صفعة جديدة مُنيت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التى انتصرت بولاية رابعة، بعد فشل حزبها فى تشكيل حكومة جديدة بعد مفاوضات استمرت لأكثر من شهر بين الأحزاب.
الانتخابات التشريعية السابقة فى ألمانيا والتى جرت فى شهر سبتمبر الماضى، أضعفت ميركل وتركتها بدون غالبية مطلقة فى البرلمان، وصعد فى الساحة السياسية حزب "البديل من أجل المانيا" اليمينى المتطرف بعدما أغضبتهم سياسة المستشارة المتحررة تجاه اللاجئين.
المستشار الألمانية
وفشل المفاوضات قد يعنى عودة ألمانيا على الأرجح إلى صناديق الاقتراع مطلع 2018 فى هذه الحال، ستجرى الانتخابات من دون أن تكون ميركل على رأس الاتحاد الديمقراطى المسيحى.
وفى وقت متأخر من مساء أمس الأحد، أعلن حزب الليبراليين الألمان، انسحابه من المفاوضات التى تجريها الملقبة بالمرأة الحديدة لتشكيل ائتلاف حكومى منبثق عن الانتخابات التشريعية، ما يعنى فشل هذه المفاوضات التى استمرت أكثر من شهر.
المستشار الألماني وزعيم حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي انجيلا ميركل
وقال رئيس "الحزب الديمقراطى الحر" الليبرالى كريستيان ليندنر، فى مؤتمر صحفى بالعاصمة برلين، إن من "الأفضل للمرء أن لا يحكم، عوضا من أن يحكم بطريقة سيئة"، معتبرا أنه لم يكن بالإمكان إيجاد "قاعدة مشتركة" مع المستشارة.
وانسحب الحزب المؤيد لقطاع الأعمال بشكل غير متوقع من المفاوضات المستمرة منذ ما يزيد على أربعة أسابيع مع المحافظين بزعامة ميركل وحزب الخضر.
كريستيان ليندنر
من جانبها أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الاثنين، "أسفها" لفشل مفاوضات تأليف حكومة منبثقة من الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وقالت ميركل فى مؤتمر: "آسفة لأننا لم نجد أرضية مشتركة" بين حزب "الاتحاد الديمقراطى المسيحى" المحافظ الذى ترأسه وحليفه البافارى حزب "الاتحاد الاجتماعى المسيحى" مع الحزب الديمقراطى الحر القريب من عالم الأعمال والخضر.
رئيس الحزب الديموقراطى الحركريستيان ليندنر
وأشارت ميركل إلى أنها ستتباحث، مع الرئيس الألمانى فرنك فالتر شتاينماير الذى يتوجب عليه بموجب الدستور أن يؤدى دورا رئيسيا فى المرحلة المقبلة، قائلة: "سنرى كيف ستتطور الأمور".
وأكدت ميركل "أن تفعل كل ما بوسعها من أجل قيادة البلاد بشكل جيد خلال الأسابيع الصعبة المقبلة".
وتراجع اليورو لأدنى مستوى فى شهرين مقابل الين بعد وقت قصير من إعلان زعيم الحزب الديمقراطى الحر كريستيان ليندنر، يوم الأحد انسحاب حزبه من المحادثات لأن الأحزاب الثلاثة لم تتفق بشأن قضايا رئيسية.
وأضافت ميركل: "هذا يوم للتفكير العميق فى كيفية المضى قدما فى ألمانيا.. سأفعل كل ما بوسعى لضمان إدارة هذا البلد بشكل جيد فى الأسابيع الصعبة المقبلة".
أنجيلا ميركل
من جانبه قال ليندنر، زعيم الحزب الديمقراطى الحر: "اليوم لم يحرز تقدم بل كانت هناك انتكاسات لأن الحلول الوسط المستهدفة باتت محل تساؤل.. ألا نحكم أفضل من أن نحكم بطريقة خطأ، إلى اللقاء!"
وتعد هذه لحظة صعبة فى مسيرة امرأة أصبحت على مدى 12 عاما فى السلطة رمزا للاستقرار، إذ قادت منطقة اليورو خلال أزمة ديونها وعملت على تسوية داخل الاتحاد الأوروبى بشأن اتفاق مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين.
رئيس الحزب الديموقراطى الحر
وانهيار المحادثات تضع ألمانيا أمام خيارين لم يسبق لهما مثيل فى حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فإما أن تشكل ميركل حكومة أقلية أو أن يدعو الرئيس إلى إجراء انتخابات جديدة ما لم يتم تشكيل حكومة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة