المصارف والأمراض وجهان لعملة واحدة، عبارة يمكن أن تجسد الواقع الأليم الذى يعانى منه أهالى عدد من مراكز محافظة المنوفية، والذين اشتكوا مرارا وتكرارا للعديد من المسئولين ولكن دون أى اهتمام، مع انتشار عدد كبير من المصارف والتى تواجد بعضها ليكون مصرفا زراعيا ولكنه مع مرور الوقت أصبح مصدر من مصادر الأمراض، وتحول البعض الآخر من مصرفا زراعيا إلى مصرفا صناعيا بعد استغلال منطقة صناعية تعج بالمصانع لهذه المصارف دون أى اهتمام بما تخلفه تلك الملوثات.
حيوانات نافقة بأحد المصارف
البداية من مصرف قويسنا، المتواجد خلف المنطقة الصناعية بقويسنا، والذى يحيط به كتلة كبيرة من الأراضى الزراعية التى عانت العديد من الأزمات خلال الفترة الاخيرة جراء هذا المصرف، والذى أحتوى على بقايا العديد من المصانع والتى أصبحت بطبيعتها ملوثات مسمومة على حد تعبير المواطنين المجاورين لتلك المنطقة، وسط مر الشكوى بضرورة أن يتم تقنين أوضاع المصانع ألا يكون مصدر الالقاء الوحيد لهم بهذا المصرف والذى أصبح يمثل الرعب للجميع.
وقال محمود صالح، أحد الأهالى أن المصانع تقوم بالقاء برميل فجر كل يوم، وهو الذى يكون مثل الكيماوى الذى يتواجد بالحروب، ونخرج من المنازل مرتدين العديد من الملابس على الوجة حتى لا نشم رائحة الكيماوى المتواجد بالمياه والذى يضر الجميع، قائلا "يتم إعدامنا بالبطء ونعانى المرار يوميا، وطالبنا بأن يتم حل هذه الازمة ومصرف قويسنا، وعرضنا على جميع المسئولين ولكن دون أن يكون هناك تحريك لأى ساكن".
الكميات من الملوثات تلقى بالمصرف
وأضاف محمود سمير، أحد أهالى المدينة، أن المصرف كان فى الماضى نظيفا وكنا نأكل سمك من تحت هذا الكوبرى، ولكن الآن إذا نزل به طائر لخرج مسلوخا، نظرا لكثرة المواد الكيماوية المتواجدة بهذا المصرف، والذى دمر مساحات كبيرة من الأرض الزراعية المجاورة والتى أصبحت تعتمد على الرى بالمياه الجوفية وازدادت ملوحة الأرض وماتت قطع كبيرة منها.
وقال أحمد ربيع، أحد أهالى مدينة قويسنا أن المدينة كبيرة وبها 48 قرية و36 عزبة ولم يتم توصيل الصرف الصحى إلا إلى 3 قرى فقط، الأمر الذى أجبر عدد كبير من المصانع أن تقوم بإلقاء الكميات الكبيرة من المخلفات بتلك المصارف، ولا يوجد سبيل أمامهم سوى المصارف.
أحد المصارف
وأكد طارق أحمد، أحد أهالى قرية كفور الرمل التابعة للمركز، أنها القرية الأولى فى الحصول على نصيب الأسد من الأمراض من تلك المخلفات والتى يمر بها المصرف ويجعل الأمراض منتشرة بها وإصابة ثلث الأهالى بالقرية نتيجة لانتشار هذه الملوثات، ويرتفع عدد الضحايا من تلك الملوثات سنويا.
من جانبة قال مجدى أبو السعد رئيس مركز ومدينة قويسنا، أن المصرف لا تستخدم المياه الموجودة به لرى الأراضى الزراعية لوجود مصادر أخرى للرى، الأمر الذى يقلل الخطورة على الأراضى الزراعية، لافتا إلى أن المشكلة فى الصرف الصناعى القادم من المنطقة الصناعية بالمصرف والتى يتم الأن التجهيز للانتهاء منها من خلال إنشاء محطة معالجة مركزية بالمنطقة الصناعية وجارى التشغيل التجريبى بتكلفة وصلت إلى 360 مليون جنيه، مشيرا إلى أن جميع المصانع بالمنطقة الصناعية منها من قام بتقنين الوضع وربط الصرف على المحطة الرئيسية ومنها من لم يقم بتقنين الوضع حتى الآن وهو ما أدى إلى ازدياد الأزمة، مؤكدا أن الأزمة ستنتهى تماما عندما يتم ربط جميع المصانع على المحطة وهو ما يتم من خلال التنسيق مع وزارة البيئة والوزارات المختلفة حتى يتم التشغيل، لافتا إلى أنه يتم عقد اجتماعات دورية من السكرتير العام للمحافظة والمسئولين بالمحافظة من أجل القضاء على هذه الأزمة.
جانب من المصارف
من جانبه قال معتز حجازى المتحدث الرسمى لمحافظ المنوفية أنه فى حالة عدم توفيق الوضع للمصانع المخالفة على هذا المصرف والمحطة الجديدة وبعد استنفاذ مدد المهلة لتوفيق الأوضاع لهذه المصانع ستقوم المحافظة باتخاذ الإجراءات القانونية اتجاه هذه المصانع، وسيعرض الأمر على الدكتور هشام عبد الباسط لاتخاذ اللازم، مشيرا إلى أنه تم إغلاق عدد من المصانع المخالفة خلال الفترة السابقة، وجار العمل بالتنسيق مع المحافظة ومجلس المدينة والمنطقة الصناعية للقضاء على الأزمة.
السيناريو الثانى للمصارف بمدينة أشمون وبالتحديد فى قرية بوهة شطانوف التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والتى تواجد بها مصرف شعشاع المتفرع من المصرف الرئيسى سبل، والذى عانى منه أهالى القرية لسنوات طويلة حتى الآن دون أن يتم تحريك لأى ساكن، وانتشر بهذا المصرف العديد من الحيوانات النافقة وأصبح مرتع خصب للحشرات والزواحف وانتشرت من خلاله العديد من الأمراض بين المواطنين وسط شكاوى كثيرة للمطالبة بحل هذه الأزمة.
كلب ميت بأحد المصارف
وقال محمود باظه، أحد شباب القرية، انهم يعانون من هذا المصرف لأكثر من 4 سنوات حتى الآن، لافتا إلى أن الرى هو المتسبب الأول فى هذه الأزمة، وأنه قام فى البداية بتوسعة هذا المصرف الزراعى بالقرية وترك المخلفات التى تم رفعها على جانبى المصرف الأمر الذى أزداد مع الوقت، وتراكمت الكميات يوما بعد يوم إلى أن أصبحت تلال من القمامة المتواجدة أمام المنازل والتى تحتاج إلى الرفع اليومى وهو مالا يحدث من الرى.
وأضاف محمد عبدالفتاح، أحد أهالى القرية، أنهم طالبوا كثيرا من المسئولين بضرورة رفع هذه التراكمات ولكن دون أن يكون هناك أى حلول، ما جعل بعض المواطنين يقوم بحرق هذه الكميات التى أدت إلى انتشار الأدخنة والتى تصاحبت معها العديد من الأمراض الصدرية للكثير من الأهالى، هذا بالإضافة إلى الروائح الكريهة التى يعانى منها المتجاورين لهذا المصرف يوميا، علاوة على الأمراض التى لازمتهم جميعها.
وقال عجمى محمد، أحد أهالى القرية، أن الأمر ازداد كثيرا وأدى إلى انتشار الزاوحف والحشرات والعقارب والناموس الأمر الذى جعل المجاورين لهذا المصرف غير قادرين على المواجهه والحياة بهذه الطريقة.
مواسير المصانع بالمصرف
من جانبه قال المهندس عبدالحكيم الزفزافى رئيس مركز ومدينة أشمون، أنه جار التنسيق مع الرى والصرف لرفع التراكمات والدفع بسيارات القمامة يوم بعد يوم لحل الأزمة، مؤكدا أنه تواصل مع وكيل وزارة الرى للحل خلال الفترة القادمة بشكل كامل، مؤكدا أنه يتم الرفع للتراكمات بشكل متكامل، لافتا إلى أنه تم رفع ما يقرب من 150 نقلة خلال الأسبوع الماضى، مؤكدا أنه يتم بذل قصارى الجهد من أجل حل الأزمة للمواطنين.
حيوان نافق
على الجانب الآخر قال المهندس محمد الصاوى، وكيل وزارة الرى بالمنوفية، أنه سيتم الترتيب لرفع التراكمات داخل الكتل السكنية من أجل الوصول إلى الإرضاء للمواطنين والقضاء على الأزمات التى يعانون منها، مؤكد أنه خلال أسبوع سيتم البدء الفعلى فى الرفع للتراكمات وسيصدر تعليماته الفورية لتجهز الإدارة العمل وتعد له من أجل الإنهاء لأزمة المواطنين، وعلى الرغم من مرور ما يقرب أكثر من ثلاثة أسابيع على تصريحات وكيل وزارة الرى مازال الأمر حتى الآن ولم يتحرك أى ساكن وتبقى مطالبات الأهالى بان يتم حل أزمتهم والقضاء على مشاكلهم.
كميات كبيرة من الملوثات داخل المصرف
كميات كبيرة من القمامة
تدافع الملوثات
التراكمات
تكدس كميات القمامة
تراكمات
المصرف
كميات كبيرة من الملوثات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة