ضجة ومخاوف واسعة أحدثتها واقعة اتهام مدير مدرسة للغات، بمنطقة النزهة، بهتك عرض 4 أطفال، التى أثارت حالة من الرعب لدى الكثيرين من تعرض أطفالهم لوقائع مماثلة، دون اكتشاف الأمر بالسرعة الكافية، خاصة أن والدة أحد التلاميذ أوضحت فى التحقيقات أنها لاحظت تغيرًا على سلوك نجلها، وإصابته بالتهابات فى منطقة الشرج، وبالكشف عليه تبين تعرضه للاعتداء الجنسى ليخبرها بعد ذلك الابن بحقيقة الفاعل.
ومن هنا يصبح من الضرورى لكل الآباء والأمهات معرفة العلامات والسلوكيات التى تشير لتعرض الطفل للتحرش أو الاعتداء الجنسى؟، وكيفية توعية الطفل بحماية نفسه وخصوصية جسده والتصرف فى مثل هذه الحالات، وماذا يفعل الآباء والأمهات لو تعرض أطفالهم لمثل هذه الوقائع، وكيف نتعامل معهم ونعالجهم من الصدمة.
علامات تدل على تعرض الطفل للتحرش
جمال فرويز
الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، تحدث عن العلامات والسلوكيات التى تشير لتعرض الطفل للتحرش والاعتداء الجنسى، قائلًا: «فى البداية نلاحظ كراهيته الشديدة لمكان الواقعة، سواء المدرسة أو غيرها من الأماكن، ورفضه الدائم الذهاب إليه واختلاقه مبررات واهية من أجل الابتعاد عنه، مثل ادعاء المرض أو التعلل بالرغبة فى البقاء بالمنزل».
وأضاف فرويز: «أحيانًا لا ينتبه أولياء الأمور لمسألة رفض أبنائهم الذهاب لمكان معين، ويعتقدون أن هذا مجرد دلع، ويجبرونه على الذهاب لهذا المكان».
وتابع: «العلامة الثانية هى شرود الطفل والسرحان، وعدم الانتباه لما يحدث حوله، وعدم الاهتمام بالأشياء التى كانت تثيره من قبل، والثالثة فقدانه الشهية، ورفضه تناول الطعام الذى يحبه نهائيًا»، مضيفًا: «هناك أمور تظهر على الطفل، مثل الحكة فى أماكن محددة، أو ملاحظة آثار أو تشوهات والتهابات على فتحة الشرج».
توعية الطفل
خالد صبرى العطار
وحول كيفية توعية الطفل بحماية نفسه وخصوصية جسده، قال الدكتور خالد صبرى العطار، استشارى الطب النفسى: «يجب توعية الأطفال الذكور والإناث منذ مرحلة الروضة حتى المراحل التالية بعدة أمور، أبرزها منع أى شخص مهما كان من لمس المناطق الحساسة فى جسده أو التقبيل من الفم، وأيضًا رفضه التوجه لأى مكان مغلق، مثلًا يقول له مدرس أو قريب اذهب معى إلى الغرفة الفلانية، وبشكل أدق التشديد على الطفل برفضه أى محاولات لاستدراجه من ناحية الغرباء لأماكن لا يعرفها وليس معه أى شخص آخر».
وأضاف استشارى الطب النفسى: «نقطة أخرى متعلقة بالمصافحة، وهنا يمكن تحذير الطفل من التجاوب مع أشخاص لا يعرفهم، ووجوب الانصراف بعد الإجابة عن نقاط محددة، وعدم التمادى فى التعامل معهم، حتى لا نقع فى نفس الوقت فى فخ خلق شخصية منعزلة لا تحب التعامل مع الآخرين».
وأشار صبرى إلى ضرورة توعية الجنسين بكيفية تحصين أنفسهم ضد أى شخص يطلب منهم أشياء شاذة، سواء من الأقارب أو الغرباء.
العلاج من الصدمة
ماذا يفعل الآباء والأمهات إذا تعرض أطفالهم لمثل هذه الوقائع، وكيف نتعامل معهم ونعالجهم من الصدمة؟
تقول الدكتورة أسماء عبدالعظيم، أخصائى العلاج النفسى: «يجب العمل على ثلاثة محاور، الأول متعلق بالجانب النفسى، والثانى المحور الاجتماعى، والثالث العضوى»، موضحة: «الاعتداء قد يؤدى لبعض الاضطرابات، مثلًا يصبح الطفل عدوانيًا أو انطوائيًا، ويخاف من الآخرين، وهنا يجب على الأهل اللجوء إلى طبيب نفسى من أجل إعادة تأهيله للاندماج فى المجتمع مرة أخرى».
أسماء عبدالعظيم
وأضافت أخصائى العلاج النفسى: «خلال فترة العلاج يجب على الأهل ألا يذكروا الواقعة باستمرار أمام الطفل بشكل يؤذيه، وفى نفس الوقت يتعاملون معه بمنطق أن شيئًا لم يحدث من الأساس، ويحاولون إعطاءه الأمان، لأن الطفل فى الغالب لا يكون مدركًا لحقيقة ما حدث، فكل ما يعرفه أنه تعرض للضرب لا أكثر».
وتابعت: «بالنسبة للشق الاجتماعى يجب على الأسرة دمج الطفل فى المجتمع بشكل فاعل عبر الخروج به للأماكن المفتوحة، وفى المدرسة يجب أن تكون هناك حالة بالترحيب به من قبل المدرسين، حتى لا يزداد عامل الخوف لديه من الآخرين». أما المحور الثالث المتعلق بالجانب العضوى «الجنسى»، فتوضح أخصائى العلاج النفسى، قائلة: «إذا كان الطفل فوق 5 سنوات، تزداد المخاوف من أن يصبح الطفل مثليًا، أو يصاب بالشذوذ فى المستقبل، لذا ينبغى العمل على هذه النقطة من قبل المتخصصين والأهل فى آن واحد، والتحدث مع الطفل على أن الزواج يكون بين الولد والبنت عندما يكبرون وليس ذكرًا وذكرًا»، مشيرة إلى أن بعض حالات المثلية والانحراف الجنسى كانت لأسباب مشابهة، وتعرض الطفل فى الصغر للاعتداء الجنسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة