أنهى الوفد المشترك من الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة زيارته الأسبوع الماضى إلى السودان والتى شملت لقاءات مع ممثلى السلطات المحلية وممثلى البعثة فى الخرطوم وولايات دارفور. وقالت البعثة إن زيارة الوفد هي لتقييم المرحلة الأولى من إعادة تشكيل "يوناميد" ـ بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى المشتركة ووضع توصيات للمرحلة الثانية التى ستبدأ في يناير 2018.
وفى هذا الإطار أعلن مسئول أمريكي كبير خلال زيارة له إلى الخرطوم قبل يومين، أن الولايات المتحدة مستعدة لإجراء محادثات من أجل شطب السودان من لائحتها السوداء للدول الداعمة للإرهاب، وقد أبدى السودان فى الوقت نفسه استعداده لقطع كل الروابط مع كوريا الشمالية لإثبات حسن نياته تجاه واشنطن.
زيارة ساليفان
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي جون ساليفان خلال زيارة استمرت يومين إلى العاصمة السودانية، إنه فى ضوء القرارات الإيجابية التى اتخذتها الخرطوم منذ العام الماضى، فإن واشنطن مستعدة للبحث فى شطب السودان من لائحتها السوداء التى تضم أيضا سوريا وإيران، وأضاف ساليفان "نحن على استعداد لمواصلة المناقشات مع الحكومة السودانية حول هذا الموضوع".
ساليفان
وهذه الزيارة هي الأولى لمسئول أمريكي بهذا المستوى منذ أن رفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضى حظرا اقتصاديا فُرض على الخرطوم منذ 20 عاما. وفى بداية اجتماع مع وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، قال ساليفان إنه يأمل تطوّر العلاقات بين البلدين. وأضاف لاحقًا "لقد تناولنا عدداً من القضايا التي يتعيّن علينا العمل معاً حولها، بغية مواصلة الزخم الإيجابي الذي بدأناه".
فرصة لشطبها من قائمة الإرهاب
وترى الخرطوم في زيارة "ساليفان" فرصة مواتية لطرح مسألة شطب السودان عن هذه اللائحة، حيث اعتبر غندور أن "رفع العقوبات خطوة أولى لكنها خطوة حاسمة"، مؤكدا أن الهدف الأخير للخرطوم هو "تطبيع كامل فى العلاقات مع واشنطن".
وقال غندور لساليفان إن السودان سيقطع علاقاته مع كوريا الشمالية، وأوضح أن بلاده ملتزمة بأن لا تكون لديها علاقات تجارية أو عسكرية مع كوريا الشمالية".
جاء ذلك فى الوقت الذى أنهى فيه فريق مشترك من الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة جولة لإقليم دارفور لتقييم المرحلة الأولى من إعادة هيكلة بعثة حفظ السلام بالمنطقة "يوناميد".
إبراهيم غندور
ويأتى ذلك بعدما قرر البرلمان العربي مطلع نوفمبر تشكيل لجنة معنية بوضع خطة عمل تدعم رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية الخاصة بالدول الراعية للإرهاب.
البرلمان العربى يدعم الخرطوم
وأكد رئيس البرلمان العربي د.مشعل السلمى فى ذلك الحين أن تشكيل هذه اللجنة يأتى تأكيداً لدعم البرلمان لدولة السودان ومساندتها لرفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك لدورها الفاعل والمؤثر على الساحة العربية والإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب والجماعات والتنظيمات الإرهابية.
وقال إن السودان كان فى مقدمة الدول التي انضمت للتحالف العسكرى الذى أنشأته المملكة، والذى انضمت له حتى الآن 41 دولة عربية وإسلامية، وعضو في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، منوهاً فى الوقت ذاته بما يقوم به السودان من مساهمة فاعلة فى تحقيق الأمن والسلم فى قارة أفريقيا، خصوصاً فى دولة جنوب السودان.
عقوبات مالية
وكانت واشنطن قد قررت فى أكتوبر رفع بعض العقوبات المفروضة على السودان، وتضمنت القائمة 223 شركة ومنظمة ومصنع كانت فى قرار الحظر، وهى العقوبات المالية التى فرضت على الخرطوم في 1997 بسبب دعمه المفترض لجماعات إسلامية متطرفة، وقد عاش زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن من 1992 إلى 1996 فى السودان، وكانت واشنطن رفعت في 12 أكتوبر الأول الماضى، حظرا تجاريا عن السودان استمر لعقدين.
عمر البشير
وفى 2015 قررت مجموعة العمل المالي الدولية قررت شطب اسم السودان من قائمة الدول التي لديها قصور في مكافحة غسل الأموال، وقد ساهم هذا الإجراء فى إزالة العقبات أمام التحويلات المالية الداخلة إلى السودان أو الخارجة منه،
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة