوريا على الساحة السياسية.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، الأمريكية، الخميس، فإن تحالفا محافظا يقوده رئيس الوزراء السابق سلفيو بيرلسكونى يحظى بدعم من أحد أحزاب اليمين المتطرف وهو ما ساعده لتحقيق فوزا انتخابيا على صعيد الإنتخابات الإقليمية فى صقلية يوم 5 نوفمبر الجارى، مما يعزز التحالف الذى يخوض إنتخابات مارس المقبل.
تحالف بيرلسكونى المحافظ وحركة 5 نجوم الشعبوية، التى احتلت المركز الثانى فى صقلية، يعارضان محاولة لتشديد قانون يعود إلى الخمسينيات يقيد استخدام الرموز الفاشية والدعاية. وبينما تم تمرير مشروع القانون من قبل مجلس النواب فى ايطاليا فى وقت سابق من هذا العام، فإنه من المحتمل ان يتم عرقلته من قبل مجلس الشيوخ.
وقالت ميشيل بروسبيرو استاذ العلوم السياسية بجامعة لا سابينزا فى روما، إن حركة 5 نجوم وبعض الاطراف الاخرى تبنت هذا الموقف فى محاولة للفوز بأصوات الناخبين اليمينيين قبل الانتخابات الوطنية. وأضافت أن معارضة مشروع القانون المناهض للدعاية الفاشية هو جزء من استراتيجية للتحرك نحو اليمين من قبل حركة 5 نجوم.
وتأتى هذه الفوضى مع مصارعة البلدان فى جميع أنحاء أوروبا ضد عودة الحركات اليمينية المتطرفة إلى المشهد السياسى. وفى وقت سابق من الأسبوع الجارى، أدان قادة الحكومة البولندية مسيرة فى وارسو نظمتها مجموعتان سميت بتحالف الفاشية المعادية للسامية فى العشرينيات والثلاثينيات.
وتختلف إيطاليا بشكل حاد عن ألمانيا فى التعامل مع ماضيها من زمن الحرب. فبينما تحظر رموز النازية فى ألمانيا باستثناء أغراض التدريس، حيث عملت البلاد على تخليص نفسها من الآثار المرتبطة بهذه الفترة. ففى إيطاليا، لاتزال فيلا وقبو الديكتاتور بينيتو موسولينى تمثل مناطق للجذب السياحى، كما أن قبره فى بلدة بريدابيو يجذب الآلاف من الفاشيين الجدد كل عام. كما أن الهتافات واللافتات الفاشية ليست غائبة عن الملاعب الإيطالية لكرة القدم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة