يتأهب المسلمون لإحياء ذكرى خير البرية رسول الله وخاتم النبيين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وذلك يوم الجمعة 1 ديسمبر، بعد إعلان دار الإفتاء أن غدا الاثنين هو أول أيام شهر ربيع الأول.. ولد النبى المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - فى يوم الاثنين بلا خلاف، والصحيح أن ذلك كان وقت طلوع الفجر، والراجح الذى اتفق عليه أكثر المؤرخين وأهل العلم أن مولده - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يوم 12 من شهر ربيع الأول، وهذا ما جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى مولد الحبيب المصطفى والنبى المجتبى - صلى الله عليه وآله وسلم - وكان ذلك فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وكانت ولادته فى شعب أبى طالب بمكة المكرمة.
فروى الإمام مسلم فى صحيحه عن أبى قتادة الأنصارى - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: "ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت - أو أنزل على – فيه".
وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، فى تصريحات له، إن مولده - صلى الله عليه وآله وسلم - وافق يوم الثانى والعشرين من شهر أبريل عام 572 ميلادية، وهذا الشهر الميلادى هو أول شهر ربيعى كامل، فوافق ربيع مولده القمرى فصل الربيع، واستدار الزمان ليوم ميلاده الشريف.
وأضاف الدكتور شوقى علام: ولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وقت طلوع الفجر، فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى المولد النبوى الشريف على صاحبه أشرف الصلاة وأتم السلام، ووافق ذلك يوم الثانى والعشرين من شهر أبريل عام 572 ميلادية، وذلك فى فصل الربيع.
وعن شراء الحلوى والتهادى بها أثناء الاحتفال بذكرى المولد البنوى الشريف قال مفتى الجمهورية: "مباح شرعا ويدخل فى باب الاستحباب من باب السعة على الأهل والأسرة فى هذا اليوم العظيم"، مضيفا أن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، ويندب إحياء هذه الذكرى بكل مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل فى ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادى بها فى المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده - صلى الله عليه وآله وسلم - ومحبةً منهم لما كان يحبه.
فقد جاء عَنْ السيدة عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ" رواه البخارى وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة، كما أن التهادى أمر مطلوب فى ذاته، لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "تَهَادوْا تَحَابوْا" رواه الإمام مالك فى "الموطأ"، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه فى وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد".
وأضاف مفتى الجمهورية فى تصريحات له: وأما الزعم بأن شراء الحلوى فى المولد أنها أصنام، وأنها بدعة وحرام، وأنه لا يجوز الأكل منها، ولا إهداؤها، فهو كلام باطل يدل على جهل قائليه بالشرع الشريف، وضحالة فهمهم لمقاصده وأحكامه؛ فإنها أقوال مبتدعة مرذولة لم يَقُلْها أحدٌ من علماء المسلمين فى قديم الدهر ولا حديثه، ولم يُسبَق أصحابُها إليها، ولا يجوز العملُ بها ولا التعويل عليها؛ إذ فيها تشبيه للمسلمين المحبين لله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالمشركين العاكفين على الأصنام، وهذا مسلك الخوارج الذين يعمدون إلى النصوص التى جاءت فى المشركين فيحملونها على المسلمين، والله سبحانه وتعالى يقول منكرًا على أصحاب هذا المنهج: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [القلم: 35-36]، ويلزم من هذه الأقوال الفاسدة تحريم مظاهر الفرح بمولد النبى المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - وهذا مع مخالفته للفطرة السوية هو مخالف لعمل الأمة المحمدية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة