كانت تحلم أن تصبح معلمة قرآن كريم، وأن تفتح دارا لتحفيظ القرآن، بعد أن تكبر، ولعل الحلم ساورها أثناء عودتها يوما ما من عند طبيب الأنف والأذن ، لكن جراحة اللوز التي أجرتها مروة محمود عبد الهادي عبيد وضعت حدا لهذه الأحلام، حيث رحلت خلال الجراحة، لتكون ضحية الإهمال الطبي، بعد خطأ طبيب تخدير، أثناء إجراؤها جراحة عملية اللوز، بمركز شربين بمحافظة الدقهلية.
تعود تفاصيل القضية، لتلقى اللواء أيمن الملاح مدير أمن الدقهلية، إخطارا من العقيد سامى الحديدى مأمور مركز شربين، يفيد بتحرير محضر بوفاة مروة محمود عبد الهادى عبيد، مقيمة بالضهرية مركز شربين، 11 عاما، أثناء إجرائها عملية اللوز بمستشفى خاص بشربين، وهروب الطبيب القائم بالعملية، وانتقل الرائد محمد الأرضى رئيس مباحث شربين، ومعه قوة أمنية مرافقة، لمكان الواقعة بالمستشفى، وتم تحرير المحضر رقم 19804 جنح شربين، وقررت النيابة العامة ندب الطب الشرعى، للتشريح والتشخيص، ومعرفة سبب الوفاة، وتحويلها لمستشفى الدولى بالمنصورة.
واتهم والد الطفلة الطبيب الذى أجرى الجراحة هو "م. م. ا."، 40 سنة، مدرس مساعد بقسم الأنف والأذن والحنجرة، بكلية الطب، و"م. م. ع."، طبيب تخدير، بالإهمال، والتسبب فى وفاة ابنته، أثناء إجرائها عملية استئصال اللوز، برغم أن العملية سهلة، ولا يوجد فيها أى صعوبة.
وعلى الفور باشرت نيابة مركز شربين بمحافظة الدقهلية، بإشراف المستشار خالد ممدوح خضر، تحقيقاتها فى القضية، وعقدت جلسة التحقيق الأول، وأمرت خلالها بصرف طبيبين متهمين بالتسبب فى وفاة طفلة أثناء جراحة لوز، لحين ورود تقرير الطبيب الشرعى.
يقول محمود عبد الهادى عبيد: بنتى فلذة كبدي، مليش غيرها فى الدنيا، كانت مريضة بالجيوب الأنفية، واللوز، وكانت دائمة الشكوى من آلام فى الحلق، وكان لابد من استئصال اللوز، فقلت نقوم بتأخير العملية لإجازة نصف العام، حتى تستطيع أن تكمل دراستها، ولا تعطلها العملية عن الدراسة، وكنا نتابع مع طبيب باستمرار، إلى أن تفاقم الأمر، وأمر الطبيب بسرعة إجراء جراحة لها.
يقول والد الطفلة مروة المتوفاة، اخترت مستشفى خاص كبير، لإجراء عملية جراحية لها، لاستئصال اللوز، ودخلت ابنتى غرفة العمليات، وطال الوقت جدا أثناء إجراء الجراحة فقلقت، على ابنتى وسألت لماذا تأخر وقت العملية لهذا الحد، لاحظت ارتباك فى طاقم التمريض، وأقلقنى هذا الأمر جدا، ولما ألححت فى السؤال، أخبرونى أنها توفيت سألت عن الطبيب الذى أجرى العملية قالوا أنه انصرف، فطار عقلي، فقدت ابنتى ولا أعلم لماذا، والطبيب هرب أثناء الجراحة.
ويضيف والد الطفلة مروة " دخلت عليها غرفة العمليات، فهربوا، وكشف الغطاء عن ابنتى وأخذت أصرخ وأقول لها حبيبتى بنتي، قومى وحاولوا أن يخرجوها من المستشفى، وقال لى أحد المرضى بالعيادة، لو خرجت بها من المستشفى ضاع حقك وضاع حق ابنتك، حفاظا على أرواح الناس بعد بنتي، لإنى اكتشفت بعد ذلك أن الطبيبين توفى على أيديهما أكثر من مريض، وذلك عرفته بعد وفاة ابنتي، لك أن تتخيل أنى قلت للطبيب قبل الهروب لو فى حاجة قل لى وأنا أساعدك، من الممكن أن نذهب بها لمستشفى الطوارئ، فقال لى لا شئ لا شئ.
ويتابع والد الطفلة: لما دخلت غرفة العمليات، وجدت ابنتى مغطاة، والأطباء وطاقم التمريض، واقفون حولها، وجميعهم مرتبكين ولا أحد يتكلم، وحدث لهم ذهول لما قلت لهم، ننقلها لمستشفى الطوارئ، أنا أعرف أن كل شئ مقدر وهذه أعمار، وكلنا سنموت، ولكن قل لى ماذا حدث، فترك الغرفة وخرج.
ويقص والد الطفلة، عن ابنته أنها كانت الاولى فى إلقاء الشعر فى المعهد، وكانت حافظة القرآن الكريم كاملا، وكانت تحفظ زميلاتها القرآن، وكانت فى معهد الضهرية الإبتدائى الأزهري، وكانت رائدة الإذاعة المدرسية بالمدرسة، وفقدت فلذة كبدي، بسبب خطأ طبيب على غير قدر من المسؤلية.
ويضيف محمود عبد الهادي، والد الطفلة توجهت مسرعا، لمركز شرطة شربين، وحررت محضر بالواقعة، وانتقل معى الرائد محمد الأرضى رئيس مباحث المركز للمستشفى، لإكمال الإجراء، وتم استخراج تصريح بالدفن لابنتي، وبدلا من أن أفرح بها، وأحضر فرحها حضرت جنازتها.
وقال الطبيب المكلف بالعملية "محمود.ب" إنه استقبل الطفلة، وهى فى حالة صحية جيدة، وتحاليلها جيدة، وكانت بصحة جيدة، ودخلت غرفة العمليات، لطبيب التخدير، وكنت فى التعقيم أثناء التخدير، وفوجأت أنها تنزف من فمها وأذنها وأنفها، وظهر عليها أعراض زرقة ملامح، وصدمات كهربية، وكنت فى التعقيم أثناء البنج، وطبيب التخدير أخبره أنها توفيت، وحاول إسعافها وفشل.
مروة ضحية الإهمال الطبي
الطفلة المتوفاه
الطفلة الحضية
مروة حافظة لكتاب الله
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة